القاهرة 21 ديسمبر 2015 (شينخوا) تنتشر في مصر هذه الأيام مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وسط إقبال كبير على محلات وشوادر الحلوى بمختلف أنواعها.
والمولد النبوى هو يوم مولد نبي الإسلام محمد (ص)، الذي تحل ذكراه يوم الأربعاء المقبل، الموافق 12 ربيع الأول لعام 1437 هجرية، والذي يعد عطلة رسمية في مصر، وعدد من البلدان الإسلامية.
ويحتفل المصريون بهذا اليوم باعتباره عيدا وفرحة، بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي، بينما تذيع القنوات التلفزيونية أفلاما دينية تتناول سيرة الرسول، فيما تخصص خطب المساجد يوم الجمعة للحديث عن حياة النبي.
لكن أكثر مظاهر الاحتفال انتشارا في مصر هى "حلاوى المولد" التي يتم بيعها من خلال شوادر تنشأ خصيصا لهذا الغرض في الأسواق الشعبية والشوارع الرئيسية، إلى جانب المحلات التي تطرح كميات كبيرة من الحلوى بأنواعها المختلفة.
وقال كريم محمد (30 عاما)، عامل في محل لبيع الحلوى بشارع 9 بحى المعادي الراقي في القاهرة، إن الإقبال على شراء الحلوى من قبل المواطنين هذا العام أكبر من العام الماضي، خصوصا أن الأسعار مناسبة.
وأضاف لوكالة أنباء (شينخوا)، إن المحل بدأ في طرح كميات كبيرة من الحلوى منذ عشرة أيام، وأن الأسعار هذا العام أقل من العام الفائت.
وتابع أن ثمن كيلو الحلوى المشكل في العام الماضي كان يتراوح بين 32 إلى 35 جنيها (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 7.83 جنيه)، بينما نبيعه هذا العام بـ30 فقط.
وأشار إلى أن أكثر قطع الحلوى التي يقبل عليها المصريون هى "الفولية" التي يباع الكيلو منها بسعر 36 جنيها، و " السمسية"، و "الحمصية".
وأوضح أن أغلى حلوى هى "ملبن عين الجمل" التي يصل سعر الكيلو منها إلى 90 جنيها.
ولفت كريم إلى أن بعض زبائنه مسيحيون، يشترون حلوى لتقديمها هدية إلى أصدقائهم المسلمين بمناسبة المولد النبوي الشريف، كما أن بعضهم يشترى "حلوى صيامي".
وشاطره الرأي محمد عادل، قائلا إن أسعار الحلوى هذا الموسم أقل من العام الماضي، مشيرا إلى أن يبيع " علبة (حلوى) مشكل (حجم) كيلو بـ 30 جنيها".
وأوضح أن الزبون يمكنه شراء قطع حلوى إذا كان غير قادر على شرائها بالكيلو، منوها بأن القطعة الواحدة تباع بجنيهين فقط.
وأوضح أن المعروض من الحلوى هذا الموسم أكثر من العام الماضي، لأن المصانع عادت للعمل وأنتجت أكثر، بسبب الاستقرار الذي تشهده مصر حاليا.
ولفت إلى أن كل أنواع الحلوى موجودة أمام المواطنين، بل أن هناك أنواع أخرى جديدة هذا الموسم.
وأكد أن زبائنه ليسوا مسلمين فقط، بل هناك مسيحيون يشترون منه، كذلك هناك أجانب لاسيما أفارقة.
وفي هذا الصدد، ذكرت داليا علي (40 عاما) لـ(شينخوا) إنها تشترى حلوى لصديقتها المسيحية التي قالت لها " لازم تجيبي لي حلاوة المولد".
فيما قال علي فهمي (60 عاما) إنه يشترى حلوى لعائلته وحماته، واشتكى من ارتفاع السعر.
ورأى أن "الأسعار لا توازي المرتب"، مضيفا "اشترى حلاوة وهأقسمها نصفين، لعائلي وحماتي".
لكنه أوضح أنه لا يأكل الحلوى بسبب إصابته بمرض السكر.
بينما قال اسماعيل إبراهيم، وهو عامل في مجال تنظيف الشوارع، "حرام أجيب كيلو حلاوة بـ 40 جنيها".
وتابع " أنا رجل غلبان على قد حالي، والأسعار غالية هاشترى منين".
وتوجد أنواع كثيرة من حلوى المولد منها البسيمة والمشبك والسمسية والحمصية والجوزية والفولية والملبن المحشو بالكسرات ولديدة ونوجا غيرها.
وتصنع من الحلوى بعض لعب الأطفال التي تؤكل بعد انتهاء يوم المولد مثل "عروسة المولد" للبنات و "الحصان" للأولاد.
ويرجع احتفال المصريين بالمولد النبوي إلى عصر الدولة الفاطمية، حيث أقيم أول احتفال بهذه المناسبة في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في عام 973 هجرية.