الأمم المتحدة 23 نوفمبر 2015 (شينخوا) أظهر تقرير أممي حديث إن أكثر من 600 ألف شخص لقوا حتفهم خلال السنوات الـ20 الماضية نتيجة لكوارث متعلقة بالطقس، وأن 90 بالمئة من الكوارث الكبري نجمت عن نحو 6500 حالة من الفيضانات والعواصف وموجات الحر والجفاف وغيرها من الأحداث المتعلقة بالطقس.
وقال التقرير الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث إن الدول الخمس التي تعرضت لأعلى عدد من الكوارث هي الولايات المتحدة والصين والهند والفلبين وإندونيسيا.
ووجد التقرير أنه منذ أول مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ (كوب1) في عام 1995، قتل أكثر من 606 آلاف شخص فيما تعرض 4.1 مليار شخص للإصابة أو أو باتوا بلا مأوى أو في حاجة إلى مساعدة طارئة. وصدر التقرير قبل أسابيع فقط من بدء المؤتمر الأممي الثاني للمناخ (كوب2) في العاصمة الفرنسية باريس.
وقال التقرير إن 90 بالمئة من الكوارث الكبرى في هذه الفترة نجمت عن 6457 حالة فيضانات وعواصف وموجات حر وجفاف وغيرها من الحوادث المتعلقة بالطقس.
وقالت مارغريت والستروم، مديرة مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، إن "الطقس والمناخ يعدان من المحركات الرئيسية لمخاطر الكوارث ويظهر هذا التقرير أن العالم يدفع ثمنا غاليا من الخسائر في الأرواح"، مضيفة أن " الخسائر الاقتصادية تمثل تحديا كبيرا للتنمية في العديد من البلدان الأقل نموا في مكافحتها للتغير المناخي والفقر".
ويسلط التقرير والتحليل الذي أعده مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث ومركز بحوث أوبئة الكوارث ببلجيكا الضوء على هوات في البيانات، موضحا أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث المتعلقة بالطقس هي أعلى بكثير من الرقم المسجل 1.891 تريليون دولار وهو ما يمثل 71 بالمئة من كافة الخسائر التي تعود لأخطار طبيعية على مدى العشرين عاما الماضية.
وبين التقرير أن 35 بالمئة فقط من البيانات المسجلة تضمنت معلومات حول الخسائر الاقتصادية. وقدر المكتب العدد الحقيقي بشأن خسائر الكوارث-- بما في ذلك الزلازل وموجات التسونامي- ما بين 250 مليار دولار و 300 مليار دولار سنويا.
وقالت والستروم إن " التوصل على المدى الطويل إلى اتفاق في باريس في مؤتمر كوب 2 للحد من انبعاثات الاحتباس الحراري سيسهم بشكل كبير في الحد من الأضرار والخسائر الناجمة عن الكوارث المدفوعة جزئيا من الاحترار العالمي وارتفاع مستويات البحر"، مشيرة الى أنه في الوقت الراهن توجد حاجة لخفض المستويات الحالية للخطر وتجنب مخاطر جديدة من خلال ضمان معرفة الاستثمارات العامة والخاصة بالمخاطر والحد من زيادة تعرض الاشخاص والأصول الاقتصادية للأخطار الطبيعية في السهول الفيضانية والسواحل المنخفضة والمواقع الأخرى غير المناسبة لإقامة الإنسان.
وأذكرت والستروم أن عام التطوير بدأ في مارس الماضي باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث والذي يحدد أهدافا واضحة لخفض مستوى الخسائر الناجمة عن الكوارث بشكل كبير بما في ذلك الوفيات والمتضررين والخسائر الاقتصادية وأضرار البنية التحتية الحيوية بما في ذلك المدارس والمستشفيات.
في الوقت نفسه، قالت ديبوراني جوها سابير، رئيس مركز بحوث أوبئة الكوارث، إن التغيرات والتقلبات المناخية وحوادث الطقس تشكل تهديدا لتحقيق الهدف الشامل لأهداف التنمية المستدامة والمتمثل في القضاء على الفقر. وكان قادة العالم اعتمدوا أهداف التنمية المستدامة في سبتمبر كبرنامح لجهود التنمية العالمية للسنوات الـ15 المقبلة.
وأضافت " إننا بحاجة الى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة لمعالجة القوى الدافعة الأخرى للكوارث مثل تطور الحضرنة غير المخططة والتآكل البيئي والفجوات في التحذيرات المبكرة"، مشيرة الى أن " كل هذا يتطلب ضمان معرفة الناس للخطر وتقوية المؤسسات التي تعالج مخاطر الكوارث".
وحظت آسيا وفقا للتقرير بنصيب الأسد من آثار الكوارث بـ332 ألف حالة وفاة و 3.7 مليار متضرر. وشمل إجمالي الوفيات في آسيا 138 ألف جراء اعصار نرجس الذي ضرب ميانمار عام 2008.
وسجلت 335 كارثة متعلقة بالطقس سنويا ما بين عامي 2005 و 2014 بزيادة قدرها 14 بالمئة عن الفترة المسجلة بين عامي1995 و2004.
وأظهرت البيانات تضرر أو دمار 87 مليون منزل خلال فترة الدراسة.
وشكلت الفيضانات 47 بالمئة من الكوارث المتعلقة بالطقس في الفترة من 1995 الى 2015، مؤثرة على 2.3 مليار شخص فضلا عن مقتل 157 ألف.
وسجلت العواصف أكثر عدد من الوفيات بـ242 الف حالة وفاة أو 40 بالمئة من إجمالي عدد الوفيات جراء الحوادث المتعلقة بالطقس في العالم، 89 بالمئة منها وقعت في الدول الأقل دخلا.
وبشكل عام، تسببت موجات الحر في مقتل 148 الف شخص من إجمالي 164 ألف شخص فقدوا أرواحهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات قصوى، مع وقوع 92 بالمئة من حالات الوفاة في الدول الأعلى دخلا.
وأثر الجفاف على إفريقيا أكثر من أي قارة أخرى، حيث سجلت 136 موجة جفاف بين عامي 1995 و 2015 بما في ذلك 77 موجة في شرق إفريقيا وحدها.
ونصح التقرر بتحسين جمع البيانات عن الوفيات غير المباشرة جراء الجفاف.