بقلم نجوى كان
بكين 3 فبراير 2016 (شينخوا) عقب اختتام الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارته التاريخية إلى الشرق الأوسط، انطلقت الصين في بذل المزيد من الجهود الملموسة والحثيثة لدفع تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة، إذ وصل المبعوث الخاص الصيني للشرق الأوسط قونغ شياو شنغ إلى فلسطين يوم 31 يناير الماضي ليعرض على المسؤولين الفلسطينيين ثمار زيارة شي للمنطقة وموقف الصين من شؤون المنطقة والقضية الفلسطينية، كما سيحضر وزير الخارجية الصيني وانغ يي مؤتمر مانحين بشأن سوريا يعرف أيضا باسم "المؤتمر الدولي للتعهدات الإنسانية لسوريا" ومن المقرر عقده في لندن غدا (الخميس).
تعد زيارة المبعوث قونغ إلى فلسطين وحضور الوزير وانغ لمؤتمر مانحين بشأن سوريا في لندن نشاطين دبلوماسيين مهمين للصين بشأن منطقة الشرق الأوسط خاصة وإنهما يأتيان في أعقاب زيارة الرئيس شي للمنطقة، ويعكسان تكثيف الصين لجهودها الرامية إلى حل القضايا الإقليمية الساخنة وعزمها دفع إحلال السلام وتحقيق التنمية في المنطقة بعد زيارة شي الهامة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون يينغ خلال مؤتمر صحفي دوري قبل مغادرة وانغ يي إن الصين تدعم دور الوساطة الذى تلعبه الأمم المتحدة من أجل التسوية السياسية فى سوريا، الأمر الذي يساعد فى معالجة السبب الرئيسي لقضية اللاجئين. وأضافت أن الصين تأمل في أن يحظى مؤتمر المانحين بشأن سوريا باهتمام جميع أطراف قضية اللاجئين وأن تُبذل المزيد من الجهود الدولية الخاصة بتقديم مساعدات للاجئين وتوطينهم.
أما المبعوث قونغ، فقال خلال لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الرئيس شي ألقى الضوء في خطابه بمقر جامعة الدول العربية خلال زيارته على أهمية الحفاظ على الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الفلسطيني وأن ذلك يمثل مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره.
وأكد قونغ أن الصين تدعم عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط بثبات وتدعو إلى إيجاد حلول شاملة للقضايا الساخنة في المنطقة ، قائلا إن الصين تؤيد فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام على أساس مبدأ حل دولتين.
ولفت قونغ إلى أن الصين ترغب في لعب دور أهم في الشؤون الإقليمية للشرق الأوسط، موضحا أن الصين لا تسعى وراء تحقيق"مصالح ذاتية" في المنطقة، فثمة آمال مشتركة لدى الصين ودول منطقة الشرق الأوسط في أن يعم السلام والاستقرار هذه الدول، مشيرا إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" ستساهم في إعادة بناء الاقتصاد وتعزيز الاستقرار الاجتماعي وتحقيق النهضة في مجالات أخرى بمنطقة الشرق الأوسط.
وأشار محللون صينيون إلى أن قيام الصين بهذه السلسلة من الأنشطة الدبلوماسية وسط استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط ، لا يعكس فقط اهتمام الصين بعلاقاتها مع دول المنطقة، بل يثبت أيضا أن السياسات الصينية تجاه الشرق الأوسط صامدة أمام اختبارات الزمن وحدة الأوضاع المعقدة، كما تبرهن على أن الصين أصبحت قوة بناءة في الدفع من أجل تحقيق السلام والتنمية بالمنطقة.
وبدوره ذكر وو سي كه المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط أن الصين تنتهج سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى وتحترم خيارات دول الشرق الأوسط لطرق التنمية التي تتفق مع ظروفها الخاصة، كما أن الصين تلتزم بحل القضايا الساخنة عبر الحوار والتفاوض، ويأتي صوت الصين في مجلس الأمن الدولي دائما مناصرا للسلام . بالإضافة إلى ذلك، تدعو الصين دوما إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين المستويات المعيشية للشعوب فضلا عن تفعيل الحوار السياسي من أجل حل المشكلات الأمنية من جذورها.
إن "التبادلات بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط تجاوزت حواجز المكان والزمان"، هكذا قال الرئيس شي في خطابه بمقر جامعة الدول العربية. وفي استمرارية لهذه العلاقات الوطيدة بين الجانبين، تشارك الصين منذ بدء عام 2016 بشكل أكثر إيجابية في شؤون منطقة الشرق الأوسط،ولا شك في أن أنشطتها الدبلوماسية المتعلقة بالمنطقة ستجعل أصدقائها القدامى أكثر قربا منها وستعزز أيضا الثقة مع أصدقائها الجدد.