ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة في واشنطن أمام الجلسة الافتتاحية لقمة الأمن النووي الرابعة بعنوان "تقوية بناء الأمن النووي العالمي وتعزيز حوكمة الأمن النووي العالمي".(صورة شينخوا)
واشنطن 2 أبريل 2016 (شينخوا) حث الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس (الجمعة) دول العالم على زيادة المدخلات الوطنية وتوسيع إطار تعاونها الدولي من أجل ترسيخ بناء الأمن النووي العالمي.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في واشنطن أمام الجلسة الافتتاحية لقمة الأمن النووي الرابعة بعنوان "تقوية بناء الأمن النووي العالمي وتعزيز حوكمة الأمن النووي العالمي."
مقترح من اربعة محاور
اشار شي في كلمته إلى أن القمة قدمت دفعة كبيرة للأمن النووي العالمي لاسيما تطوير أهداف مشتركة ووضع أولويات رئيسية ورسم خطة المستقبل.
وقال إن التحديات والتهديدات الجديدة تواصل الاطلال برأسها في المجال الأمني والاسباب الجذرية للإرهاب بعيدة كل البعد عن التخلص منها ومازال الإرهاب النووي يمثل تحديا خطيرا للأمن الدولي.
وقال شي "بناء أمن نووي عالمي أكثر قوة شرط مسبق للتنمية السليمة للطاقة النووية."
وبينما استحضر دعوته لبناء نظام أمن نووي عالمي يتسم بالعدل والتعاون المربح للجميع خلال قمة الأمن النووي الثالثة التي عقدت في لاهاي في عام 2014، وضع شي مقترحا من اربعة محاور للمجتمع الدولي من أجل بذل مجهودات جديدة في هذا الصدد.
وأضاف الرئيس الصيني أن دول العالم بحاجة أولا لزيادة المدخلات السياسية والالتزام باتجاه معالجة كلا من الاعراض والاسباب الجذرية.
وتابع "نحمل كرؤساء دول مسؤولية ضمان حصول الأمن النووي على الاهتمام الكافي،" مضيفا أن العالم سيتمكن من التخلص من التربة المغذية للإرهاب النووي في وقت مبكر فقط عندما يلجأ إلى حل يعالج كلا من الاعراض والأسباب الجذرية."
واشار شي إلى أنه على المجتمع الدولي زيادة المسؤولية الوطنية وتشديد الالتزام بخط دفاع ملائم.
ومشيرا إلى أن الدولة التي تختار بنفسها تطوير الطاقة النووية لديها تتحمل المسؤولية غير المنقوصة بضمان الأمن النووي. واقترح الزعيم الصيني بأن المنع من يوم لاخر والاستجابة للازمات يجب ان يسيرا جنبا إلى جنب لأن التهديد الذي يفرضه الإرهاب النووي غير مسبوق وغير متوقع لدرجة كبيرة.
وفي الوقت ذاته ينبغي القيام بجهود ملموسة لزيادة التعاون الدولي وتعزيز القوة الدافعة للتنسيق من أجل احراز تقدم مشترك, حسبما قال شي.
ومذكرا بحقيقة أن حوادث الأمن النوي لها آثار تتخطى حدودها الوطنية، قال شي إن المنظمات والآليات الدولية القائمة يمكنها أن تمثل أرضية ثابتة للتعاون الدولي فيما يتعلق بالأمن النووي في المستقبل.
واوضح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعنية بالمراقبة النووية في العالم "قادرة على القيام بدور مركزي في التنسيق وتقوية المصادر العالمية للأمن النووي واستخدام خبراتها الاحترافية لخدمة كل الدول كما يمكن للأمم المتحدة باعتبارها أكثر المنظمات الدولية عالمية استمرار القيام بدورها الهام."
وبالإضافة لذلك يحتاج المجتمع الدولي لزيادة الوعي بثقافة الأمن النووي وتهيئة الظروف لبذل جهود مشتركة ومنافع متبادل، حسبما قال شي.
واشار "ادراكنا لحكم القانون واحساسنا بالحاجة الملحة وروح ضبط النفس والتنسيق محور ثقافة الأمن النووي. كما يحمل نفس القدر من الأهمية رفع الوعي بين العاملين في المجال الأكاديمي والمواطنين العاديين بالأمن النووي."
ما ستقوم به الصين
حضر قمة الأمن النووي التي تقام كل عامين وأطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما رؤساء ومبعوثون من 52 دولة وأربع منظمات دولية هذا العام.
وعلى خلفية التهديدات والتحديات الجديدة التي تلوح في الأفق إلى الآن، شدد شي على أن اختتام قمة الأمن النووي لن يكون نهاية مسعانا وإنما بداية رحلة جديدة."
وأعلن شي عن اتخاذ الصين أكبر دولة نامية وذات اسرع نمو للطاقة النووية بالعالم سلسلة إجراءات جديدة لتعزيز الأمن النووي والمساعدة في دفع التعاون الدولي في هذا المجال.
وقال إن الصين ستبني شبكة لبناء القدرات في الأمن النووي باستخدام المنصات الحالية مثل مركز التميز للأمن النووي الذي أقامته كل من بكين وواشنطن في الصين لإجراء تدريبات وتبادلات في مجال تكنولوجيا الأمن النووي.
كما تعهد الرئيس بدعم كل الدول في تقليل استخدام اليورانيوم عالي التخصيب وفقا لاحتياجاتها مادام ذلك قابل للتطبيق اقتصاديا وتكنولوجيا.
وأضاف أن الصين ستعزز نمط تعاون يستخدم كميات أقل من اليورانيوم عالي التخصيب في إشارة للمساعدة التي قدمتها بلاده لغانا في تحويل مفاعل أبحاث يعمل باليورانيوم عالي التخصيب لاستخدام يورانيوم منخفض التخصيب في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال أيضا "عازمون على استمرار البناء على نموذج غانا ومساعدة الدول في تحويل مفاعلات مصدر النيوترون المصغر التي تعمل باليورانيوم عالي التخصيب المستوردة من الصين عملا بمبدأ التطوع والراجماتية."
وتعليقا على إجراءات تقوية أمن مصادر الإشعاع، قال شي إن الصين في السنوات الخمس المقبلة ستعيد النظر في مصادر الإشعاع داخل البلاد وستطور نظامها الأمني وستمنح الأولوية لإجراء مراقبة في الوقت المناسب لمصادر الإشعاع المتنقلة عالية الخطورة.
وتابع "مستعدون لتبادل خبراتنا مع دول أخرى وسنعمل معها لتعزيز المراقبة الأمنية لمصادر الإشعاع."
ووعد شي باطلاق مبادرة دعم تكنولوجي لمواجهة أزمة الإرهاب النووي، متعهدا بأن تجري بلاده بحوثا علمية في مجالات تحليل المواد النووي المدينة وتتبعها وتنظيم تدريبات محاكاة بنشاط وتعزيز قدرات مواجهة الأزمات بشكل مشترك.
كما قال إن الصين ستعزز نظام المراقبة الأمنية للطاقة النووية.
وأكد على أن الصين تطبق أكثر مراقبة أمنية صرامة لضمان أمن وسلامة محطات الطاقة النووية داخل الصين والمحطات الأخرى التي صدرتها لأجزاء أخرى بالعالم وقال "لا شيء متروك للصدفة."
وأضاف أن الصين ستساعد دولا أخرى في تعزيز قدراتها الخاصة بالمراقبة الأمنية وزيادة حصتها لتعزيز الأمن والسلامة النووية حول العالم.
ما قامت به الصين
أطلع شي الشخصيات المرموقة التي حضرت القمة على التقدم الذي احرزته بلاده منذ قمة الأمن النووي الثالثة في 2014.
وأكد "التزمت الصين، أكبر دولة نامية، دائما بتطوير واستخدام الطاقة النووي بينما تضمن الأمن في المقام الأول."
وقال "سعت الصين لاتباع طريق التطوير المستمر وسعت وراء طرق فعالة لتقوية الأمن النووي. وأضاف "ألحقنا الأمن النووي بنظام الأمن النووي الوطني وكتبناه في قانون الأمن الوطني وحددنا طبيعته الاستراتيجية."
وأضاف "وضعنا وطبقنا خطة عمل متوسطة إلى طويلة الأمد للأمن النووي ونبذل جهودا لتطوير آليات المراقبة وإنفاذ القانون بناء القدرات لكل العاملين بهذه الصناعة وتنظيم انواع مختلفة من تدريبات المحاكاة لرفع قدرة الاستجابة للطوارئ."
وأشار إلى أن الصين أوفت بوعدها الخاص بالأمن النووي وانجزت التزاماتها الدولية والتزامها السياسي ومنها التصديق على كل الأدوات القانونية الدولية في مجال الأمن النووي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة باستمرار وصرامة ودعم والمشاركة في المبادرات الدولية الخاصة بالأمن النووي بنشاط."
واعلن شي "تم الانتهاء من بناء مركز التميز للأمن النووي الذي وعدنا بإقامته في قمة لاهاي قبل عام من موعده المقرر وجاري العمل به حاليا في بكين."
وفي الوقت ذاته، قال شي إن الصين ملتزمة بإجراء تعاون متبادل المنفعة وتعزيز التبادلات والتعاون الدولي بنشاط, مضيفا أن بلاده تدعم بثبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تنفيذ خطة العمل الخاصة بالأمن النووي وستزيد حصتها من التبرعات لصندوق الأمن النووي.
وبينما ذكر بنجاح انعقاد الحوار السنوي الأول للأمن النووي في فبراير بين الصين والولايات المتحدة، قال شي "يمكننا أيضا تعميق تبادلاتنا وتعاوننا مع الدول الأخرى والأمم المتحدة والمبادرة العالمية لمكافحة الإرهاب النووي."