القاهرة 21 يناير 2016 (شينخوا) اتفقت الصين ومصر يوم الخميس على توسيع التعاون بينهما في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وذلك خلال زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى البلد الواقع بشمال أفريقيا.
وخلال محادثاتهما التي عقدت في قصر القبة صباحا، توصل شي، الذي طرح المبادرة لأول مرة في عام 2013، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، إلى توافق واسع على تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" بشكل مشترك.
وطرح شي أن يعمل البلدان معا من أجل جعل مصر محور مبادرة الحزام والطريق التي تشمل الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21.
وتحقيقا لهذه الغاية، اقترح شي أنه ينبغي على الصين ومصر دمج إستراتيجيات ورؤى التنمية الخاصة بكل منهما، والتركيز على التعاون في إقامة البنية التحتية والقدرة الإنتاجية.
وفي نفس الوقت، فإن الصين مستعدة للمشاركة في المشاريع الرئيسية في مصر، بما في ذلك تطوير ممر قناة السويس وبناء عاصمة إدارية جديدة، وفقا لما قال شي.
وأضاف أن بكين مستعدة أيضا لتوسيع إطار التعاون الثنائي في مجالات التجارة والتمويل وتكنولوجيا الفضاء والطاقة وتنمية الموارد البشرية والأمن.
ووفقا لوثيقة تحدد الخطوط العامة للعلاقات خلال السنوات الخمس القادمة، والتي تم التوقيع عليها يوم الخميس، فإن الجانبين "سيضاعفان جهودهما" لتنمية منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، وتهدف الوثيقة إلى توطيد الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وسيواصل الجانبان تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في المنطقة وغيرها من المناطق، وخاصة في القطاعات التي تمتلك فيها الصين مزايا تنافسية مثل النسيج والصلب، حسبما أفادت الوثيقة.
وحضر شي حفل افتتاح المرحلة الثانية للمنطقة يوم الخميس، وقال إن المشروع سوف يستقطب لمصر أكثر من 100 شركة في مجالات مثل النسيج والملابس الجاهزة والمعدات النفطية والدراجات النارية والطاقة الشمسية، ما يؤدي إلى خلق أكثر من 10 ألف فرصة عمل لمصر.
وفي قطاع الطاقة، اتفق الجانبان على دعم شركات لإقامة مشروعات مشتركة وتنفيذ مشاريع في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كما ذكرت وثيقة الخطوط العامة.
وفي الوقت نفسه، سوف تقدم الصين المساعدة في تدريب 2000 مصري خلال الأعوام الخمسة المقبلة بدءا من 2016 وحتى 2020.
وقالت الوثيقة إن الصين سوف تقوم، في حدود قدرتها، بإجراء تعاون مالي مع مصر في إطار مشاريع الحزام والطريق.
وعقب محادثاتهما، شهد الرئيسان توقيع مذكرة تفاهم حول التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق.
وفي مراسم التوقيع أيضا، وقع الجانبان عددا من اتفاقيات التعاون الأخرى التي تغطي مجالات مثل الكهرباء والفضاء والبنية التحتية والتجارة والطاقة والمالية والثقافة والإعلام والتكنولوجيا وتغير المناخ.
ونقل موقع ((الأهرام اون لاين)) المصري المحلي عن وزيرة التعاون الدولي، سحر نصر، قولها إن قيمة الاتفاقات تصل إلى 15 مليار دولار أمريكي.
وقال شي إن الصين تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع مصر، وتدعم جهودها لاستعادة الاستقرار واختيار مسار التنمية الملائم لظروفها الخاصة.
وحث الرئيس الصيني البلدين على إبداء دعم حازم للمصالح الجوهرية لبعضهما البعض، ومضاعفة التنسيق داخل الأمم المتحدة والحفاظ على التواصل في كل من الشؤون الإقليمية والدولية، مثل الوضع بالشرق الأوسط وتغير المناخ.
وفي الاجتماع، دعا شي السيسي إلى حضور قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة هانغتشو الصينية في سبتمبر القادم
ومن جهته، قال السيسي إن زيارة شي، التي تتزامن مع الذكرى السنوية الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، ستعزز بشكل كبير الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وأكد أن مصر مستعدة لربط خطط التنمية الخاصة بها بمبادرة الحزام والطريق وتوسيع التعاون في البنية التحتية مع الصين في إطار البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، داعيا إلى المزيد من الاستثمارات الصينية في بلاده.
وشكر الرئيس المصري شي لدعوته لحضور قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في هانغتشو كضيف شرف، وأعرب عن تقدير بلاده لموقف الصين العادل والمنصف من قضايا الشرق الأوسط دائما.
وبعدما وصف الصين بأنها شريك تقليدي للدول العربية والإفريقية، قال السيسي إن بلاده ستساعد في تعميق علاقات الصداقة بين العالم العربي والصين، وستعمل بشكل أوثق مع الصين في إطار منتدى التعاون بين الصين وإفريقيا.
ورفع البلدان مستوى العلاقات بينهما إلى الشراكة في ديسمبر 2014 خلال زيارة السيسي إلى الصين.
كما زار شي البرلمان المصري المنتخب حديثا، وألقى خطابا في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة بعد ظهر يوم الخميس.
ووصل الرئيس الصيني إلى القاهرة يوم الأربعاء، وذلك بعد 16 عاما على رحلته الأخيرة إلى هذه الدولة العربية، التي تتطلع الآن إلى الركوب على متن قطار التنمية المدعوم من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقبل السفر إلى مصر، قام الرئيس الصيني بزيارة المملكة العربية السعودية، التي كانت المحطة الأولى في جولته التي تشمل ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيتوجه لاحقا إلى إيران أيضا.