سوتشو، جيانغسو 24 نوفمبر 2015 (شينخوا) حددت الصين ودول وسط وشرق اوروبا ال16 اليوم (الثلاثاء) مجالات الاولوية فى التعاون فى الفترة من 2015 الى 2020، حيث تتراوح من البنية التحتية والمالية والزراعة الى الثقافة، فى اطار جهود تعزيز التعاون الشامل.
وتم تحديد هذه المجالات فى اجندة متوسطة المدى صدرت بعد قمة الصين-دول وسط وشرق اوروبا الرابعة التى جمعت رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ والقادة من دول وسط وشرق اوروبا ال16 فى مدينة سوتشو شرق الصين.
ورغم العلاقات الودية التقليدية، سجلت الصين ودول وسط وشرق اوروبا نموا سريعا ولكن معتدلا فى حجم التجارة حيث بلغ 60 مليار دولار امريكي فى 2014، ما يمثل عشر الحجم بين الصين وجميع الدول الاوروبية.
وأعرب لي عن ثقته فى العلاقات الاقتصادية الثنائية فى منتدى اقتصادي وتجاري بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا، وقال "فى ظل التعافي الاقتصادي العالمي الضعيف، حافظت الصين ودول وسط وشرق اوروبا على قوة دفع جيدة للتعاون العملي، حيث شهد الطرفان نموا سريعا فى التجارة والاستثمار، كما تجري مشروعات تعاون كبيرة."
كما اتفق قادة الطرفين على ربط مبادرة الحزام والطريق الصينية باستراتيجيات التنمية فى دول وسط وشرق اوروبا، للاستفادة من مميزات الصين القوية فى البنية التحتية والتمويل وتلبية حاجات دول وسط وشرق اوروبا الخاصة بتحسين البنية التحتية والارتباطية.
وعلى هامش القمة، وقعت الصين اتفاقيات منفصلة مع المجر وصربيا بشأن بناء خط سكة حديد بين العاصمتين الصربية والمجرية، وقال لي ان البناء سيبدأ هذا العام.
وبالاضافة الى ذلك، قال لي ان الصين على استعداد للاستثمار فى مشروعات الموانئ فى دول وسط وشرق اوروبا نظرا لخبرة الصين فى تصميم الموانئ وتصنيع المعدات لان الصين بدأت حملة الاصلاح والانفتاح فى المناطق الساحلية.
كما ناقش القادة مبادرة الصين لتدعيم التعاون فى مجال الموانئ فى بحر البلطيق والبحر الادرياتيكي والبحر الاسود وجعل احوال الموانئ مناسبة لصناعات متنوعة. كما اعربت الصين عن استعدادها للمشاركة فى اعادة تجديد ميناء كوبر فى سلوفينيا.
وقال الرئيس البولندي اندري دودا ان مبادة الحزام والطريق الطموحة ستحقق النفع للصين ودول وسط وشرق اوروبا.
وأوضح ان التعاون فى البنية التحتية سيوفر المزيد من فرص التعاون بين بولندا والصين، حيث ان دول وسط وشرق اوروبا هي الطريق الوحيدة للسفر من الصين الى اوروبا، مضيفا ان بولندا، كمركز لوجيستي اوراسي، ضرورية لتعزيز التجارة بين الصين واوروبا.
وقال لي ان الصين ستعمل أيضا مع الاطراف المعنية لتعزيز بناء الممر البري-البحري السريع بين الصين واوروبا، ما يساعد فى تعزيز الارتباطية وزيادة التجارة بين الصين والدول الاوروبية.
وأوضح ان الصين ستدعم مشروعات كبيرة بطريقة مرنة.
من اجل تسهيل الاستثمار الثنائي تقوم الصين بالتفكير فى انشاء صندوق استثمار بقيمة ثلاثة مليارات دولار واقترحت اقامة شركة مالية متعددة الجنسيات "16 +1" لتوسيع قنوات التمويل وخفض تكلفة التمويل.
واوضح "على صعيد التعاون فى القدرة الانتاجية، طالما ان دول وسط وشرق اوروبا تستخدم منتجات ومعدات من الصين، ستقدم الصين دعم التمويل."
ومن المتوقع ان تكون الزراعة نقطة جديدة هامة فى التجارة بين الطرفين. وستزيد الصين الواردات من المنتجات الزراعية التنافسية من دول وسط وشرق اوروبا وستعزز اجراءات الحجر الصحي معها، وفقا لما قال لي.
كما يدعم القادة تعليم اللغة عند بعضهم البعض وكذا تعزيز السياحة والسفر. كما رحبوا بتعزيز التعاون فى الطيران المدني بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا بعد اعادة اطلاق الرحلات المباشرة بين بكين وبودابست واطلاق طائرات مباشرة بين بكين وبراغ بالاضافة الى الربط القائم بين بكين ووارسو.
تعد الصين شريكا طويل الاجل لاوروبا وان التعاون مع دول وسط وشرق اوروبا مربح لجميع الاطراف. من خلال تعزيز التجارة والاستثمار فى دول وسط وشرق اوروبا، تساعد الصين فى انتعاش الاقتصاد الاوروبي، وفقا لما قال رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان.
وتعد قمة الصين-دول وسط وشرق اوروبا، واقيمت على انها حدث سنوي فى وارسو 2012، مكملة لتعاون الصين مع الاتحاد الاوروبي.
وقال كونغ تيان بينغ، باحث بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، "حصل التعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا بشكل تدريجي على الاعتراف من الاتحاد الأوروبي واذهب شكوكهم لانه عمل على تعزيز التنمية المتوازنة لاعضاء الاتحاد وتكامل اوروبا."