بيروت 12 نوفمبر 2015 (شينخوا) ارتفع عدد ضحايا تفجيري منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية معقل (حزب الله) مساء اليوم (الخميس) الى 37 قتيلا و181 جريحا ، بحسب الصليب الأحمر اللبناني.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أن " أحد الارهابيين أقدم على تفجير نفسه بواسطة أحزمة ناسفة في محلة عين السكة في برج البراجنة تلاه اقدام ارهابي آخر على تفجير نفسه بالقرب من موقع الانفجار الأول ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المواطنين".
وقال البيان انه "تم العثور في موقع الإنفجار الثاني على جثة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه".
وأشار البيان الى أن قوى الجيش نفذت إنتشارا واسعا في المنطقة وفرضت طوقا أمنيا حول موقعي الإنفجارين.
كما حضر عدد من الخبراء العسكريين وباشرت الشرطة العسكرية رفع الأدلة من مسرح الجريمتين لتحديد حجم الإنفجارين وهوية الفاعلين.
وقبل ذلك ، أفادت (الوكالة الوطنية للاعلام) اللبنانية أن التفجيرين وقعا بفارق زمني بلغ خمس دقائق وفي مكانين يبعدان عن بعضهما بحوالي 150 مترا ما أوقع ثمانية قتلى في حصيلة أولية.
ووجهت مستشفيات الضاحية دعوات للتبرع بالدم لاسعاف الأعداد الكبيرة من الجرحى وناشدت الأهالي عدم التجمع أمام أقسام الطوارىء تسهيلا لعمل الجسم الطبي.
وكانت الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت بعدد من التفجيرات التي نفذها انتحاريون من تنظيمات متشددة بسيارات مفخخة قبل نحو عامين ردا على مشاركة (حزب الله) في الصراع في سوريا.
وأدت هذه التفجيرات الى مقتل واصابة العشرات مادفع الجيش والقوى الأمنية الى اتخاذ تدابير مشددة أدت الى انحسارها.
وأدان رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام التفجيرين ، واصفا ما حدث بـ"العمل الاجرامي الجبان".
وقال سلام في بيان صدر عن مكتبه "امتدت يد الغدر مجددا الى لبنان مستهدفة أهلنا الآمنين في منطقة لبنانية عزيزة."
وأضاف "إننا ندين هذا العمل الاجرامي الجبان الذي لا يمكن تبريره بأي منطق وتحت أي عنوان".
ودعا مواطنيه الى "مزيد من اليقظة والوحدة والتضامن في وجه مخططات الفتنة التي تريد ايقاع الاذى ببلدنا".
وأعرب عن أمله ان "تكون هذه الفاجعة حافزا لجميع المسؤولين الى تخطي الخلافات والعمل على دعم المؤسسات الدستورية والامنية لكي نتمكن معا من حماية جبهتتا الداخلية وتحصينها في مواجهه هجمة الارهاب الذي يستهدف لبنان".
وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق في تعليق على أحد مواقع التواصل الاجتماعي "اننا لن نتوانى عن ملاحقة المجرمين أينما وجدوا".
كما أدان وزير الخارجية جبران باسيل التفجيرين معتبرا انهما "ممارسات ارهابية عالمية واحدة تتنقل من بلد الى بلد وتحمل فكرا رافضا وإلغائيا للآخر".
وشدد باسيل على "الوحدة الوطنية" معتبرا أنها "السبيل الوحيد لمواجهة آفة الإرهاب".
بدوره أدان رئيس (تيار المستقبل) ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري عبر (تويتر) الاعتداء الإرهابي وقال "إن استهداف المدنيين عمل دنيء وغير مبرر لا تخفف من وطأته اي ادعاءات".
من جهته دعا رئيس جبهة (النضال الوطني) النائب وليد جنبلاط الى "رص الصفوف على المستوى الداخلي والترفع عن الخلافات والتجاذبات السياسية لقطع الطريق على عودة التفجيرات".
كما أدانت المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بشدة في بيان "الهجوم البشع" الذي وقع في منطقة برج البراجنة.
وشددت على "ضرورة سوق المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي إلى العدالة"، وعبرت عن دعمها القوي للجيش اللبناني والقوى الأمنية.
وقالت "يجب دعم وحماية وحدة لبنان واستقراره وأمنه في كل الأوقات.. وإن المجتمع الدولي يقف إلى جانب لبنان".
وتزامن التفجيران مع انعقاد جلسة تشريعية لمجلس النواب حيث دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس الى "الوقوف دقيقتي صمت حدادا على ارواح شهداء مجزرة انفجار برج البراجنة" كما رفع الجلسة التي اقرت خلالها عدة قوانين الى يوم غد "تأكيدا على مواجهة الارهاب الذي لن يخيفنا".