طهران 29 يناير 2016 (شينخوا) اختتمت الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى إيران، والتي تعد أول زيارة لرئيس صيني إلى الجمهورية الإسلامية منذ 14 عاما، اختتمت بالتوصل إلى 17 وثيقة ورسالة نوايا تهدف إلى توسيع نطاق التعاون.
وقال شي بعد لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه "من خلال التعاون مع الجانب الإيراني والاستفادة من الظروف المواتية الحالية، فإن الصين على استعداد لرفع مستوى العلاقات الثنائية والتعاون ليتم إفساح المجال لبدء فصل جديد في العلاقات الثنائية".
وشاطر روحاني الرئيس شي في هذه الأماني، حيث قال في خطاب متلفز إنه "مع زيارة الرئيس الصيني إلى طهران واتفاقاتنا، فإن فصلا جديدا قد بدأ في العلاقات بين طهران وبكين".
ونجم عن الزيارة المثمرة للرئيس الصيني إلى إيران رفع مستوى العلاقات الثنائية، بعد رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي التاريخي، والذي لعبت الصين فيه دورا بناء.
وقال روحاني في تصريحات نشرت في موقعه الرسمي على الانترنت إن "الصين لطالما وقفت إلى جانب الأمة الإيرانية خلال الأوقات الصعبة".
وقال شي إن الصين على استعداد للعمل مع إيران لرفع مستوى التعاون متبادل المنفعة في مجالات السياسة، والاقتصاد والتجارة، والطاقة، والبنية التحتية، والأمن ، والتبادلات الثقافية والشعبية.
واتفقت الصين وإيران يوم السبت على الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى شراكة إستراتيجية شاملة لتعزيز التعاون على جميع الأصعدة ودفع صداقتهما القائمة منذ آلاف السنين قدما.
وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن طهران على استعداد لدفع التعاون العملي الثنائي إلى مستوى جديد، مشيرا إلى أن إيران دولة هامة على طول الحزام والطريق، وإنها على أهبة الاستعداد للعب دور أكبر في السعي المشترك لتنفيذ المبادرة مع الصين.
-- إمكانات تجارية ضخمة
وتعد الصين أكبر شريك تجاري لإيران على مدار ستة أعوام متتالية، مع إجمالي حجم تبادل تجاري بلغ حوالي 52 مليار دولار أمريكي في عام 2014.
إلى جانب ذلك، تعتبر الصين أيضا أكبر مستهلك لصادرات النفط الإيرانية، وما زالت هناك إمكانات للنمو يمكن استغلالها، وفقا للمتحدث باسم وزارة التجارة الصينية شين دانيانغ.
وقال ماجد ريزا الحريري، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الإيرانية الصينية إنه على الرغم من أن صناعات النفط والغاز والبتركيماويات هي أول ما يتبادر إلى الذهن من أجل الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين الصين وإيران، فإن الصين حاليا على استعداد بشكل كامل لتوسيع نطاق التجارة إلى أبعد من ذلك.
وخلال زيارة شي، تم التوقيع على عدد كبير من اتفاقيات التعاون التي تغطي قطاعات مثل الطاقة والاتصالات والبيئة والثقافة والفضاء والعلوم والتكنولوجيا.
وقال صادق أكبري، مدير عام المنظمة الإيرانية للاستثمار الاقتصادي ولتقديم المساعدة التقنية، إنه "مع بناء وتطوير البنية التحتية ... فإن البلدين قد مهدا الطريق لروابط أكبر على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير".
ووعدت الصين بتشجيع شركاتها على استيراد المزيد من المنتجات غير النفطية من دول الشرق الأوسط، وهي خطوة لاقت ترحيبا من قبل إيران.
وقال الحرير إن الشركات الصينية موضع ترحيب للمشاركة في تطوير البنية التحتية في إيران.
-- مستقبل مشرق للتبادلات الشعبية
ولقيت زيارة شي حفاوة بالغة في إيران، مع سعي البلاد لجذب الاستثمارات والسياح الدوليين إليها في الفترة ما بعد رفع العقوبات المفروضة عليها.
ووفقا لصحيفة ((فاينانشال تريبيون)) الإيرانية، فإن السياح الصينيين يشكلون حاليا بالكاد 1 في المائة من أصل 5 ملايين سائح يزورون البلاد في السنة، وإيران تريد زيادة هذه النسبة.
وأوضحت الصحيفة يوم السبت أن إيران قد قامت بالفعل بتبسيط عملية منح تأشيرات الدخول للمواطنين الصينيين وستقوم باتخاذ المزيد من الإجراءات لجذب السياح الصينيين.
ونقلت عن مسعود سلطانيفار، رئيس المنظمة الإيرانية للتراث الثقافي والحرف اليدوية والسياحة، قوله "نحن نفتتح المزيد من المطاعم الصينية وندرب الأدلاء السياحيين على التحدث بالصينية".
إلى جانب ذلك، فإن كل من الجانبين يعلقون آمالا عالية على التبادلات بين المجلسين التشريعيين لديهما، واللذين قد لعبا دورا مهما في دفع العلاقات بين الصين وإيران.
وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن إيران تقدر عاليا مبادرة الحزام والطريق وتود أن تلعب دورا نشطا في التعاون المتصل بها، مضيفا أن إيران ترغب في التواصل والتنسيق مع الصين بشكل وثيق في الشؤون الإقليمية والدولية مع تعزيز التعاون الأمني.
تعليق: جولة الرئيس الصيني في الشرق الأوسط...حلقة متممة وحاسمة لـ"دائرة الدبلوماسية الصينية الشاملة" |
تقرير إخباري: فجر مشرق واضح للسياسة الصينية في الشرق الأوسط |