دمشق 18 ديسمبر 2015 (شينخوا) قال محللون سياسيون في سوريا يوم الجمعة أن اجتماع القوى العالمية في نيويورك يسعى للضغط من أجل إيجاد حل للأزمة في سوريا ويعكس التفاهم الذي جرى بين الولايات المتحدة وروسيا الذي حدث مؤخرا .
وتبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة قرارا يصدق على خارطة طريق دولية لعملية الانتقال السياسي بقيادة سورية من أجل انهاء الصراع الدائر فى البلاد، ويدعو إلى بدء محادثات سلام سورية فى اوائل يناير.
ويدعو القرار الذى تبناه المجلس بالاجماع الى تفعيل وقف اطلاق النار فى سوريا مع بدء ممثلي الحكومة السورية والمعارضة الخطوات الاولية تجاه انتقال سياسي تحت رعاية اممية.
وأعرب المجلس عن دعمه للبيانات التى تم الاتفاق عليها خلال المحادثات السابقة فى جنيف وسويسرا وفيينا، بينما أكد على ان "الشعب السوري سيقرر مستقبل سوريا".
وأوضح البيان ان "الحل المستدام الوحيد للازمة السورية الحالية يأتي من خلال عملية سياسية شاملة وبقيادة سورية تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري
وتعمل القوى العالمية المجتمعة حاليا في نيويورك على ردم الثغرات الموجودة بين الدول بغية التوصل إلى حل في سوريا.
ومن اهم العقبات التي تطفو على السطح، هي مسألة الرئاسة السورية، التي كانت واحدة من القضايا الشائكة بين المعسكرات الامريكية والروسية.
وقبل يومين وبعد لقائه في روسيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، حث وزير الخارجية الامريكية جون كيري التركيز ليس على إزالة الرئيس السوري بشار الأسد ، ولكن بدلا من ذلك على تطوير المزيد من التعاون في سوريا، وهي خطوة تعكس تغييرا في الخطاب الذي اعتمد منذ فترة طويلة من قبل الإدارة الأمريكية، منذ صيف عام 2011 وتكرار خطاب "الأسد يجب أن يرحل".
وقال محللون سياسيون في سوريا أن تصريحات وزير الخارجية الامريكية كيري تشكل " تحولا في الموقف الأمريكي وعكست فهما جديدا بين روسيا وأمريكا، في أعقاب الهجمات الإرهابية من قبل الدولة الإسلامية (داعش ) التي بدأت تصل إلى خارج الحدود السورية، كان آخرها في باريس، حيث قتل أكثر قتل 120 شخصا .
وقال المعارض السوري محمود مرعي في تصريحات لوكالة ((شينخوا)) بدمشق ان "الاجتماعات التي جرت بين الوزير الامريكي كيري والرئيس الروسي بوتين والوزير لافروف في موسكو قبل يومين، واجتماع نيويورك حول الأزمة السورية يعكس التفاهم الروسي الأمريكي."
وأضاف إن "اجتماع نيويورك يأتي للتأكيد على التفاهم الأمريكي الروسي الجديد وتتويجا للاتفاق الذي تم التوصل إليه في فيينا الشهر الماضي حول سوريا، والذي حدد معالم خطة سياسية لهذا البلد الذي مزقته الحرب.
ويشار إلى انه في نوفمبر الماضي عقد ممثلوا 19 بلدا اجتماعات في فيينا ، بما في ذلك حلفاء روسيا سوريا وإيران، حدد هدفا يتمثل في الأول من يناير لبدء الحوار بين ممثلي الحكومة وقوات المعارضة السورية.
شهد اجتماع فيينا أيضا بيانا للامم المتحدة يدعو لوقف اطلاق النار التي ستنشأ في 14 مايو 2016 وإجراء انتخابات حرة الذي سيعقد في وقت لاحق من العام.
وافقت القوى العظمى أيضا في فيينا على ضرورة ضرب تنظيم (داعش ) بقوة وبسرعة حل الأزمة السورية لاحتواء تداعيات الإرهاب في المنطقة والعالم.
وتابع مرعي يقول إن "اجتماع نيويورك إضافة إلى فيينا يتحدث عن تحديد للجماعات الإرهابية في سوريا، وهي مسألة أخرى كانت إشكالية بين موسكو وواشنطن.
وأضاف أن"القوى الدولية سوف تقرر من هو الإرهابي ومن هو غير الإرهابي بين عشرات الجماعات المتمردة التي تقاتل في سوريا، من أبرزها جبهة النصرة، وهو على على صلة بتنظيم القاعدة ".
ومن جانبه قال الباحث السياسي أسامة دنورة لوكالة ((شينخوا)) ان "التطورات الجديدة والسريعة ، وقصر المهل الزمنية الفاصلة بين اجتماعات دولية تعكس رغبة دولية، أدت إلى حد كبير من قبل الولايات المتحدة وروسيا بشأن حل الأزمة السورية ".
وأضاف "نحن تعودنا على التصريحات الامريكية المتناقضة مع بعضها البعض خلال فترة زمنية قصيرة. ولكن إذا قرأنا البيانات الجديدة نجد أن هناك تحولا في في المواقف الامريكية والموقف الدولي"، مؤكدا أنه "من الواضح أن الطرف الروسي نجح في فرض مواقفهم خلال اجتماعات عقدت مؤخرا في موسكو بين كيري ولافروف بشأن الالتزام بمحادثات فيينا ".
وأضاف أن محادثات فيينا تضمنت تأكيدا على السوريين في حق اختيار قيادته دون الاملاءات الخارجية.
كما وافق مع مرعي ، قائلا ان اجتماع نيويورك سيؤدي إلى تصنيف الجماعات الإرهابية.
أعرب دنورة عن اعتقاده أيضا أن الاجتماع سيناقش تسمية وفد المعارضة إلى الحوار مع الحكومة الشهر المقبل، مشيرا إلى أن هذا يمكن أيضا أن تبلور في الأيام القليلة المقبلة.
وبدوره اتفق المعارض السوري أنس جودة، مع من سبقه من محللين آخرين أن اجتماع نيويورك جاء لتتويج اجتماعات الاسبوع الماضي في موسكو.
وقال إن "اجتماع نيويورك يعني أن هناك إجماعا جديدا بين الولايات المتحدة وموسكو بشأن ضرورة إيجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية " ، مضيفا ان "هذا الاجتماع يعكس رغبة الولايات المتحدة في إيجاد حل سريع لسوريا ".
وأضاف أن واحدة من القضايا الملحة التي تدفع القوى العالمية على العمل من أجل تسوية الوضع في سوريا هو الآثار غير المباشرة للصراع منذ خمس سنوات تقريبا، وعلى رأسها الإرهاب والتي وصلت إلى الدول الأوروبية.