باريس 12 ديسمبر 2015 (شينخوا) اُعتمدت أخيرا اتفاق تاريخي بشأن التغير المناخي دون أي اعتراض يوم السبت من جانب الأطراف الـ196 في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، خلال الجلسة الـ21 لمؤتمر الأطراف (كوب 21) الذي تستضيفه فرنسا.

وقال الممثل الخاص للصين بشأن تغير المناخ شيه تشن هوا بعد تبنى اتفاق باريس" إن مؤتمر باريس للمناخ هو نقطة حاسمة في عملية إدارة المناخ العالمي. والنتيجة لها تأثير على مهمة التغير المناخي للإنسان ومستقبل التنمية المستدامة".

وأكد شيه أن الصين كدولة نامية مسؤولة سوف تأخذ التزامات دولية تتناسب مع ظروفها الوطنية الخاصة ومرحلتها التنموية وقدرتها الفعلية.

وأضاف شيه أنه " على الرغم من أن الاتفاق ليس مثاليا، إلا إنه لا يمنعنا من التقدم خطوة تاريخية للأمام"، داعيا الدول المتقدمة إلى الالتزام بتعهداتها بتوفير التمويل ونقل وتطوير التكنولوجيا وبناء قدرات الدول النامية.

وأكد شيه استعداد الصين للعمل مع كافة الأطراف في ضوء مبادئ الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ باتجاه تنفيذ اتفاق باريس وإقامة نظام حوكمة للتغير المناخي لتحقيق التعاون المربح للجميع".

ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن " ما كان يوما لا يمكن تصوره أصبح الآن لا يمكن منعه"، مشيرا إلى اتفاق باريس التاريخي.

وذكر أن "الاتفاق يمثل نقطة حاسمة ويهيئ المجال لإحراز تقدم للقضاء على الفقر وتعزيز السلم وضمان حياة من الكرامة والفرص للجميع".

وقال بان كي مون "لأول مرة، تعهدت كل الدول في العالم بكبح الانبعاثات وتعزيز المرونة والصمود والانضمام إلى قضية مشتركة لاتخاذ إجراء مناخي"، معتبرا "اتفاق باريس يجسد التضامن".

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لوزراء ومفاوضي الأطراف الـ196 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " إننا لم نتوصل فقط الى أي اتفاق، بل اتفاق طموح وشامل وملزم قانونا".

وأضاف " لا يوجد أي تقدم بدون المخاطر، أي تقدم بدون محن، التاريخ يكتب من قبل أولئك الذين ينخرطون وليس من قبل الذين يحسبون"، متعهدا بقيام بلاده بكل شئ ممكن من أجل تنفيذ الاتفاق.

وقال "هذا الاتفاق كنا ننتظره منذ وقت طويل، منذ 40 عاما".

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتفاق باريس "انتصارا للكوكب كله وللأجيال المستقبلية".

وقالت السكرتيرة التنفيذية للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ كريستيانا فيغيريس إنه " اتفاق قناعة تضامن ورؤية للمدى الطويل".

وتتكون الاتفاقية من 31 صفحة و29 مادة، وتتضمن الأهداف والتخفيف والتكيف والخسائر والأضرار والتمويل وتطوير ونقل التكنولوجيا وبناء القدرة وشفافية العمل والدعم.

وعلى أساس مبادئ المساواة ومسئوليات مشتركة لكن متباينة والقدرات الخاصة، تهدف الاتفاقية إلى الإبقاء على الارتفاع في درجة حرارة الأرض دون درجتين مئويتين أعلى بمستويات ما قبل عهد الصناعة ومواصلة الجهود للحد من ارتفاعها عند 1.5 درجة مئوية قياسا بما قبل عهد الصناعة.

ومع وضع حاجات وأولويات الدول النامية في الاعتبار، تتطلع الاتفاقية أيضا إلى توفير 100 مليار دولار أمريكي سنويا من الدول المتقدمة للدول النامية ابتداء من عام 2020.

وبدأت أعمال (كوب21) في 30 نوفمبر 2015 . وبعد وقت قصير من تبنى الاتفاق، ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت اتفاق باريس بأنه " نقطة تحول" ودعا الى خلق " إطار دائم " للجهود المستقبلية.

في الوقت نفسه، أشادت الحكومة الفنلندية بالاتفاق فيما أكد المعنيون بحماية البيئة في فنلندا أن التحديات لا تزال موجودة.

ووصف وزير البيئة الفنلندي كيمو تيليكانين الاتفاق بأنه " نقطة تحول" لكنه لم يعتبره الاتفاق المثالي.

وقال رئيس الوزراء الفنلندي جوا سيليبا أنه يريد أن يحدث الاتفاق تغيرا سريعا مع تأثير.