بكين 12 نوفمبر 2015 (شينخوا) من المقرر أن يرفع المشروع الحكومي الثالث بين الصين وسنغافورة، والذي أعلن عنه مؤخرا في مدينة تشونغتشينغ جنوب غربي الصين، تعاونهما الى مستوى أعلى.
ويجسد المشروع ، الذي يعد واحدا من ضمن سلسلة من الاتفاقيات وقعت عليها الدولتان خلال زيارة الرئيس الصين شي جين بينغ لسنغافورة الأسبوع الماضي، شعار " الترابط الحديث والخدمات الحديثة".
ويضاف المشروع الى مشروعين حكوميين أخريين بين البلدين حاليا وهما حديقة سوتشو الصناعية وانشئت عام 1994 في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين ومدينة تيانجين الإيكولوجية التي افتتحت عام 2008 في مدينة تيانجين الساحلية شمالي الصين.
وتركز حديقة سوتشو على الصناعات التحويلية وتستوعب أكثر من 90 شركة مدرجة ضمن قائمة فورتشن لأفضل 500 شركة عالمية. وتهدف مدينة تيانجين الإيكولوجية الى أن تصبح منطقة تنموية خضراء مدفوعة بالابتكار.
والمخطط أن يصبح مشروع تشونغتشينغ نقطة مهمة في مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحها الرئيس شي عام 2013 لإحياء طرق التجارة القديمة بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.
وتركيزا على " الترابط الحديث والخدمات الحديثة"، يأتي مشروع تشونغتشنينغ على خلفية مساعي البلدين لتحويل نمط تنميتهما الاقتصادية.
وتأمل سنغافورة أن" يلائم مشروع تشونغتشينغ الاحتياجات التنموية الصينية والخطط الرئيسية للصين مثل تنمية المنطقة الغربية والحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي ومبادرة الحزام والطريق"، على ما ذكر رئيس الوزراء السنغافوري لي هسيان لونغ لصحيفة ((ليانخه تساوباو)) السنغافورية في مقابلة قبيل محادثاته مع شي يوم السبت.
وقال رئيس الوزراء إن المشروع يجب أن يشق أرضا جديدة في التعاون الثنائي ويكون قابلا للحياة تجاريا.
ويستهدف المشروع المقترح المناطق المحيطة بمدينة تشونغتشنيغ وهو يجعله مختلفا عن المشروعين الحكوميين السابقين بين البلدين.
وخلال زيارته، وصف شي العلاقات الصينية-السنغافورية بأنها شراكة تعاونية شاملة تواكب العصور. وتقدم الأجندة المقترحة لمشروع تشونغتشينغ نموذجا عظيما لتعاونهما هذا المواكب للعصور، وفقا للمحللين.
وقال تشن قانغ، الباحث بمعهد شرق آسيا لجامعة سنغافورة الوطنية، إن المشروعين السابقين في سوتشو وتيانجين تركزت أهدافهما على التنمية الحضرية وهو ما كان يتفق مع تركيز الصين في العقود الماضية. أما مشروع تشونغتشينغ فمن المتوقع أن يغطي مساحة شاسعة في جنوب غربي الصين مع عدد كبير من سكان الريف، وهو ما يظهر الإتجاه الجديد لتعاونهما لخدمة المنطقة الريفية الصينية وطموحها للحضرنة، وفقا لتشن.
وقال كوه تشين يي، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث لونغوس إن خبرة سنغافورة في الخدمات المالية واللوجيستية الدولية من شأنها أن تساعد مشروع تشونغتشينغ تركيزا على " الترابط الحديث والخدمات الحديثة".
وقال إن الصين في نفس الوقت تقود الآن العالم في بعض الصناعات الجديدة مثل التجارة الإلكترونية حيث يمكن لسنغافورة أن تعزز نقاط قواها في هذا المجال من خلال التعاون مع الصين، مؤكدا أن المشروع يحمل أهمية استراتيجية خاصة وسيضخ حافزا جديدا في النمو الاقتصادي لهذه المنطقة الجديدة.