القاهرة 21 يناير 2016 (شينخوا) قدم الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ يوم الخميس "وصفات علاجية "لاستعادة السلام في الشرق الأوسط وتعزيز التنمية في العالم العربي.
وفيما كان يلقى كلمة في مقر جامعة الدول العربية، وصف الرئيس شي منطقة الشرق الأوسط، التي تعد في نظر الكثيرين مرادفا للحروب والاضطرابات، وصفها بأنها "أرض الخيرات".
-- الطريق إلى السلام
وخلص الرئيس الصيني في كلمته إلى أن الحوارات والتنمية هما العاملان الرئيسيان اللذان يمكنهما المساعدة في إعادة السلام والاستقرار إلى هذا الجزء من العالم.
وقال إن المشكلات لا تحل بلغة القوة ولا يدوم الأمن بعقلية المحصلة الصفرية، مضيفا أنه من أجل نجاح المحادثات، ثمة حاجة إلى التحلي بأقصى قدر من الصبر والمرونة.
ولدى حديثه عن الأزمة السورية، ذكر أنه لا رابح في أي صراع، وأن الأولوية الملحة لتسوية القضايا الساخنة تكمن في وقف إطلاق النار وبدء محادثات سياسية.
وأعرب شي عن اعتقاده بأن الاضطرابات في الشرق الأوسط تنبثق عن غياب التنمية، وأن مفتاح فك المعضلة يكمن في تسريع عجلة التنمية، قائلا إن تحقيق كرامة الحياة للشباب هو الطريق الوحيد لكي يعم الأمل قلوبهم. وعندئذ، سينبذون طوعا أعمال العنف والأيديولوجيات المتطرفة والإرهاب .
وأقر محمود علام سفير مصر السابق لدى الصين بأن العديد من المشكلات المتأصلة بعمق التي يعاني منها العالم العربي هي نتاج إخفاقات في تحقيق نمط تنموي ناجح، قائلا إن التنمية تعد دون شك الطريق الأكثر قابلة للحياة لحشد الناس للعمل في اتجاه تحقيق مصالحهم المشتركة وتجاوز الخلافات.
-- مساعدة ملموسة
وطرح الرئيس الصيني أيضا في كلمته مجموعة من الإجراءات الجديدة التي تشتمل على تقديم قروض ومساعدات مالية وتمويل استثماري مشترك للمساعدة في تحسين مستويات المعيشة ومكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية في العالم العربي.
وقال شي إن الحكومة الصينية قررت تقديم 50 مليون يوان صيني (7.53 مليون دولار أمريكي) للمساعدة في تحسين معيشة الفلسطينيين و230 مليون يوان صيني (حوالي 35 مليون دولار) لسوريا والأردن ولبنان وليبيا واليمن كمساعدات إنسانية.
كما ترغب بكين في تعزيز عملية التصنيع في الشرق الأوسط. ولتحقيق هذه الغاية، ستقدم الصين عددا من برامج القروض التي تشمل قروضا شاملة قيمتها 15 مليار وقروضا تجارية قيمتها 10 مليارات دولار وقروضا تفضيلية قيمتها 10 مليارات من أجل تسهيل التعاون في القدرة الإنتاجية بين الصين ودول المنطقة، حسبما ذكر الرئيس.
ومن ناحية أخرى، فإن الصين مستعدة للعمل من أجل إنشاء صندوقين مع كل من الإمارات وقطر للاستثمار المشترك تبلغ قيمتهما الإجمالية 20 مليار دولار وذلك بهدف الاستثمار بشكل رئيسي في قطاعات الطاقة التقليدية والبنية التحتية والتصنيع المتقدم في الشرق الأوسط.
كما عرض شي في كلمته تقديم 300 مليون دولار للتعاون في إنفاذ القانون، وتدريب الشرطة من أجل المساعدة في بناء قدرات دول المنطقة للحفاظ على الاستقرار.
وتعتزم الصين أيضا توفير ألف فرصة تدريب للقيادات العربية الشابة، وتدعيم التبادلات بين المراكز البحثية والخبراء والباحثين لدى الجانبين.
-- ما تفعله وما لا تفعله الصين في الشرق الأوسط
كما ذكر الرئيس الصيني أن بلاده لن تسعى إلى تنصيب وكلاء ولا إلى سد أي "فراغ" في الشرق الأوسط ، مضيفا أن بكين لا تعتزم بناء أي مجال نفوذ في المنطقة.
وأضاف "نحن نقوم بتعزيز محادثات السلام ولا نسعى إلى تنصيب وكيل في الشرق الأوسط ، وندعو جميع الأطراف إلى الانضمام إلى دائرة أصدقاء مبادرة (الحزام والطريق) ولا نتحدث عن أي مجال نفوذ، ونقوم ببناء شبكة شراكة تعاونية تقوم على تحقيق نتائج مربحة للجميع ولا نحاول سد أي (فراغ )".
ومن ناحية أخرى، وعد شي بألا تربط الصين الإرهاب بأي عرق أو دين بعينه لأن القيام بذلك لن يؤدى سوى إلى خلق توترات عرقية ودينية، مؤكدا ضرورة عدم تطبيق معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب.
وقال أيضا إن الشرق الأوسط هو منطقة تلاقي الحضارات الإنسانية العريقة ويحتضن وثقافات باهرة ومتنوعة. إن الصين ستواصل دعمها الثابت الذي لا يتزعزع لجهود دول الشرق الأوسط والدول العربية في الحفاظ على ثقافتها وتقاليدها الأصيلة، وترفض التمييز والتحيز بأي شكل من الأشكال بحق عرق أو دين بعينه.