الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
((أهم الموضوعات الدولية)) تعليق: الانتصار في تدمر يحمل دلالة إستراتيجية ولكن الطريق أمام استئصال الإرهاب لايزال طويلا
                 arabic.news.cn | 2016-03-29 13:46:23

Syria's Palmyra airbase resumes operation

مدينة تدمر الأثرية السورية

بكين 29 مارس 2016 (شينخوا) في ضوء الأهمية التاريخية والإستراتيجية لمدينة تدمر الأثرية السورية، تناول العالم باهتمام كبير استعادة الجيش السوري سيطرته الكاملة على المدينة في الـ27 من الشهر الجاري عقب معارك مستعرة مع تنظيم الدولة (داعش).

فمدينة تدمر تقع في وسط سوريا وتبعد 215 كلم عن دمشق إلى الشمال الشرقي منها وتعرف باسم "عروس البادية السورية" حيث تنتشر الأطلال الحضارية الرائعة، وتعد إحدى أهم وأشهر المدن الأثرية وتحظى بمكانة تاريخية وثقافية بارزة. وفي عام 1980، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المدينة على قائمة مواقع التراث العالمي.

وفي مايو عام 2015، استولى تنظيم داعش على تدمر. ومنذ ذلك الحين، تعرضت هذه المدينة التي يعود تاريخها إلى ألفى عام إلى تخريب من قبل هذا التنظيم الذي سلب ونهب مئات القطع الأثرية من المتحف الوطني ودمر العديد من الأوابد التاريخية وفي مقدمتها المقابر البرجية وقوس النصر ومعبد بعل شمين وغيرها، الأمر الذي هز العالم بشدة.

وبعد قرابة 10 أشهر من سقوطها، جاءت استعادة الجيش السوري سيطرته على المدينة الأثرية لتحررها من أعمال التخريب الجنونية التي تتم على أيدي داعش، وتحمى القطع والمعالم الأثرية الباقية فيها، وتجلب أملا جديدا في إعادة البناء الثقافي في هذه المدينة العريقة.

وبالإضافة إلى المعنى الثقافي والتاريخي، تتميز مدينة تدمر بموقع جغرافي إستراتيجي، حيث تعتبر حلقة وصل رئيسية بين المناطق الوسطى والجنوبية والشرقية والشمالية في سوريا. وتقع مدينة الرقة التي يزعم داعش إنها عاصمته شمال تدمر، ومدينة دير الزور الهامة في الشمال الشرقي منها، أما شرق تدمر فهناك توجد الحدود السورية- العراقية، وجميع ما سبق يمثل منطقة نفوذ لداعش. ومن خلال سيطرته على تدمر، يستطيع الجيش السوري فرض ضغوط على مدينة الرقة والمساهمة في تحرير الجيش السوري الذي يحاصره داعش بمدينة دير الزور ودفع جبهة الجيش إلى الحدود السورية ــ العراقية، وبهذا يوجه ضربة قاصمة لداعش ويحد من نشاطه في المناطق المحيطة.

فضلا عن ذلك، فإن عودة تدمر إلى سيطرة جيش الحكومة في ظل وجود حقول ومصافي تكرير للنفط قرب مدينة تدمر، ستسهم من ناحية في إنقاذ الاقتصاد السوري وستعمل من ناحية أخرى على تأمين خطوط الإمدادات في المناطق المجاورة لدمشق والمنطقة الجنوبية.

إن النصر الذي حققه الجيش السوري في استعادة مدينة تدمر أمر متوقع. فالجيش السوري لا يخوض وحده عمليات مكافحة تنظيم داعش، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن روسيا شنت غارات جوية أثناء معارك تدمر واستهدفت 158 موقعا للإرهابيين وقتلت أكثر من 100 منهم، فيما أعلن البنتاغون يوم الجمعة الماضي أن القوات الأمريكية قتلت عبد الرحمن مصطفى القادولي الرجل الثاني في تنظيم داعش خلال غارة في سوريا. أما في المعارك العراقية، فشنت قوات الجيش العراقي في الـ24 من الشهر الجاري هجوما على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في المناطق الواقعة جنوبي الموصل واستعادت قريتين منها ورفعت العلم العراقي فيهما.

وليس هناك شك في أن هذا الجهد الجماعي قاد إلى انكماش نفوذ داعش في البلدين، إذ أفاد تقرير صدر عن مؤسسة ((آي أتش أس)) البحثية بأن تنظيم داعش فقد 22% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق خلال الأربعة عشر شهرا الماضية، كما فقد 40% من عائداته المالية التي تأتي معظمها من النفط.

إن استعادة الجيش السوري لسيطرته على تدمر يمثل انتصارا هاما في المعارك الجارية ضد تنظيم داعش، إذ تفيد تقارير بأن400 من مقاتلي داعش قتلوا في معارك تدمر التي وصفتها بأنها "أكبر هزيمة" تلحق بداعش في سوريا منذ عام 2014، ولكن معارك تدمر لا تعد المعارك الأكثر حسما أو النهائية في مسألة اجتثاث هذا التنظيم الإرهابي من جذوره.

ورغم العمليات الجارية في سوريا والعراق لتطويق تنظيم داعش وإضعافه، إلا أن تأثيره مازال قائما. كما علينا أن ندرك أنه قادر على تدبير هجمات إرهابية وتنفيذها في مناطق أخرى حيث يقوم هذا التنظيم الإرهابي الآن بالتوسع في شمال غرب أفريقيا ويقبع في أوروبا حتى تسنح فرصة لشن اعتداءات، وبلغ الحد أنه تمكن من تنفيذ عدد من الهجمات في دول بجنوب شرق آسيا.

ولهذا، فإن الطريق أمام استئصال داعش لا يزال طويلا وشاقا، وعلى المجتمع الدولي تعزيز التعاون والتنسيق على مختلف الأصعدة لتحقيق انتصار أكثر حسما في مكافحة الإرهاب.

 
مديرية الآثار في سوريا ترسل فريقا من الآثريين المختصين لتقييم وضع المدينة الأثرية في تدمر
ايران تشيد باستعادة الجيش السوري لمدينة تدمر
هبوط أول طائرة سورية في مطار تدمر الحربي بعد السيطرة عليه
مقابلة خاصة : مدير آثار سوريا: الصورة البانورامية لمدينة تدمر الأثرية جيدة جدا وليس هناك دمار كامل بالموقع
بوتين يهنئ الأسد باستعادة مدينة تدمر الأثرية
تقرير إخباري: شي يجتمع مع زيمان بمقر الرئاسة الريفي في مستهل زيارة دولة
تقرير إخباري: شي يجتمع مع زيمان بمقر الرئاسة الريفي في مستهل زيارة دولة
رئيس مجلس الدولة الصيني يتعهد بتعزيز جهود الحوكمة النظيفة
رئيس مجلس الدولة الصيني يتعهد بتعزيز جهود الحوكمة النظيفة
قصة الصور: الاكتشاف عن حياة المذيعة على الانترنت
قصة الصور: الاكتشاف عن حياة المذيعة على الانترنت
إطلاق النار على مسلح أشهر سلاحه في وجه ضباط الشرطة بالكونغرس
إطلاق النار على مسلح أشهر سلاحه في وجه ضباط الشرطة بالكونغرس
وسائل الإعلام الأجنبية تولي اهتمامها بتقرير عمل الحكومة
وسائل الإعلام الأجنبية تولي اهتمامها بتقرير عمل الحكومة
ألبوم صور الممثلة الصينية سون تشيان
ألبوم صور الممثلة الصينية سون تشيان
الكلب المميز يساق السيارات
الكلب المميز يساق السيارات
الغنية للجليد والنار: المصور يلتقط صورا في الأنهار الجليدية
الغنية للجليد والنار: المصور يلتقط صورا في الأنهار الجليدية
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

((أهم الموضوعات الدولية)) تعليق: الانتصار في تدمر يحمل دلالة إستراتيجية ولكن الطريق أمام استئصال الإرهاب لايزال طويلا

新华社 | 2016-03-29 13:46:23

Syria's Palmyra airbase resumes operation

مدينة تدمر الأثرية السورية

بكين 29 مارس 2016 (شينخوا) في ضوء الأهمية التاريخية والإستراتيجية لمدينة تدمر الأثرية السورية، تناول العالم باهتمام كبير استعادة الجيش السوري سيطرته الكاملة على المدينة في الـ27 من الشهر الجاري عقب معارك مستعرة مع تنظيم الدولة (داعش).

فمدينة تدمر تقع في وسط سوريا وتبعد 215 كلم عن دمشق إلى الشمال الشرقي منها وتعرف باسم "عروس البادية السورية" حيث تنتشر الأطلال الحضارية الرائعة، وتعد إحدى أهم وأشهر المدن الأثرية وتحظى بمكانة تاريخية وثقافية بارزة. وفي عام 1980، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المدينة على قائمة مواقع التراث العالمي.

وفي مايو عام 2015، استولى تنظيم داعش على تدمر. ومنذ ذلك الحين، تعرضت هذه المدينة التي يعود تاريخها إلى ألفى عام إلى تخريب من قبل هذا التنظيم الذي سلب ونهب مئات القطع الأثرية من المتحف الوطني ودمر العديد من الأوابد التاريخية وفي مقدمتها المقابر البرجية وقوس النصر ومعبد بعل شمين وغيرها، الأمر الذي هز العالم بشدة.

وبعد قرابة 10 أشهر من سقوطها، جاءت استعادة الجيش السوري سيطرته على المدينة الأثرية لتحررها من أعمال التخريب الجنونية التي تتم على أيدي داعش، وتحمى القطع والمعالم الأثرية الباقية فيها، وتجلب أملا جديدا في إعادة البناء الثقافي في هذه المدينة العريقة.

وبالإضافة إلى المعنى الثقافي والتاريخي، تتميز مدينة تدمر بموقع جغرافي إستراتيجي، حيث تعتبر حلقة وصل رئيسية بين المناطق الوسطى والجنوبية والشرقية والشمالية في سوريا. وتقع مدينة الرقة التي يزعم داعش إنها عاصمته شمال تدمر، ومدينة دير الزور الهامة في الشمال الشرقي منها، أما شرق تدمر فهناك توجد الحدود السورية- العراقية، وجميع ما سبق يمثل منطقة نفوذ لداعش. ومن خلال سيطرته على تدمر، يستطيع الجيش السوري فرض ضغوط على مدينة الرقة والمساهمة في تحرير الجيش السوري الذي يحاصره داعش بمدينة دير الزور ودفع جبهة الجيش إلى الحدود السورية ــ العراقية، وبهذا يوجه ضربة قاصمة لداعش ويحد من نشاطه في المناطق المحيطة.

فضلا عن ذلك، فإن عودة تدمر إلى سيطرة جيش الحكومة في ظل وجود حقول ومصافي تكرير للنفط قرب مدينة تدمر، ستسهم من ناحية في إنقاذ الاقتصاد السوري وستعمل من ناحية أخرى على تأمين خطوط الإمدادات في المناطق المجاورة لدمشق والمنطقة الجنوبية.

إن النصر الذي حققه الجيش السوري في استعادة مدينة تدمر أمر متوقع. فالجيش السوري لا يخوض وحده عمليات مكافحة تنظيم داعش، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن روسيا شنت غارات جوية أثناء معارك تدمر واستهدفت 158 موقعا للإرهابيين وقتلت أكثر من 100 منهم، فيما أعلن البنتاغون يوم الجمعة الماضي أن القوات الأمريكية قتلت عبد الرحمن مصطفى القادولي الرجل الثاني في تنظيم داعش خلال غارة في سوريا. أما في المعارك العراقية، فشنت قوات الجيش العراقي في الـ24 من الشهر الجاري هجوما على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في المناطق الواقعة جنوبي الموصل واستعادت قريتين منها ورفعت العلم العراقي فيهما.

وليس هناك شك في أن هذا الجهد الجماعي قاد إلى انكماش نفوذ داعش في البلدين، إذ أفاد تقرير صدر عن مؤسسة ((آي أتش أس)) البحثية بأن تنظيم داعش فقد 22% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق خلال الأربعة عشر شهرا الماضية، كما فقد 40% من عائداته المالية التي تأتي معظمها من النفط.

إن استعادة الجيش السوري لسيطرته على تدمر يمثل انتصارا هاما في المعارك الجارية ضد تنظيم داعش، إذ تفيد تقارير بأن400 من مقاتلي داعش قتلوا في معارك تدمر التي وصفتها بأنها "أكبر هزيمة" تلحق بداعش في سوريا منذ عام 2014، ولكن معارك تدمر لا تعد المعارك الأكثر حسما أو النهائية في مسألة اجتثاث هذا التنظيم الإرهابي من جذوره.

ورغم العمليات الجارية في سوريا والعراق لتطويق تنظيم داعش وإضعافه، إلا أن تأثيره مازال قائما. كما علينا أن ندرك أنه قادر على تدبير هجمات إرهابية وتنفيذها في مناطق أخرى حيث يقوم هذا التنظيم الإرهابي الآن بالتوسع في شمال غرب أفريقيا ويقبع في أوروبا حتى تسنح فرصة لشن اعتداءات، وبلغ الحد أنه تمكن من تنفيذ عدد من الهجمات في دول بجنوب شرق آسيا.

ولهذا، فإن الطريق أمام استئصال داعش لا يزال طويلا وشاقا، وعلى المجتمع الدولي تعزيز التعاون والتنسيق على مختلف الأصعدة لتحقيق انتصار أكثر حسما في مكافحة الإرهاب.

الأخبار المتعلقة

الصور

010020070790000000000000011100001352331311