الصفحة الأولى > الصين

كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماع قادة العالم حول المساواة بين الجنسين وتمكين النساء

18:57:10 28-11-2015 | Arabic. News. Cn

تعزيز التطور الشامل للنساء وبناء عالم أفضل للجميع

كلمة في اجتماع قادة العالم حول المساواة بين الجنسين وتمكين النساء

(27 سبتمبر 2015، نيويورك)

شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية

 

السيد الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون،

السيدة المديرة فومزيلي ملامبو،

السادة الزملاء،

السيدات والسادة والأصدقاء،

بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لتأسيس الأمم المتحدة والذكرى السنوية العشرين لمؤتمر بكين العالمي للمرأة، فإنه من الأهمية بمكان لنا أن نعقد هذا الاجتماع لقادة العالم لتأكيد تعهدنا بتعزيز المساواة بين الجنسين وتطور المرأة ووضع خطة عمل في المستقبل.

النساء هن مبدعات الثروة المادية والثروة الروحية، ويمثلن قوة هامة لدفع التنمية الاجتماعية والتقدم الاجتماعي. من دون النساء ما يكن ممكنا أن يستمر الجنس البشري ولا المجتمع البشري. إن السعي إلى المساواة بين الرجل والمرأة هي قضية عظيمة. إذا استعرضنا التاريخ، سنجد أنه من دون تحرير المرأة وتقدمها ما كان يمكن الوصول إلى تحرير وتقدم البشرية. من أجل إنجاز الهدف السامي لتحقيق المساواة بين الجنسين، قطعنا رحلة شاقة غير عادية. من إصدار أول إعلان بشأن حقوق المرأة في العالم قبل أكثر من مائتي عام، إلى تحديد اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس، ومن تأسيس لجنة الأمم المتحدة لمكانة المرأة إلى تبني ((اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة))، فإن كل خطوة تم اتخاذها لتعزيز قضية مساواة المرأة كانت خطوة عملاقة من أجل تقدم الحضارة البشرية.

قبل عشرين سنة، تبنى المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين "إعلان بكين" و"منهاج العمل"، مما وضع الهدف الاستراتيجي وأطر السياسات لتعزيز المساواة بين الجنسين وضمان حقوق المرأة. اليوم، أدت روح المؤتمر العالمي للمرأة ببكين إلى تغيرات إيجابية في العالم. إذ يتعمق الوعي المشترك بين الدول المختلفة بالسعي إلى المساواة بين الرجل والمرأة وتتنوع النشاطات لدفع تطور المرأة وتتحسن البيئة التنموية لمعيشة المرأة تدريجيا. المساهمات الغزيرة التي قدمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة تستحق الإشادة.

أصبح العديد من الأهداف التي كانت أحلاما بعيدة في الماضي حقيقة بفضل جهودنا الدءوبة: أقرت 143 دولة بوضوح بالمساواة بين الرجل والمرأة من خلال التشريعات، ولم تعد ثمة عقبات قانونية تعوق المرأة عن المشاركة في النشاطات السياسية والاقتصادية، ونالت الحرية في تلقي التعليم والزواج واختيار المهنة لدى المرأة اعترافا اجتماعيا.

وفي الوقت نفسه، مازال مستوى التنمية للمرأة غير متوازن في دول ومناطق مختلفة، ومازال العالم يشهد عدم مساواة في توزيع الحقوق والفرص والموارد بين الرجل والمرأة، كما أن الإدراك الاجتماعي لطاقات المرأة الكامنة وقدرتها ومساهماتها ليس شاملا حاليا. إن أكثر من نصف الفقراء في العالم، الذين يبلغ عددهم 800 مليون فرد، من النساء. المرأة هي أول من يواجه ويلات الحرب والأمراض الوبائية، وتتعرض لضربات شديدة في مواجهة الإرهاب والعنف. اليوم، مازالت أشكال التمييز ضد المرأة موجودة، وتظهر حوادث تعذيب النساء أحيانا. يظهر الوضع الحالي أن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة يتطلب منا بذل جهود ضخمة. ينبغي لنا أن نبذل جهودا حثيثة لفتح طريق واسع لتطور قضية المرأة.

السيدات والسادة والأصدقاء،

أقررنا قبل قليل أجندة التنمية لما بعد عام 2015، وتم إدراج منظور النوع الاجتماعي في كل المجالات في خطة التنمية الجديدة. لنُطور روح مؤتمر بكين العالمي للمرأة ونجدد التأكيد على تعهدنا ونسرع في دفع تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وتطور المرأة بشكل شامل.

أولا: السعي من أجل تنمية المرأة مع التقدم الاجتماعي والاقتصادي. التنمية لا تستغني عن المرأة، ينبغي للتنمية أن تفيد كل الناس، بما فيهم المرأة. يجب علينا أن نضع استراتيجيات تنمية أكثر علمية وعقلانية، فبالإضافة إلى الاهتمام بأحوال الدول المختلفة والفروق بين الجنسين والحاجات الخاصة للمرأة وضمان حقوق المرأة في التمتع بنتائج التنمية بشكل متساو، يتعين علينا إبداع السياسات والأساليب لاستكشاف قدرات المرأة وتشجيعها على المشاركة في التطور الاقتصادي والاجتماعي. تدل تجارب الصين على أن مشاركة المرأة في النشاطات الاجتماعية والاقتصادية تساعد على رفع مكانتها بشكل فعال وتحقيق زيادة ضخمة للقوة الإنتاجية والحيوية الاقتصادية.

ثانيا: حماية حقوق المرأة ومصالحها. حقوق المرأة ومصالحها تعد حقوق الإنسان الأساسية. ويجب دمج حماية حقوق المرأة ومصالحها في القواعد والأنظمة، والرقي بها إلى إرادة وطنية، وتحويلها إلى أعراف اجتماعية. يجب أن نبني قدرة المرأة على القيام بدورها في النشاطات الاجتماعية والاقتصادية وأن نرفع مستوى مشاركة المرأة في اتخاذ القرار والإدارة وأن ندعمها في أن تصبح قائدة في المجالات السياسية والتجارية والأكاديمية. كما يتعين على الدول ضمان الخدمات الطبية الأساسية الكافية للمرأة، وينبغي بشكل خاص أن نهتم بالاحتياجات الصحية الخاصة للمرأة الريفية والمرأة المعاقة والمرأة المتنقلة والمرأة المتوسطة العمر والمسنة ونساء الأقليات. كما يجب علينا أن نضمن لكل طفلة دخول المدرسة وأمنها، وكذا تطوير التعليم المهني والتعليم مدى الحياة الموجهين إلى المرأة لمساعدتها في التكيف مع التغيرات في المجتمع وسوق العمل.

ثالثا: السعي إلى بناء الثقافة الاجتماعية المتمثلة في الانسجام والتسامح. يعيش الرجل والمرأة في عالم واحد، ومن ثم فإن إزالة التمييز ضد المرأة ستدفع المجتمع ليصبح أكثر تسامحا ونشاطا. يجب علينا التخلص من جميع أشكال العنف ضد المرأة، بما في ذلك العنف الأسرى. ويتعين علينا التركيز على المساواة بين الجنسين ورفض العقليات القديمة والتقاليد التي تقيد تنمية المرأة. إنني أثمن مبادرة"هو من أجلها" للأمين العام للأمم المتحدة، ونأمل في انضمام المزيد من الرجال للعمل بها.

رابعا: خلق بيئة عالمية مناسبة لتنمية المرأة. إن المرأة والطفل هما أكثر المتضررين من انعدام السلم والأمن. يجب أن نثابر على مفهوم التنمية السلمية والتعاون والفوز المشترك ونحرص على السلام ونبذل الجهود من أجل السلام، حتى تتمتع كل امرأة وطفل بالحياة السعيدة والآمنة.

يجب على منظمات المرأة في مختلف البلدان تعزيز التبادل وتعميق الصداقة وتحقيق التطور المشترك والتقدم المشترك. ويجب مواصلة إجراء التعاون الدولي في مجال قضايا المرأة، ويتعين على الدول المتقدمة تعزيز المساعدة المالية والتكنولوجية للدول النامية وتضييق فجوة التنمية بين النساء في الدول المختلفة.

السيدات والسادة والأصدقاء،

مع سعي الشعب الصيني لحياة سعيدة، تتاح لكل امرأة صينية فرص لتحقيق نجاحات رائعة في الحياة وأحلامها. سنبذل المزيد من الجهود لتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة كسياسة أساسية للدولة وإطلاق العنان للدور الهام الذي تلعبه المرأة باعتبارها نصف السماء، ودعمها في تحقيق أحلامها وطموحاتها في العمل والحياة. كما أن المرأة الصينية ستدفع تطوير قضية المرأة العالمية من خلال تطورها الذاتي لتقدم مساهمات أكبر في قضية المساواة بين الرجل والمرأة في العالم.

ومن أجل تأييد قضية المرأة في العالم وأعمال هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ستتبرع الصين بعشرة ملايين دولار أمريكي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، لتستخدمها في تطبيق ((إعلان بكين)) و((منهاج العمل)) والأهداف المحددة في خطة التنمية لما بعد عام 2015. وفي السنوات الخمس المقبلة، ستساعد الصين الدول النامية الأخرى في تنفيذ مائة "مشروع صحة للمرأة والطفل" وإرسال فرق طبية لتقديم خدمات. كما ستنفذ مائة "مشروع المدرسة السعيدة" لتمويل دراسة الطفلات من الفئات الفقيرة، ورفع نسبة التحاقهن بالمدارس. كما ستستضيف الصين أيضا ثلاثين ألف امرأة من الدول النامية في برامج تدريب في الصين وستوفر مائة ألف فرصة تدريب فني للمرأة في المجتمعات المحلية للدول النامية الأخرى، بالإضافة إلى مشروعات خاصة بدعم بناء قدرة المرأة في الدول النامية، سينفذها الصندوق الذي أسسته الصين بالتعاون مع الأمم المتحدة.

السيدات والسادة والأصدقاء،

لنعمل يدا بيد، ونسارع في التقدم لنبني عالما أفضل للنساء وللجميع!

أتمنى لاجتماع قادة العالم النجاح التام

شكرا لكم!

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة
010020070790000000000000011101451348645331