الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية يتلقى مقابلة في القاهرة عاصمة مصر مؤكدا أهمية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للقاهرة ولجامعة الدول العربية (شيخوا/ أحمد جمعة)
بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 18 يناير 2016 (شينخوا) أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للقاهرة ولجامعة الدول العربية ووصفها بالتاريخية.
وقال العربي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للقاهرة ولجامعة الدول العربية هامة جدا، مشددا على أن الرئيس شي شخصية دولية هامة للغاية ويحظى بتقدير واحترام كبيرين في العالم العربي.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس الصيني لجامعة الدول العربية حدث هام للغاية، وتابع لاشك أنه سيتم خلال الزيارة مناقشة العديد من الموضوعات التي تستهدف تعزيز التعاون بين الجانبين".
ويلقي الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة بجامعة الدول العربية بعد ظهر الخميس المقبل، بحضور المندوبين الدائمين للدول العربية بالجامعة، كما يعقد لقاء مع الأمين العام للجامعة.
ويأتي ذلك في إطار جولة بقوم بها الرئيس الصيني لكل من المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلال الفترة من 19 – 23 يناير الجاري
وأوضح العربي أن علاقات الصين بالدول العربية "علاقات مثالية"، لافتا إلى أن الصين هي الدولة الكبرى الوحيدة في العالم التي تؤيد دائما الحقوق العربية لأنها حقوق عادلة، وأنها تؤيد الحقوق الفلسطينية بقوة.
وأشار الامين العام لجامعة الدول العربية إلى أن الصين لها فضل كبير في تحقيق التوازن في العلاقات الدولية، منوها إلى أن الصين بالرغم من تقدمها العلمي والصناعي والتكنولوجي إلا انها تعتبر نفسها دائما من الدول النامية وتؤيدها وتدعمها.
واثنى العربي كثيرا على مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني، مشيرا إلى أن طريق الحرير القديم كان يربط الصين مع العالم العربي، وأنها تجدد هذا الربط اليوم بوسائل حديثة من خلال تقديم الكثير من العطاء المتعلق بالنواحي التكنولوجية والفنية للدول العربية.
ولفت إلى أنه يمكن أن يكون هناك تعاون بين الجانبين في مجالات العلوم والثقافة والتعليم الصحة والاذاعة والتليفزيون، مشيرا إلى أنه "سيتم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العربية للطاقة الذرية وهيئة الطاقة الذرية الصينية، وايضا مذكرة تفاهم في مجال الملاحة بالأقمار الصناعية، حيث أن الصين متقدمة في هذا المجال وتفتح الباب أمام التعاون المشترك".
وتعد زيارة الرئيس شي للقاهرة هي الأولى لرئيس صيني منذ 12 عاما، وهي الأولى له لمنطقة الشرق الأوسط.
وأشاد الأمين العام للجامعة العربية بـ "وثيقة الصين تجاه الدول العربية"، معربا عن اعجابه الشديد بها وبالإلتزام الصيني فيها بزيادة مستوى التعاون والمساعدة للدول العربية.
وتناولت وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية أوجه التعاون بين الجانبين والتي تغطي المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية.
ونوه العربي إلي أهمية الدور الذي لعبه منتدى التعاون العربي – الصيني في دعم العلاقات بين الجانبين، مؤكدا أنه "نجح نجاحا هائلا، وساهم في رفع التبادل التجاري بين الطرفين لمستوى عال جدا".
وعن امكانية رفع مستوى المنتدى لمستوى القمة على غرار منتدى التعاون الصيني – الأفريقي قال "ربما يكون من المطلوب أن نفكر في أفكار أخرى لتطويره، ولكن مسألة رفع مستوى المنتدى إلى مستوى القمة على غرار نظيره الأفريقي، فأنا شخصيا أتردد في مسألة الاجتماعات الموسعة على مستوى القمة، لأننا لا نضمن الحضور، ولكن يجب أن نفكر في ذلك الموضع لأنه مع الصين مهم جدا".
وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين حيال أزمات وقضايا منطقة الشرق الأوسط، شدد العربي على أن الصين يمكنها أن تلعب دورا محوريا هاما في قضايا وأزمات الشرق الأوسط، وهي تستطيع بوزنها وامكانياتها وبوصفها عضو دائم بمجلس الأمن أن تسهم اسهاما ايجابيا في الكثير من المشاكل السياسية المطروحة على الساحة.
وأوضح أن أهم ما يميز الصين في هذا الصدد أن دورها منزه عن الهوى، وأنها تعمل من منطلق أخوي وليس لديها مصالح خاصة ترغب في تحقيقها، ولا تنحاز لطرف ضد طرف وإنما تسعى دائما للمصلحة العامة وهي الدولة الوحيدة العضو بمجلس الأمن التي تتعامل ايجابيا مع المنطقة، مشيرا إلى أن أزمات المنطقة تشهد تدخلات خارجية سلبية تدعم طرف على حساب أخر، ما يزيد من حدة وتفاقم المشكلات.
وعن تطورات الوضع في ليبيا أكد العربي أنه اتصل هاتفيا اليوم (الاثنين) مع ممثل الجامعة العربية في ليبيا، والذي شرح له الصعوبات التي يواجهها الموقف هناك، مشيرا إلى أنه سيعقد غدا اجتماعا بالعاصمة الايطالية روما، حول الوضع في ليبيا بمشاركة الصين، بهدف بحث وسائل الضغط التي يمكن ممارستها على الأطراف المختلفة لحل الخلافات فيما بينها باسرع وقت ممكن، ونقل الوثيقة التي تم الاتفاق عليها إلى حيز التنفيذ.
وكان يُفترض أن يعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أمس الاحد، التشكيل الوزاري للحكومة الليبية، وفقا لإتفاقية الصخيرات التي منحت المجلس الرئاسي الذي إختار تونس كمقر مؤقت له، مهلة شهر لتشكيل حكومة وفاق وطني.
ويؤكد التحديات التي تواجه توحيد الفصائل والجماعات المسلحة التي تتنافس على السلطة في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في العام 2011، وتخشى الأوساط السياسية الليبية استمرار تعثر المشاورات حول تشكيل هذه الحكومة وعودة الأزمة للمربع الأول.
وفيما يتعلق بامكانية قيام الصين بلعب دور وساطة في الأزمة الإيرانية – السعودية، أكد أنه تم طرح هذا الموضوع خلال اللقاء الذي جمعه منذ اسبوعين مع نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ، لافتا إلى أنه تلقى منه رسالة بهذا الصدد، وأنه بدوره نقلها إلى الأطراف العربية المعنية.
وأوضح أن الدول العربية اجتمعت في 10 يناير الماضي، وتقرر في ختام الاجتماع تكليف الأمين العام للجامعة بالاتصال بأربعة دول عربية وهي المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين لتشكيل سياسة تجاه التدخلات الإيرانية في المنطقة، مشيرا إلى أن الدول العربية ستعقد اجتماعا قريبا جدا بحضوره لبحث الموضوع، وأنه ابلغ الدول الأربعة بفحوى رسالة مينغ.
وكانت الرياض قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في الثالث من يناير الجاري بعد هجمات نفذها متظاهرون غاضبون في ايران على السفارة والقنصلية السعودية احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر ضمن 47 شخصا ادينوا بالارهاب في المملكة.
وعلى اثر القرار السعودي قطع عدد من الدول العربية أو خفض العلاقات الدبلوماسية مع طهران.
واشاد العربي بالدور الصيني في التوصل للاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا أن اي محاولة يمكن أن تقوم بها الصين فيما يتعلق بالملف النووي الإسرائيلي، واخلاء منطقة الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل ستكون مسألة مهمة جدا للدول العربية ومحل ترحيب.
وأردف قائلا "كل ما يطلبه العرب الأن والذي تقدمت به المجموعة العربية للطاقة الذرية في فيينا هو أن يخضع البرنامج النووي الإسرائيلي للاشراف الدولي ،كما تم الاتفاق عليه فيما يتعلق بايران".
وأشار إلى أن الدول العربية على مر سنوات تحاول في أمرين، الأول انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الأوسط، مؤكدا أن انشاء هذه المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط أمر مهم جدا لجميع دول المنطقة وأيضا للسلم والأمن الدولي، والأمر الثاني الذي تعمل عليه الدول العربية هو وضع المفاعل النووي الإسرائيلي تحت الإشراف الدولي، معربا عن أمله في أن تلعب الصين دورا مهما في هذا الموضوع.