حملت طائرة دورية صينية يوم الأحد ثلاثة عمال مرضى من يونغشو جياو ونقلتهم إلى سانيا بمقاطعة هاينان فى جنوبي الصين.(صورة شينخوا)
بكين 20 أبريل 2016 (شينخوا) يعد إرسال الصين طائرة عسكرية لنقل العمال المرضى من منطقة صخرية في بحر الصين الجنوبي أمرا قانونيا ومعقولا.
وحملت طائرة دورية صينية يوم الأحد ثلاثة عمال مرضى من يونغشو جياو ونقلتهم إلى سانيا بمقاطعة هاينان فى جنوبي الصين.
ولكن هذه الخطوة الإنسانية أدت إلى زيادة استياء واشنطن, التي تساءلت حول غرض الصين من استخدام طائرة عسكرية بدلا من طائرة مدنية لإجلاء العمال.
في الحقيقة أن ارتياب واشنطن غير ضروري وبلا أساس.
أولا : أن إرسال طائرة عسكرية لنقل العمال من يونغشو جياو لا ينتهك القانون الدولي.
وتتمتع الصين بسيادة غير قابلة للجدل على جزر نانشا والمياه المجاورة لها. ومن المشروع أن تحلق طائرة صينية في فضاء الصين الجوي وليس لدى الولايات المتحدة حق فى انتقاد هذه الخطوة.
فضلا عن أن مشاركة الطائرات العسكرية في الإغاثة من الكوارث والمساعدة الإنسانية وإجلاء المدنيين هى ممارسة شائعة في العالم.
ثانيا, فيما يتعلق بشأن العمال الذين يعانون من مرضي شديدة, تعد الأولوية هى إنقاذ أرواحهم وليس التركيز على نوع الطائرات التى استخدمت لهذا الغرض.
وكان لي وان مأي, أحد العمال الثلاثة الذين عانوا من نزيف معدى معوي حاد في حالة صدمة نزفية وانيميا حادة صباح يوم الأحد. وكان في حاجة ملحة لنقل دم, الشيء الذي لا تستطيع الجزيرة أن تقدمه.
ولما كان إرسال سفن سوف يستغرق وقتا أطول قد تسوء فيه حالته, فقد أمرت البحرية الصينية طائرة الدورية واى -8 بالطيران إلى يونغشو جياو لنقل المرضى.
وفي ظل هذه الظروف, تشعر الصين بأن تشكك الولايات المتحدة فيما إذا كان يجب اختيار طائرة عسكرية أو مدنية, هو أمر غير معقول وعديم الرحمة.
وقالت وزارة الدفاع الصينية في بيان إن "خدمة المواطنين بإخلاص هي مهمة جيش التحرير الشعبي. وإن إنقاذ المواطنين المعرضين للخطر تقليد مجيد لجيش التحرير الشعبي".
ثالثا, إن هبوط طائرة عسكرية صينية في يونغتشو جياو يبرهن على أن إنشاء الصين جزرا فى بحر الصين الجنوبي يساعد على القيام بمهمات إنقاذ إنسانية.
ومع تعقيدات الوضع في بحر الصين الجنوبي والكم الكبير من سفن الصيد والتجارة في واحد من أكثر الطرق المائية ازدحاما في العالم, تستطيع السفن والطائرات الصينية في حالة الكوارث الطارئة أن تستخدم منشآت على جزر وصخور بحر الصين الجنوبي للقيام بجهود إنقاذ.
وفي الحقيقة إن رد فعل واشنطن المبالغ فيه على عملية إنقاذ شائعة قامت بها طائرة عسكرية صينية, يرجع إلى عقلية عسكرة بحر الصين الجنوب حيث قد أرسلت الأخيرة بشكل متكرر سفنا وطائرات فيما وصفته بأنه جهد لتحقيق حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.
وفي النهاية, إن تصعيد الوضع في بحر الصين الجنوبي لن يعود بالنفع على أي طرف في منطقة آسيا- الباسيفيك. ومن الأفضل أن تتوقف واشنطن عن توجيه الإتهام وتتخذ إجراءات فعالية لحماية السلام والاستقرار الإقليمي .