القاهرة 21 يناير 2016 (شينخوا) بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الأربعاء زيارته لمصر التي زارها آخر مرة قبل 16 عاما وتتطلع الآن إلى الصعود على متن قطار التنمية لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتهدف زيارة شي إلى تحقيق المواءمة بين الخطط التنموية للبلدين.
-- مشاركة صينية
وذكر شي عندما التقى رئيس مجلس الوزراء المصري شريف إسماعيل بعد فترة وجيزة من وصوله إلى القاهرة بعد ظهر الأربعاء أن "زيارتي لمصر تهدف إلى تدعيم وتعميق العلاقات الصينية- المصرية بشكل شامل، ودفع التعاون العملي بين بلدينا من أجل تحقيق إنجازات جديدة".
وقال شي إن الحكومة الصينية تشجع وتدعم الشركات المؤهلة للمشاركة في إقامة مشروعات كبرى في مصر.
واقترح أن يبذل الجانبان مزيدا من الجهود لتحقيق التناغم بين إستراتيجياتهما التنموية وتسريع التعاون داخل إطار مبادرة "الحزام والطريق" من أجل ترجمة توافقهما إلى نتائج ملموسة في أسرع وقت ممكن.
وقبل زيارة شي، اتفق خبراء من البلدين على أنه في الوقت الذي تتطلع فيه مصر إلى إقامة مشروعات عملاقة ومنها على سبيل المثال قناة السويس الجديدة لإنعاش الاقتصاد، فإن خبرة الصين يمكن أن تقدم بالتأكيد يد العون في هذا الصدد.
وذكر الرئيس أن "الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع مصر في تشييد البنى التحتية ومواصلة دفع التعاون في القدرة الصناعية قدما".
وقد صارت الأقوال واقعا ملموسا، إذ ذكرت الشركة الصينية المحدودة لمعدات وتكنولوجيا الطاقة الكهربائية أنها أبرمت اتفاقا مع شريكها المصري لبناء خط نقل كهرباء بطول 1210 كلم وبقوة 500 كيلوفولت في جنوب شرق دلتا النيل في مصر.
وباعتباره أكبر مشروع من نوعه في مصر، فإن هذا الخط سيستخدم لنقل الكهرباء لثلاث محطات كهرباء تعمل بالغاز ومحطة طاقة نووية، حسبما صرحت الشركة التي حضرت معرض الصين للعلوم والتكنولوجيا في القاهرة يوم الأربعاء لوكالة أنباء ((شينخوا)).
ومن ناحية أخرى، تعمل مجموعة الإنشاءات الخارجية الصينية على الدمج بين التكنولوجيا الزراعية الصينية والموارد الطبيعية المصرية ورؤوس الأموال العالمية لمساعدة هذا البلد الإفريقي على تطوير الزراعة على الضفة الغربية لنهر النيل، وفقا لما ذكرته المجموعة لـ((شينخوا)) خلال المعرض.
-- أهمية إستراتيجية
إن مصر هي أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، ويوافق العام الحالي حلول الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وذكر شي في تصريحات مكتوبة عند وصوله أن الجانبين، اللذين يعامل كل منهما الآخر بفهم واحترام وثقة ودعم متبادل، يعملان على تطوير علاقاتهما بطريقة صحية ومستقرة.
وتذكر شي الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصين في ديسمبر 2014 عندما ارتقت بكين والقاهرة بعلاقاتهما إلى شراكة إستراتيجية شاملة، قائلا إن العلاقات الثنائية تمر بمرحلة هامة، وعلى الجانبين توارث تقاليدها السابقة وفتح آفاق جديدة للمستقبل.
وقال شي إنه سعيد برؤية الشعب المصري وهو يعمل بجد على الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتطوير الاقتصاد وتحسين مستويات المعيشة.
وأضاف "نؤمن بأن الشعب المصري، باجتهاده وحكمته، يستطيع بالتأكيد التغلب على الصعوبات والتحديات، ومواصلة إحراز تقدم في تحقيق الحلم المصري المتمثل في بناء دولة قوية ينعم فيها الشعب بحياة رغيدة".
وللترحيب بأول زيارة يقوم بها رئيس صيني لمصر منذ 12 عاما، أرسلت مصر ثماني مقاتلات لحراسة طائرة شي عندما دخلت المجال الجوي للبلاد وكان السيسي أيضا في استقبال شي في المطار.
وعندما اجتمع مع السيسي في الحفل المسائي الذي أقيم في قصر عابدين، أعرب شي أيضا عن دعم الصين للدور الكبير الذي تلعبه مصر في الشؤون الإقليمية والدولية.
-- استجابة دافئة
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للرئيس الصيني شي جين بينغ إن مصر تقدر الإنجازات التنموية التي حققتها الصين وتحرص على التعلم من خبرات الصين في العديد من الأوجه.
كما ذكر شريف إسماعيل أن مصر تحرص على صداقتها التقليدية مع الصين وستعزز التعاون مع الصين في شتي المجالات.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن مصر تدعم مبادرة "الحزام والطريق"، وسوف تشارك بصورة فعالة في التعاون داخل هذا الإطار وتصبح ممرا يربط التجارة بين الصين وأوروبا.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن الحكومة المصرية أشادت بزيارة الرئيس شي، قائلة إنها عكست العلاقات المتأصلة بعمق بين البلدين.
ومن ناحية أخرى، استعرضت جريدة ((الأهرام)) المصرية في تقرير خاص من 20 صفحة نشر يوم الأربعاء اللحظات التاريخية في العلاقات الثنائية، وذكرت أنه من المتوقع أن تقوم الصين ومصر بتوقيع مجموعة من وثائق التعاون في مجالات مثل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، والزراعة ، والسياحة، والكهرباء، والتعليم خلال زيارة شي.