كوريا الديمقراطية تعلن نجاحها في إجراء أول تجربة لقنبلة هيدروجينية (شينخوا / ياو تشي لين)
بكين 8 يناير 2016 (شينخوا) في الوقت الذي ينشغل فيه العالم باستيعاب الاختبار النووي الرابع الذي أجرته جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية خلال عقد من الزمان, ثمة حقيقة تفتح الأذهان يجدر الاشارة إليها هى أن أسلوب العداء الذي تنتهجه واشنطن دفع بيونج يانج الى المضي قدما في طريق بناء قدراتها النووية.
ولا تزال القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية, التي يعود تاريخها الى الحرب الباردة, تشكل معضلة أمنية رئيسية للمنطقة والعالم ايضا.
وباستثناء فترة وجيزة فى التسعينيات للقرن الماضي, كان الارتياب والعداء المتبادل هما محركا العلاقات الأمريكية - الكورية الديمقراطية.
ومنذ عام 2003, أكدت كوريا الديمقراطية انها سوف تتخلى عن برنامجها النووي اذا تخلت الولايات المتحدة في المقابل عن سياساتها العدائية تجاه بيونج يانج.
وأشار عدد كبير للغاية من المراقبين والمحللين الى ان احراز اي تقدم في نزع السلاح النووي فى شبه الجزيرة الكورية مرهون بتطور العلاقات الأمريكية الكورية الديمقراطية.
وخلال السنوات القليلة الماضية, استخدمت الولايات المتحدة اساليب ضغط مختلفة منها مناورات عسكرية وعقوبات اقتصادية على بيونج يانج حتى انها رفضت بعض ايماءات حسن النية النادرة الصادرة عن كوريا الديمقراطية.
وعمق النهج الأمريكي القتالي إحساس بيونج يانج بعدم الأمان ودفع البلاد نحو المضي قدما في تحدي القيود في نظام عدم الانتشار النووي.
وتستحق سياسة حافة الهاوية النووية التي تتبعها كوريا الديمقراطية, بالفعل إدانة دولية نظرا لإمكانية إرباك الاستقرار الاقليمي والسلام العالمي, وربما تكون ايضا محاولة يائسة من جانب البلاد لرفع مكانتها في الصراع مع الولايات المتحدة.
ووجه الإعلام الغربي وبعض السياسيين اللوم للصين لفشلها في وقف البرنامج النووي لكوريا الديمقراطية. إلا أن أي استنتاج متسرع لاعتبار الصين أساس الأزمة النووية الحالية في شبه الجزيرة الكورية سخيف كما انه غير مسؤول.
ولكونها دولة تتشارك حدودا مع كوريا الديمقراطية, فإن الصين معرضة لمستوى عال من الخطر اذا وقعت حالة طوارئ نووية في كوريا الديمقراطية.
ولدى الصين أقوى دافع لدفع عملية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة قدما ولعبت بلا شك دورا ايجابيا هائلا في المحادثات السداسية والمساعي الأخرى الرامية لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
وكما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ, فإن الصين ستواصل بذل كل جهد ممكن لتعزيز نزع السلاح وعدم الانتشار النووي في شبه الجزيرة وحماية الاستقرار في منطقة شمال شرق آسيا.