تقرير سنوي: الصين تبني علاقات جيرة أكثر سلمية وحيوية مع مبادرة الحزام والطريق

21:37:29 28-12-2015 | Arabic. News. Cn

بكين 28 ديسمبر 2015 (شينخوا) مع التأسيس الرسمي للبنك الاسيوي للاستثمار في البنية الاساسية في يوم عيد الميلاد (الكريسماس)، تختتم حملة الصين لدفع مبادرة الحزام والطريق عاما من التقدم المثمر وخاصة في الدول المجاورة.

وقدم الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق, التي تضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 في عام 2013, بهدف بناء شبكة تجارة وبنية اساسية تربط آسيا باوروبا وافريقيا على طول طرق الحرير القديمة.

وهذه الرؤية، بمجرد تحقيقها، ستعود بالنفع على 4.4 مليار شخص أو 63 في المائة من السكان في العالم.

وأعربت ما يربو على 60 دولة ومنظمة دولية حتى الان عن اهتمامها بالمشاركة النشطة في تأسيس الحزام والطريق, بينما يجري انشاء العديد من المشروعات الثنائية ومتعددة الاطراف الكبيرة.

وحيث ان العديد من الدول المجاورة للصين تقع على هذه الطرق, فإنهم لن يكونوا شركاء أساسيين في التعاون فقط ولكنهم سيكونوا أيضا المستفيدين الرئيسيين من المبادرة, التي تجسد بشكل شامل القواعد الاساسية لدبلوماسية بكين تجاه علاقات الجيرة: المودة والاخلاص والمنفعة المتبادلة والشمولية.

الجماعة وليس الفرد

ومنذ صياغة مبادرة الحزام والطريق وخاصة منذ بداية هذا العام، يعمل القادة الصينيون بجد من أجل تنظيم الرؤية مع استراتيجيات التنمية لجيرانهم، مثل الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوى الذي تقوده روسيا ومجموعة الاسيان, من أجل دعم التنمية المشتركة والتعاون متبادل النفع.

وأشار شي إلى ان المبادرة لن تكون للصين بمفردها ولكن ستشمل جميع الدول على طول الطريق, وقال شي في شهر مارس الماضي إنها تخدم المصالح المشتركة للاطراف المعنية وتلبي نداء العصر للتعاون الاقليمي والعالمي.

وتفاعلت الدول فى انحاء المنطقة بشكل إيجابي اتجاه اقتراحات الصين.

وكانت باكستان, التي رفعت علاقاتها مع الصين لتصبح شريكة استراتيجية في التعاون في جميع الظروف خلال زيارة شي في شهر أبريل الماضي, من بين اول الدول التي تشارك في خطة العمل وتعهدت بالمشاركة في بناء ممر اقتصادي يربط ميناء جوادر في جنوبي غرب باكستان بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور بشمال غرب الصين.

ووافقت الدولتان على تشكيل تعاون "4+1" حيث سيكون ممر الصين وباكستان الاقتصادي في المركز وميناء جوادر والبنية الاساسية للنقل والطاقة والتعاون الصناعي اربعة مجالات اساسية من أجل تحقيق نتائج متبادلة النفع وتنمية مشتركة.

وقال أمان الله خان, رئيس لجنة تعزيز التجارة والاستثمار لباكستان والصين إنه منذ ان قدم شي مبادرة الحزام والطريق شهدت المنطقة موجة جديدة من التنمية الاقتصادية.

وأضاف خان أن "الممر الاقتصادي للصين وباكستان, مشروع رائد فى اطار المبادرة, قدم دعما قويا للاقتصاد الباكستانى. وقد عززت استثمارات الصين في مجالات الطاقة والبنية الاساسية في باكستان ايضا ثقة المستثمرين الاجانب في الدولة الواقعة جنوب آسيا".

التقارب مع الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوى

وفي منطقة أوروآسيا، أعربت معظم الدول المجاورة للصين عن استعدادها لربط استراتيجياتها الخاصة للتنمية بمبادرة الحزام والطريق.

ووافقت روسيا, شريك إستراتيجي شامل في التنسيق مع الصين على دمج طموحاتها فى اطار عمل الاتحاد الأوروآسيوى, الذي يعد هدفه الاساسي هو تشكيل سوق واحد على الحدود مع الدول الاعضاء في عام 2025, مع اقتراح حزام طريق الحرير الاقتصادي.

ووقع شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيانا مشتركا حول تنظيم حزام طريق الحرير الاقتصادي والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوى خلال زيارة شي لروسيا في شهر مايو الماضي.

وقال مراقبون إن البيان المشترك, تطور آخر هام في مبادرة الحزام والطريق في أورآسيا, له أهمية وتاثير بعيد المدى على النمو الاقتصادي في المنطقة والعالم ككل.

وخلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة أوفا بروسيا في شهر يوليو الماضي، وافق شي وبوتين على اعتبار الكتلة الاقليمية منصة هامة لربط خطة حزام طريق الحرير الاقتصادي بخطة الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوى.

وقال مارس ساليف, محلل سياسي قرغيزى، إنه يعتقد ان مبادرة الحزم والطريق ستعطى دفعة قوية للتنمية الاقتصادية لاعضاء منظمة شانغهاي للتعاون.

واسترجع أنه خلال السنوات الماضية نقلت قرغيزستان كمية كبيرة من البضائع من الصين إلى دول أخرى أعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون ودول أوروبية, واستطرد ان مبادرة الحزام والطريق تقدم فرص جديدة لقرغيزستان لتصبح نقطة عبور اساسية في أورآسيا.

وقال المحلل إنه فى حالة تم تنفيذ مشروع السكك الحديدية بين الصين وقرغيزستان بنجاح, فإن الدولة الواقع في وسط آسيا ستحصل على طريق مناسب من خلال اوزبكستان وتركمنستان وأذربيجان إلى اوروبا.

امكانات كبيرة لتنمية الآسيان

وبعد شهر من اعلان مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير في قازاقستان في سبتمبر عام 2013، سافر شي إلى جنوب شرق آسيا وكشف عن مبادرة طريق الحرير البحري للقرن الـ21 من اجل تعزيز البنية الاساسية والتجارة الاقليمية مع الدول الاعضاء في دول رباطة جنوب شرق آسيا (الآسيان).

ويعد تعزيز بناء البنية الاساسية والترابط داخل الاسيان امرا ضروريا لهدف الكتلة لبناء مجموعة اقتصادية وخلق سوق تنافسي يضم ما يربو على 600 مليون شخص مع تدفق حر للبضائع والخدمات واستثمارات رأس المال والعمالة الماهرة.

وحيث ان مبادرة الحزام والطريق تلبى طلب الدول الاعضاء في الاسيان ولديها إمكانات هائلة في دعم تنمية الكتلة, فقد دفعت بشكل ملحوظ التنمية السليمة للعلاقات الصينية مع جيرانها من دول جنوب شرق آسيا.

وقام شي في شهر نوفمبر الماضي بأول زيارة له لفيتنام وسنغافورة, دولتين اساسيتين في الاسيان, منذ ان اصبح رئيسا للصين في عام 2013.

وخلال الزيارة، وقعت الصين وفيتنام اتفاقية حول دراسة جدوى برنامج سكك حديدية في شمال فيتنام فى اطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وخطة "ممرين ودائرة اقتصادية واحدة" الفيتنامية.

وقال شي في خطبة القاها في جامعة سنغافورة الوطنية إن الدول المجاورة للصين شركاء تعاون اساسيون فى اطار مبادرة الحزام والطريق ويجب ان يكونوا اول من يتمتعوا بمنافعها.

وقال أسانجا آبيياجوناسيكيرا, مستشار وزير المالية السريلانكي في منتدى تنمية الاسيان الثاني في وقت سابق من هذا الشهر إن المبادرة التي اقترحتها الصين مخصصة للتنمية والتعاون والانفتاح وتتسم بالمساواة والمنفعة المشتركة على أساس المشاورات والتعاون والمشاركة.

وأضاف المسؤول أن الدولة الاقل تقدما والنامية بصفة خاصة ستستفيد بشكل جوهري من هذه المبادرة.

جسر جديد للتعاون والتنمية المشتركة

واستشهد أسانجا ببلاده كمثال، قائلا إنه تم بناء اول طرق سريعة ومشروعات بنية اساسية عديدة آخرى فى سريلانكا بمساعدة الصين, التى استفادت البلاد منها بشكل كبير.

وقال أسانجا إن "مبادرة الحزام والطريق الصينية ستساعد التجارة العالمية كلها وستعود بالنفع على جميع الدول وستحسن الظروف الحياتية للافراد في آسيا وأفريقيا واوروبا."

ومثل السريلانكيين، استفاد اهالى لاوس فى سى فان دون, أرخبيل نهري في نهر ميكونغ في مقاطعة تشامباساك في جنوب الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا, ايضا بشكل كبير من تعزيز التعاون في البنية الاساسية مع الصين.

ويعاني آلاف السكان الذين يعيشون في بعض الجزر الكبيرة هناك من نقص دائم في الإمدادات اليومية منذ عقود بسبب ظروف النقل غير الملائمة.

وبفضل جسر قامت شركة صينية ببناءه، أصبح سكان منطقة دون خونغ, اكبر جزيرة في المنطقة قادرين على السفر بالحافلات والسيارات إلى مدينة باكسى عاصمة المقاطعة بشكل اكثر امنا واسرع من استقلال المراكب.

وقال مالاي خان, مالك مطعم متوسط العمر إن "الجسر جلب تغيرات ملموسة فى حياتي."

وأضاف مالاي خان "الآن نستطيع شراء جميع احتياجتنا تقريبا هنا والاسعار ارخص كثيرا, ربما تقل بنسبة تتراوح ما بين 30 و50 في المائة عن السابق."

واستطرد الرجل بابتسامة مشرقة على وجهه إنه قام بشراء سيارة بعد ان تم فتح الجسر امام الحركة المرورية في عام 2014. واضاف "سمعت ان الشركة الصينية ستبني جسرا اخر يربط الجزيرة بالضفة الغربية لنهر ميكونغ. وسأذهب إلى كمبوديا إذا تم فتح الجسر الجديد."

وقال سوكاسيوم باكديمانيفونغ, رئيس مكتب النقل في مقاطعة تشامباساك إن بناء الجسر المخطط له لن يكون دفعة قوية فحسب لصناعة السياحة في لاوس وكمبوديا ولكن سيكون له أهمية كبيرة على الترابط داخل الآسيان أيضا.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
   الأخبار المتعلقة
سفير قطر لدى الصين: مبادرة "الحزام مع الطريق" فرصة جديدة لآسيا والعالم
رؤساء وزراء منظمة شانغهاي للتعاون يتعهدون بتعميق التعاون فى إطار مبادرة الحزام والطريق
البنك المركزي الصيني: انضمام الصين إلى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدفع مبادرة "الحزام والطريق"
الصين والإمارات تتعهدان بتعزيز التعاون في مبادرة الحزام والطريق
أهم الموضوعات/الصين ( مقالة خاصة ) خبراء: المسلمون الصينيون يلعبون دورا هاما في دفع مبادرة "الحزام والطريق"
arabic.news.cn

تقرير سنوي: الصين تبني علاقات جيرة أكثر سلمية وحيوية مع مبادرة الحزام والطريق

新华社 | 2015-12-28 21:37:29

بكين 28 ديسمبر 2015 (شينخوا) مع التأسيس الرسمي للبنك الاسيوي للاستثمار في البنية الاساسية في يوم عيد الميلاد (الكريسماس)، تختتم حملة الصين لدفع مبادرة الحزام والطريق عاما من التقدم المثمر وخاصة في الدول المجاورة.

وقدم الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق, التي تضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 في عام 2013, بهدف بناء شبكة تجارة وبنية اساسية تربط آسيا باوروبا وافريقيا على طول طرق الحرير القديمة.

وهذه الرؤية، بمجرد تحقيقها، ستعود بالنفع على 4.4 مليار شخص أو 63 في المائة من السكان في العالم.

وأعربت ما يربو على 60 دولة ومنظمة دولية حتى الان عن اهتمامها بالمشاركة النشطة في تأسيس الحزام والطريق, بينما يجري انشاء العديد من المشروعات الثنائية ومتعددة الاطراف الكبيرة.

وحيث ان العديد من الدول المجاورة للصين تقع على هذه الطرق, فإنهم لن يكونوا شركاء أساسيين في التعاون فقط ولكنهم سيكونوا أيضا المستفيدين الرئيسيين من المبادرة, التي تجسد بشكل شامل القواعد الاساسية لدبلوماسية بكين تجاه علاقات الجيرة: المودة والاخلاص والمنفعة المتبادلة والشمولية.

الجماعة وليس الفرد

ومنذ صياغة مبادرة الحزام والطريق وخاصة منذ بداية هذا العام، يعمل القادة الصينيون بجد من أجل تنظيم الرؤية مع استراتيجيات التنمية لجيرانهم، مثل الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوى الذي تقوده روسيا ومجموعة الاسيان, من أجل دعم التنمية المشتركة والتعاون متبادل النفع.

وأشار شي إلى ان المبادرة لن تكون للصين بمفردها ولكن ستشمل جميع الدول على طول الطريق, وقال شي في شهر مارس الماضي إنها تخدم المصالح المشتركة للاطراف المعنية وتلبي نداء العصر للتعاون الاقليمي والعالمي.

وتفاعلت الدول فى انحاء المنطقة بشكل إيجابي اتجاه اقتراحات الصين.

وكانت باكستان, التي رفعت علاقاتها مع الصين لتصبح شريكة استراتيجية في التعاون في جميع الظروف خلال زيارة شي في شهر أبريل الماضي, من بين اول الدول التي تشارك في خطة العمل وتعهدت بالمشاركة في بناء ممر اقتصادي يربط ميناء جوادر في جنوبي غرب باكستان بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور بشمال غرب الصين.

ووافقت الدولتان على تشكيل تعاون "4+1" حيث سيكون ممر الصين وباكستان الاقتصادي في المركز وميناء جوادر والبنية الاساسية للنقل والطاقة والتعاون الصناعي اربعة مجالات اساسية من أجل تحقيق نتائج متبادلة النفع وتنمية مشتركة.

وقال أمان الله خان, رئيس لجنة تعزيز التجارة والاستثمار لباكستان والصين إنه منذ ان قدم شي مبادرة الحزام والطريق شهدت المنطقة موجة جديدة من التنمية الاقتصادية.

وأضاف خان أن "الممر الاقتصادي للصين وباكستان, مشروع رائد فى اطار المبادرة, قدم دعما قويا للاقتصاد الباكستانى. وقد عززت استثمارات الصين في مجالات الطاقة والبنية الاساسية في باكستان ايضا ثقة المستثمرين الاجانب في الدولة الواقعة جنوب آسيا".

التقارب مع الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوى

وفي منطقة أوروآسيا، أعربت معظم الدول المجاورة للصين عن استعدادها لربط استراتيجياتها الخاصة للتنمية بمبادرة الحزام والطريق.

ووافقت روسيا, شريك إستراتيجي شامل في التنسيق مع الصين على دمج طموحاتها فى اطار عمل الاتحاد الأوروآسيوى, الذي يعد هدفه الاساسي هو تشكيل سوق واحد على الحدود مع الدول الاعضاء في عام 2025, مع اقتراح حزام طريق الحرير الاقتصادي.

ووقع شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيانا مشتركا حول تنظيم حزام طريق الحرير الاقتصادي والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوى خلال زيارة شي لروسيا في شهر مايو الماضي.

وقال مراقبون إن البيان المشترك, تطور آخر هام في مبادرة الحزام والطريق في أورآسيا, له أهمية وتاثير بعيد المدى على النمو الاقتصادي في المنطقة والعالم ككل.

وخلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة أوفا بروسيا في شهر يوليو الماضي، وافق شي وبوتين على اعتبار الكتلة الاقليمية منصة هامة لربط خطة حزام طريق الحرير الاقتصادي بخطة الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوى.

وقال مارس ساليف, محلل سياسي قرغيزى، إنه يعتقد ان مبادرة الحزم والطريق ستعطى دفعة قوية للتنمية الاقتصادية لاعضاء منظمة شانغهاي للتعاون.

واسترجع أنه خلال السنوات الماضية نقلت قرغيزستان كمية كبيرة من البضائع من الصين إلى دول أخرى أعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون ودول أوروبية, واستطرد ان مبادرة الحزام والطريق تقدم فرص جديدة لقرغيزستان لتصبح نقطة عبور اساسية في أورآسيا.

وقال المحلل إنه فى حالة تم تنفيذ مشروع السكك الحديدية بين الصين وقرغيزستان بنجاح, فإن الدولة الواقع في وسط آسيا ستحصل على طريق مناسب من خلال اوزبكستان وتركمنستان وأذربيجان إلى اوروبا.

امكانات كبيرة لتنمية الآسيان

وبعد شهر من اعلان مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير في قازاقستان في سبتمبر عام 2013، سافر شي إلى جنوب شرق آسيا وكشف عن مبادرة طريق الحرير البحري للقرن الـ21 من اجل تعزيز البنية الاساسية والتجارة الاقليمية مع الدول الاعضاء في دول رباطة جنوب شرق آسيا (الآسيان).

ويعد تعزيز بناء البنية الاساسية والترابط داخل الاسيان امرا ضروريا لهدف الكتلة لبناء مجموعة اقتصادية وخلق سوق تنافسي يضم ما يربو على 600 مليون شخص مع تدفق حر للبضائع والخدمات واستثمارات رأس المال والعمالة الماهرة.

وحيث ان مبادرة الحزام والطريق تلبى طلب الدول الاعضاء في الاسيان ولديها إمكانات هائلة في دعم تنمية الكتلة, فقد دفعت بشكل ملحوظ التنمية السليمة للعلاقات الصينية مع جيرانها من دول جنوب شرق آسيا.

وقام شي في شهر نوفمبر الماضي بأول زيارة له لفيتنام وسنغافورة, دولتين اساسيتين في الاسيان, منذ ان اصبح رئيسا للصين في عام 2013.

وخلال الزيارة، وقعت الصين وفيتنام اتفاقية حول دراسة جدوى برنامج سكك حديدية في شمال فيتنام فى اطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وخطة "ممرين ودائرة اقتصادية واحدة" الفيتنامية.

وقال شي في خطبة القاها في جامعة سنغافورة الوطنية إن الدول المجاورة للصين شركاء تعاون اساسيون فى اطار مبادرة الحزام والطريق ويجب ان يكونوا اول من يتمتعوا بمنافعها.

وقال أسانجا آبيياجوناسيكيرا, مستشار وزير المالية السريلانكي في منتدى تنمية الاسيان الثاني في وقت سابق من هذا الشهر إن المبادرة التي اقترحتها الصين مخصصة للتنمية والتعاون والانفتاح وتتسم بالمساواة والمنفعة المشتركة على أساس المشاورات والتعاون والمشاركة.

وأضاف المسؤول أن الدولة الاقل تقدما والنامية بصفة خاصة ستستفيد بشكل جوهري من هذه المبادرة.

جسر جديد للتعاون والتنمية المشتركة

واستشهد أسانجا ببلاده كمثال، قائلا إنه تم بناء اول طرق سريعة ومشروعات بنية اساسية عديدة آخرى فى سريلانكا بمساعدة الصين, التى استفادت البلاد منها بشكل كبير.

وقال أسانجا إن "مبادرة الحزام والطريق الصينية ستساعد التجارة العالمية كلها وستعود بالنفع على جميع الدول وستحسن الظروف الحياتية للافراد في آسيا وأفريقيا واوروبا."

ومثل السريلانكيين، استفاد اهالى لاوس فى سى فان دون, أرخبيل نهري في نهر ميكونغ في مقاطعة تشامباساك في جنوب الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا, ايضا بشكل كبير من تعزيز التعاون في البنية الاساسية مع الصين.

ويعاني آلاف السكان الذين يعيشون في بعض الجزر الكبيرة هناك من نقص دائم في الإمدادات اليومية منذ عقود بسبب ظروف النقل غير الملائمة.

وبفضل جسر قامت شركة صينية ببناءه، أصبح سكان منطقة دون خونغ, اكبر جزيرة في المنطقة قادرين على السفر بالحافلات والسيارات إلى مدينة باكسى عاصمة المقاطعة بشكل اكثر امنا واسرع من استقلال المراكب.

وقال مالاي خان, مالك مطعم متوسط العمر إن "الجسر جلب تغيرات ملموسة فى حياتي."

وأضاف مالاي خان "الآن نستطيع شراء جميع احتياجتنا تقريبا هنا والاسعار ارخص كثيرا, ربما تقل بنسبة تتراوح ما بين 30 و50 في المائة عن السابق."

واستطرد الرجل بابتسامة مشرقة على وجهه إنه قام بشراء سيارة بعد ان تم فتح الجسر امام الحركة المرورية في عام 2014. واضاف "سمعت ان الشركة الصينية ستبني جسرا اخر يربط الجزيرة بالضفة الغربية لنهر ميكونغ. وسأذهب إلى كمبوديا إذا تم فتح الجسر الجديد."

وقال سوكاسيوم باكديمانيفونغ, رئيس مكتب النقل في مقاطعة تشامباساك إن بناء الجسر المخطط له لن يكون دفعة قوية فحسب لصناعة السياحة في لاوس وكمبوديا ولكن سيكون له أهمية كبيرة على الترابط داخل الآسيان أيضا.

الأخبار المتعلقة

الصور

010020070790000000000000011101441349591221