صورة أرشيفية
بكين 12 ابريل 2016 (شينخوا) يبدو أن البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية مجموعة ال7 في هيروشيما بشأن بحر الصين الجنوبي يوم الاثنين خطوة اخرى يقوم بها دخلاء لتدعيم عسكرة المنطقة.
ويقول البيان "نُعرب عن معارضتنا الشديدة لاية اعمال احادية للتهديد او الاكراه او الاستفزاز من شأنها ان تغير الوضع الراهن وتزيد التوترات," بدون ذكر الدول المقصودة او تحديد التوترات محل القلق.
وليست اليابان ولا اية دولة عضو بالمجموعة طرفا في النزاعات حول البحر.
والبيان محاولة فاضحة للتدخل في الوضع الذي لا يخص ايا منها بطريقة مباشرة ويفضح تحول المجموعة من مراقب للوضع الى متسبب في الاذى وفضولي.
ومن الصعب تجاهل زيادة انشطة دول محددة لا تملك الا حق ضئيل في اعتبارها محلية. ولا يمكن اعتبار معظم تلك الانشطة اعمال سلمية تماما.
وذكرت تقارير ان الولايات المتحدة تخطط لارسال سفن للقيام بدوريات فى بحر الصين الجنوبي مجددا لضمان حرية الملاحة. وظهرت غواصة يابانية فى مهمة غير شرعية لقوات الدفاع الذاتي في ميناء بالفلبين للمرة الاولى منذ 15 عاما.
وليس بعسير اقامة جدل لمعرفة ان تلك الاعمال مؤامرة على الصين, الدولة صاحبة اكبر اراضي في بحر الصين الجنوبي.
وتؤمن الصين بالاتصالات والحوار. وتناضل من اجل منطقة تتمتع بالسلام والصداقة والتعاون. ويبدو بوضوح ان تلك المفاهيم البسيطة ليست على قائمة امنيات دول محددة.
وحل القضية في متناول الاطراف المعنية، الا ان هناك مؤشرات قوية - منها بيان المجموعة - بان النتائج السلمية والمربحة لجميع الاطراف لا تصب في مصلحة اطراف عديدة غير معنية بالنزاع مباشرة. ومن الصعب عدم التشكك في سلوك وتصريحات المجموعة, والتساؤل: ما هو هدفهم بالضبط؟
بينما تتعثر اقتصادات العالم وتتباطىء, تتدخل المجموعة في قضايا سياسية لتحويل الانتباه عن القضايا الاقتصادية التي هي شأنها المباشر الذي لا يقبل الجدل.
وسياسة الدفاع الوطني الصينية دفاعية في طبيعتها وتعارض اي عمل يقوض الامن والاستقرار والثقة. الا ان الصين ستدافع عن سيادتها ليس فقط في بحر الصين الجنوبي وانما في اي مكان تتعرض فيه سيادتها لتهديد. ومن ناحية اخرى, فأولئك الذين يسعون لاثارة المشكلات, ربما يضعون انفسهم في مشكلات.
وعسكرة بحر الصين الجنوبي ليس بالقضية الجديدة. ومن العجيب انه من هيروشيما, قاعدة رئيسية للبحرية اليابانية الاستعمارية خلال الحرب العالمية الثانية, بدأت سفن الحرب اليابانية مسعاها لاحتلال الجزر الواقعة هناك لتكون جسرا لغزو جنوب شرق اسيا وجنوب الباسيفيك.
ومن الغريب ان الدول التى عانت من شرور العسكرة خلال الحرب العالمية الثانية، ومعها الصين، هي التي تشعل اليوم نيران التوترات.
وسمحت الفلبين للولايات المتحدة في مارس بدخول خمس قواعد بالقرب من مياه متناع عليها بموجب اتفاقية دفاعية مجددة. واذا لم يعتبر هذا عسكرة لبحر الصين الجنوبي. فماذا يكون؟
وعلى مجموعة السبع ان تركز اهتمامها على السلام العالمي والتعافي المستدام للاقتصاد العالمي وان تترك حل شؤون الجوار للجيران المعنيين.