ستوكهولم 7 ديسمبر 2015 (شينخوا) إن عقار أرتيميسينين الأكثر فعالية في مكافحة الملاريا في عالم اليوم يعد "هدية من الطب الصيني التقليدي للعالم"، هكذا ذكرت تو يو يو في محاضرة ألقتها بمعهد كارولنسكا المتخصص في الفسيولوجيا أو الطب بمدينة ستوكهولم يوم الاثنين.
وفي المحاضرة التي استمرت نصف ساعة واكتملت فيها القاعة عن آخرها بألف شخص من الحضور، سردت تو بالتفصيل قصة حية وقعت في سبعينات القرن الماضي حول الطريقة التي نجحت بها مجموعة من الباحثين الصينيين رغم مختلف التحديات في تطوير عقار لعلاج الملاريا.
وقد حازت تو على جائزة نوبل للطب لعام 2015 نظير اكتشافاتها المتعلقة بعقار جديد لعلاج الملاريا يطلق عليه اسم أرتيميسينين.
وإنطلاقا من التجارب البحثية القيمة التي جرت لتطوير الأرتيميسينين، تعرب تو عن اعتقادها بأن "الطب الصيني والعقاقير الخاصة به يعدان بمثابة كنز عظيم" لابد من "استكشافه والارتقاء به إلى مستوى أعلى".
وذكرت تو أنه "منذ (تذوق العالم شن نونغ لمئات الأعشاب)، استطاعت الصين أن تجمع خبرات تراكمية جوهرية في التطبيقات الإكلينيكية العملية والتكاملية والملخصة للمصادر الأكثر طبيعية على مدار آلاف السنين عبر الطب الصيني".
وأكدت تو أن "اعتماد هذه الممارسات واستكشافها وتطويرها والنهوض بها سيسمح لنا باستكشاف المزيد من العقاقير الجديدة المفيدة للرعاية الصحية العالمية".
واقتبست تو بيتا من قصيدة شعرية ترجع لعهد أسرة تانغ الصيني في كلمتها قائلة إن "الشمس تغرب عند سفح الجبال، والنهر الأصفر يتدفق في اتجاه البحر، وكلما تسلقتم قمة أعلى، تمتعتم بمشهد أعظم ".
وقالت "دعونا نبلغ قمة أعلى لكي نتمكن من تقدير قيمة الثقافة الصينية ونجد الجمال والكنز في أرض الطب الصيني التقليدي".
ومن جانبه، ذكر لارس هيكنستن من مؤسسة نوبل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد استمتعت بها للغاية، إنها قصة رائعة استحضرت فيها تو كيف عادت إلى الطب الصيني التقليدي لتكتشف هذه الطريقة بالغة الأهمية بالنسبة للبشرية". " إنها حقا لحظة ممتعة".
ورغم أن تو ألقت المحاضرة باللغة الصينية وصاحبتها ترجمة بالإنجليزية وشرح باستخدام برنامج باور بوينت على شاشة خلفها، إلا أن جان ليندستين الأستاذ الفخري والأمين العام للجنة نوبل للفسيولوجيا أو الطب فهمهما واستمتع بها كثيرا.
وأشار ليندستين لـ((شينخوا)) إلى "إنها أجرت مقارنة ناضجة جدا بين علم الصيدلة الحديث والطب الصيني التقليدي، وهو أمر اعتقد أنه في غاية الأهمية ويستحق مواصلة دراسته في المستقبل لاكتشاف كنوز من الطب الصيني التقليدي في مسيرة تطوير عقارات جديدة".
وقالت برجيتا ريجلر رئيسة مصحة إعادة التأهيل في مستشفي داندريد في ستوكهولم لـ((شينخوا)) "تحدوني الثقة بأن العقاقير التي سنكتشفها في المستقبل ستأتي من الطبيعة".
وذكرت "الصناعة الكميائية ربما تكون أسرع في تطوير عقاقير جديدة، ولكن الأشياء القائمة على الطبيعة ربما تكون أكثر ديمومة".