بكين 20 يناير 2016 (شينخوا) قال سفير جامعة الدول العربية لدى الصين غانم الشبلي إن على الدول العربية والصين تعزيز تطوير العلاقات التقليدية وتوسيع مجالات التعاون بينهما بناء على النجاحات التي حققها الجانبان.
جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) قبيل زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمنطقة الشرق الأوسط، والتي ستشمل السعودية ومصر، حيث أشار إلى أن زيارة الرئيس شي ستعزز وتدفع العلاقات الصينية العربية بصورة عامة وتحقق نتائج مثمرة في شتى المجالات .
وقال السفير إن العلاقات الصينية العربية علاقات استراتيجية صحية بُنيت على أساس الصداقة والشراكة، إذ يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة، لافتاً إلى ما تشهده هذه العلاقات من تطور مستمر ولا سيما خلال السنوات الأخيرة، وخاصة الـ10 السنوات الماضية.
وأشار الشبلي إلى زيارة الرئيس الصيني السابق هو جين تاو إلى مصر في عام 2004، حيث زار مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، كما أطلق مع الجانب العربي آلية المنتدى الصيني والعربي، التي تعتبر منصة يعمل من خلالها المجتمع العربي والصين على تعزيز التعاون والتبادلات على المدى الطويل.
وعلى المستوى التجاري والاقتصادي ، قال السفير إن حجم التجارة بين الصين والدول العربية قد تجاوز أكثر من 250 مليار دولار أمريكي، بزيادة ضخمة عما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات. أما على المستوى الثقافي والتعليمي، فإن عدد الجامعات التي تدرس اللغة العربية يزداد في أنحاء الصين. وفي المقابل، تظهر في العالم العربي المزيد من معاهد كونفوشيوس وأقسام تدريس اللغة الصينية.
ولفت السفير إلى ما حققته الصين من طفرات كبيرة في جوانب مختلفة تتنوع بين قوة الإنتاج إلى أسلوب حياة الشعب، قائلا إنه عندما زار الصين في عام 1980، لم يجد سيارات في الشارع وكان الناس كلهم يركبون الدراجات . لكن وبعد 35 سنة فقط، تغير كل شيء . وأصبحت الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني جزء مهما من المجتمع الدولي والحضارة العالمية عن طريق الإصلاح والانفتاح.
وقال السفير: "أنا أشجع جميع الدول العربية على أن تتخذ من الصين كمثل وأن تتعلم من خبرتها الخاصة، إذ تتمتع هذه الخبرة بمرونة تتماشي مع الوقت وظروف التطور بصفة عامة." مشيراً إلى أن تجربة دولة ما للتطور قد لا تناسب دولة أخرى نظراً لاختلاف الأوضاع والظروف الخاصة التي تميز كل بلد عن الآخر، فالعرب لهم تقاليدهم وثقافاتهم، إلا أن عليهم في ذات الوقت أن يعززوا من تواصلهم مع الإخوة والأصدقاء في العالم لتحقيق المزيد من التطور في مجتمعاتهم.
وحول مبادرة الرئيس الصيني لبناء حزام "طريق الحرير" الاقتصادي ، و طريق الحرير البحري للقرن الـ21، وصف السفير المبادرة بالفكرة الممتازة والحكيمة، التي تسعى إلى إحياء طريق الحرير القديم الذي كان شاهداً ونموذجا رائعاً وناجحا للتبادلات التجارية والثقافية بين الصين والعالم في التاريخ.
وأكد أن مبادرة الحزام والطريق ليست مجرد فكرة فحسب، بل إنها خطة واسعة تعود بفوائد مادية ومعنوية على الدول المعنية، وخاصة الدول الأقل نموا بما فيها الدول العربية، مشيرا إلى أن إنشاء بنك استثمار البنية التحتية الآسيوي يقدم دعما ماليا في تنفيذ هذه المبادرة من خلال دفع بناء البنية التحتية مثل الطرق والقطارات والجسور بين دول الحزام والطريق.
وحول الزيارة القادمة للرئيس الصيني إلى الشرق الأوسط، ذكر السفير إن هذه الزيارة تعد أول زيارة رسمية للشرق الأوسط بعد تولي شي منصبه كرئيس الصين، ولذلك فإن الزيارة ستتسم بمغزى مهم وصدى كبير بين العالم العربي والمجتمع الدولي، وأعرب عن أمله بأن تحقق الزيارة ثمارا كثيرة من خلال تبادل وجهات النظر بين القادة وتوقيع الاتفاقيات العديدة في مختلف المجالات.
وشدد السفير على أن مصر كأكبر دولة عربية سكانيا دخلت إلى مرحلة جديدة بعد سنوات من عدم الاستقرار ، وهي مستعدة الآن للتعامل مع الصين. كما أنها مجتمع شاب متحمس للتواصل والتعاون مع دول العالم سعيا لتحقيق المنفعة المشتركة.
وأكد الشبلي على أهمية شريحة الشباب التي توجد في المجتمع العربي ومن ضمنه المجتمع المصري الذي يحتل الشباب فيه حوالي سبعين بالمائة من حجم سكانه، حيث يتحلى بإمكانيات هائلة في التطور الاجتماعي والاقتصادي.
وفي الوقت نفسه، أشار السفير الشبلي إلى ما يمتلكه العالم العربي من سوق واسع من الموارد، حيث يمكنه الاستفادة من التكنولوجيا والصناعات من خلال التعاون مع الصين. وتتمتع الدول العربية بقرابة أربعمائة مليون مستهلك من حيث سكانها، في حين يوجد في دول الخليج رأسمال كبير يمكن العمل به مع الصين في مجال الاستثمارات.
وفي الختام، أعرب السفير عن شكره للصين على مواقفها النبيلة إزاء قضايا الدول العربية آملا في أن تلعب الصين دورا هاما في الملفات والقضايا الدولية وأن يكون لها صوت أعلى في الساحة الدولية.
وقال "إن على الدول العربية والصين تعزيز تنسيق مواقفها في المستقبل بما فيها القضية الفلسطينية ومسألة العراق وسورية."