القاهرة 13 نوفمبر2015 (شينخوا) حظرت روسيا اليوم (الجمعة) رحلات شركة (مصر للطيران) إلى أراضيها، بعد أسبوع من تعليقها كل رحلات شركاتها الجوية إلى مصر ومنها، إثر تحطم الطائرة الروسية في سيناء، في خطوة اعتبرتها الشركة المصرية " تحتوى على كثير من التعنت".

وذكرت وكالة أنباء (انترفاكس)، نقلا عن مصدر لم تذكر اسمه بمطار "دوموديدوفو" بموسكو، إن وكالة الطيران الروسية (روسافياتسيا) حظرت رحلات شركة مصر للطيران، المملوكة للحكومة المصرية، إلى روسيا بدءا من غد السبت.

وحاولت وكالة أنباء ((شينخوا)) الاتصال بالمركز الصحفي لمطار دوموديدوفو للتعليق على القرار، لكن أحد لم يرد على الاتصال.

غير أن السفير الروسي في القاهرة سيرجي كيربتشينكو اعتبر في مداخلة مع قناة فضائية مصرية قرار بلاده وقف رحلات مصر للطيران إلى الأراضي الروسية " إجراء أمنيا مؤقتا".

من جهته، أكد وزير الطيران المدني المصري حسام كمال أن شركة مصر للطيران تلقت إخطاراً من مطار دوموديدوفو بموسكو، عن طريق مدير محطة الشركة هناك، يفيد بإلغاء رحلة كانت مقررة للشركة صباح غد إلى موسكو.

وأضاف الوزير في بيان اليوم " وعليه قررت مصر للطيران تعليق الرحلة، وإعادة الحجز للركاب على رحلات أخرى من القاهرة، كما يتم أيضاً إعادة الحجز للركاب القادمين على الرحلة من موسكو".

وأشار إلى أنه " في ظل تلك الاحداث تستمر الاتصالات على المستوى الرسمي بهدف استجلاء الأمر، ومعرفة موقف تشغيل الرحلات القادمة"، ولفت إلى" إن سلطة الطيران المصري تجري اتصالات مع الجانب الروسي لمعرفة دوافع هذا القرار".

جدير بالذكر أن شركة مصر للطيران تسير ثلاث رحلات أسبوعية مباشرة من القاهرة الى موسكو أيام السبت والثلاثاء والخميس.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الطيران المدني محمد رحمة، إن " الجانب الروسي طلب أمس أدلة العمل بمطار القاهرة، وتمت ترجمتها بمساعدة من السفارة الروسية رغم أن هذا الأمر غير متبع دوليا".

واعتبر قرار روسيا تعليق رحلات شركة مصر للطيران "مفاجأة "، مشيرا إلى ان هناك اتصالات رفيعة المستوى مع الجانب الروسي لمعرفة أسباب القرار.

وتابع " ُبلغنا بتعليق رحلة (مصر للطيران غدا إلى) موسكو"، لكن السلطات المصرية لم تتلق أي إخطار رسمي من نظيرتها الروسية بتوضيح موقفها من القرار.

وأكد أن مصر تتبع اجراءات التفتيش المتبعة عالميا بجميع مطاراتها.

وأشار إلى ان شركة مصر للطيران تقوم برحلات شبه يومية إلى كل الدول الاوروبية، وأن قرار روسيا لا يتعلق بالأجواء الفنية للطائرات، لكن هناك ضغط شعبي على الحكومة الروسية لاتخاذ مثل هذه القرارات.

وفيما اعتبر رئيس شركة مصر للطيران شريف فتحي القرار الروسي" يشكل علامات استفهام ويحتوى على كثير من التعنت ضد الشركة"، أبدى وزير السياحة المصري هشام زعزوع اندهاشه من القرار الروسي، ووصفه بـ " الغريب في هذا التوقيت".

وقال زعزوع إن موسكو تستقبل طائرات مصر للطيران منذ أكثر من 50 عاما، وإن جزءا ممن تنقلهم رحلات الشركة هم من السائحين، والجزء الاخر ممن يعملون بين روسيا ومصر.

ونوه بأن وزارات السياحة والطيران والخارجية المصرية تحاول احتواء الأزمة، وتبذل جهودا على أعلى مستوى مع الجانب الروسي.

وياتي منع رحلات مصر للطيران الى روسيا بعد اسبوع من وقف موسكو، بناء على توصية لأجهزة استخباراتها، كل رحلات الشركات الجوية الروسية من مصر واليها، إثر تحطم الطائرة الروسية في سيناء.

وسقطت الطائرة الروسية يوم 31 أكتوبر الماضي في وسط سيناء عقب 23 دقيقة من إقلاعها من شرم الشيخ، وكانت متجهة إلى مدينة سان بطرسبورج الروسية، ما أسفر عن مقتل 224 روسيا.

ومنذ قرار وقف الرحلات الروسية لمصر، والذي سيستمر "أشهرا عدة على الأقل"، بحسب رئيس الادارة الرئاسية الروسية سيرجي ايفانوف، تجلي موسكو مواطنيها من منتجع شرم الشيخ والمقدر عددهم بثمانين الفا.

ورجحت بريطانيا وأمريكا أن يكون حادث الطائرة الروسية ناجم عن عملية تفجير قنبلة.

لكن لجنة التحقيق في الحادث، والتي تضم خبراء مصريين وروس وألمان وأيرلنديين، أكدت أنه " لا استنتاجات" حتى الآن حول أسباب سقوط الطائرة، مشيرة إلى أنها لم تصل بعد إلى أى أدلة أو معلومات قاطعة.

وأوضحت اللجنة أنها فرغت مسجل الصوت بالطائرة، وسمعت صوتا في الثانية الأخيرة للمسجل، لكنها لا تستطيع تحديد طبيعة هذا الصوت.

وقال وزير الطيران المدني حسام كمال في مقابلة مع جريدة (الأهرام) اليوم، إنه تقرر نقل الجزء الأخير من تسجيلات الصندوق الأسود ومدته سبع ثوان إلى إحدى الدول المصنعة للطائرات لتحليل الصوت وأسبابه، عبر أجهزة متقدمة غير متوافرة في معظم دول العالم، دون نقل الشريط كاملا.

وانتقد " الحملة الإعلامية الدولية المتسرعة والشرسة" عقب سقوط الطائرة، مشيرا إلى انها " أوجدت هذا المناخ الغريب للإيحاء بوجود عمل إرهابي أو تخريبي (وراء الحادث) دون أي دليل".