بكين 19 نوفمبر 2015 ( شينخوا) قال خبراء ان العلاقات الاقتصادية بين اكبر ثلاث قوى اقتصادية فى العالم، الولايات المتحدة والصين واليابان، ضرورية من اجل تعزيز التعاون الاقتصادي فى اطار الابيك.

يذكر ان اجتماع القادة الاقتصاديين للابيك سيختتم اعماله اليوم الخميس، حيث يختتم القادة محادثاتهم الخاصة بتعزيز التكامل الاقتصادي الاقليمي وتعزيز التنمية وسط النمو العالمي البطيء.

وكلاعبين اساسيين فى الابيك، سيعمل التفاعل الصحيح بين الولايات المتحدة والصين واليابان ليس فقط على تعزيز التنمية الاقتصادية فى المنطقة ولكن أيضا على تسهيل بناء وتحسين الية التعاون، ما يحقق اثرا مؤسسيا على التكامل الاقليمي.

القوى الاقتصادية الثلاث تدفع النمو الاقتصادي

تمثل قارة اسيا ثلث الانتاج الاقتصادي العالمي، فى الوقت الذى تمثل فيه اقتصادات الابيك ما يقرب من 60 بالمئة من اجمالى الناتج المحلي العالمي.

وقال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي خلال خطاب فى هيوستن فى مايو "ان كيفية التنمية فى منطقة اسيا الباسيفيك ستؤثر بالطبع بشكل كبير على العالم."

وفى معرض التأكيد على اهميتها بالمقارنة مع المناطق الاقتصادية الاوروبية وفى امريكا الشمالية، قال باحث ياباني ان المنطقة الاقتصادية الاسيوية، التى تضم اسرع نمو بين المناطق الثلاث، تعد مركز الاقتصاد العالمي.

وقال كيويوكي سيجوتشي، مدير البحث فى معهد كانون للدراسات العالمية، ان تطورها سيحقق المنفعة ليس فقط لدول المنطقة ولكن ايضا للاقتصادات خارج القارة، مشيرا الى انه حتى الولايات المتحدة تسعى الى المشاركة بشكل متزايد فى التنمية الاقتصادية الاسيوية من اجل تدعيم نموها المحلي.

وفى معرض التعليق على دور الصين والولايات المتحدة واليابان فى الابيك، صرحت تشاو جيانغ لين، باحثة فى المعهد الوطني للاستراتيجية الدولية التابع للاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ان تأثيرها يأتي على نحو مضاعف.

وعلى مستوى السوق والتجارة، قالت ان الاقتصادات، مع حجم اقتصادها الضخم، تقود النمو الاقتصادي فى منطقة الابيك.

يذكر ان الاستثمارات الاجنبية طويلة الاجل لليابان وواردات الولايات المتحدة من المنتجات -- خاصة السلع الاستهلاكية -- والنمو السريع للصين وزيادة تأثيرها شكلت وضعا مهما للغاية فى التنمية الاقتصادية العالمية.

وفى النصف الاول من 2015، بلغ حجم التجارة الدولية للولايات المتحدة، رغم التراجع مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بلغ فى مجمله 2187.4 مليار دولار امريكي، من بينها ما يقرب من 60 بالمئة فى شكل حجم الواردات, وفقا لما ذكرت وزارة التجارة الامريكية.

وذكرت تشاو ان الاقتصادات العملاقة تعد ايضا ضرورية فى تشكيل سياسة الابيك، وقالت ان التفاعل على مستوى السياسات بين الصين والولايات المتحدة مثل المفاوضات حول معاهدة الاستثمار الثنائية بين الصين والولايات المتحدة ستساعد فى تقديم بيئة مستقرة للتنمية الاقتصادية الاقليمية وستؤدى إلى تنمية الية تعاونية للابيك.

وأضافت ان التفاعل الايجابي بين الاقتصادات يحقق المنافع الجماعية للمنطقة.

الشراكة عبر الباسيفيك مقابل اتفاقية تجارة حرة لمنطقة اسيا الباسيفيك

خلال قمة الابيك التى عقدت فى بكين العام الماضي، اتفق اعضاء الابيك على البدء فى دراسة استراتيجية مشتركة حول منطقة التجارة الحرة لمنطقة اسيا الباسيفيك، ليمثل ذلك الاطلاق الرسمي لعملية منطقة تجارة حرة على نطاق المنطقة.

ويجري حاليا تقييم دراسات الجدوى بشأن المنطقة للتسليم العام القادم. ومن المحتمل تنفيذ المنطقة التى تضم اعضاء الابيك ال21 فى فترة لا تتجاوز 2025 اذا تم التوصل الى اتفاقيات بشأن ذلك.

وفى الوقت نفسه، توصلت الولايات المتحدة واليابان وعشر اعضاء من الابيك إلى اتفاقية حول الشراكة عبر الباسيفيك الشهر الماضي بعد سنين من المفاوضات المكثفة. وان الاتفاق التجاري بقيادة الولايات المتحدة تسبب فى انتقادات لعدم شموله او انفتاحه.

على الصعيد السياسي، فان ترك الصين وروسيا خارج الشراكة عبر الباسيفيك لا يقدم اشارة جيدة, وفقا لما قال البروفيسور فاريبورز موشيريان، مدير معهد المالية العالمية بجامعة نيو ساوث ويلز فى استراليا.

ويظهر التخطيط الاقتصادي لعام 2014 ان ارباح الدخل العالمي من منطقة التجارة الحرة لاسيا الباسيفيك سيكون أكبر من ارباح الشراكة عبر الباسيفيك بثماني مرات، وفقا لما ذكر تقرير من وكالة أنباء (شينخوا) الاسبوع الماضي.

"تسببت زيادة اتفاقيات التجارة الثنائية ومتعددة الاطراف بين اقتصادات الابيك، إلى حد ما، فى تراجع الايمان فى الهدف الشامل للابيك"، وفقا لما قال اكيهيرو هوشينو، استراتيجي كمي بارز فى شركة نومورا القابضة اليابانية، مشيرا إلى ان النزاعات الدبلوماسية الاقليمية حقق القليل فى تدعيم جهود وطموحات واهداف الية الابيك.

وذكر ماثيو جودمان، مسئول بارز بالمركز الامريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية، "لا اعتقد ان الولايات المتحدة شغوفة للبدء فى المفاوضات الان، مفاوضات فعلية تجاه منطقة التجارة الحرة لمنطقة اسيا الباسيفيك. انهم يحتاجون الى التصديق على الشراكة عبر الباسيفيك وتنفيذها. الا انه فى النهاية، فان منطقة التجارة الحرة لمنطقة اسيا الباسيفيك هى الطريق وانا متأكد من انه ستكون هناك محادثات حول ذلك."

قرار سياسي

وقد قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة هامة للولايات المتحدة فى سبتمبر. وفى الوقت نفسه، فان رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون-هي اجتمعا مع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي فى سول فى وقت سابق من هذا الشهر فى قمة ثلاثية تاريخية بعد توقف ثلاثة اعوام ونصف العام بسبب نزاعات اقليمية وتاريخية بين اليابان والجارتين.

وقال سيجوتشي، الباحث الياباني، "من الضروري اجراء حوار عندما تتصاعد حدة النزاعات، وان كل الدول تحتاج الى الاعتراف بهذه النقطة واعطائها الاولوية."

وأكدت الصين واليابان وكوريا الجنوبية فى القمة على الاسراع فى محادثات التجارة الحرة الثلاثية وانه يتعين على الدول الاقليمية التوصل الى "قرار سياسي" لتسريع عملية التوص الى منطقة التجارة الحرة لمنطقة اسيا-الباسيفيك، وفقا لما قال.

كما اقترح على الولايات المتحدة والصين واليابان العمل سويا لبناء اعراف او اقامة قواعد جديدة يمكن ان تكون مقبولة من جانب كل الاطراف لتشكيل منطقة التجارة الحرة لمنطقة اسيا الباسيفيك .

واتفق هوشينو مع ذلك وأكد على ضرورة وضع القضايا غير التجارية جانبا.

وقال جودمان، الذى عمل ايضا منسقا فى البيت الابيض لشئون الابيك خلال الفترة الاولى من حكم الرئيس الامريكي باراك اوباما، "ان الابيك منتدى مختلف لانه لا يتضمن مفاوضات ولكن مناقشات حول كيفية ازالة الحواجز امام التجارة والاستثمار بطريقة غير ملزمة وتوافقية."

وأشار إلى ان تحقيق تقدم فى الابيك حول بعض اجراءات التحرير المفيدة اسهل من تحقيق ذلك من خلال المفاوضات الرسمية.