شاركتشركة الهندسة الصينية المحدودة ((سي أيه أم سي))في عمل الانقاذ بعد زلزالالإكوادور، 18 أبريل. (صورة شينخوا)
كويتو 20 أبريل 2016 (شينخوا) "يا أيها الأصدقاء الصينيون، أنكم نعم الأصدقاء"! هكذا هلل الحاضرون بصوت عال عندما انتشل موظف من شركة الهندسة الصينية المحدودة ((سي أيه أم سي)) طفلة صغيرة من تحت الأنقاض في أحد الشوارع بمدينة بورتوفيجو الإكوادورية بعد مضى 20 ساعة على وقوع زلزال قوته 7.8 درجة في المنطقة الساحلية للبلاد يوم السبت.
وحتى وقت متأخر من يوم الأربعاء، بلغت حصيلة ضحايا الزلزال 553 قتيلا وأكثر من 4 آلاف جريح، وتسبب الزلزال في تسوية أكثر من 800 مبنى بالأرض وتدمير طريق يصل طولها إلى حوالي ألف كلم.
--سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح
ووصل رجال إنقاذ من الشركة الصينية إلى المدينة المتضررة التي تبعد حوالي 30 كلم عن سواحلها المطلة على المحيط الهادئ وذلك في غضون 10 ساعات من وقوع الكارثة، ومعهم 17 مركبة تستخدم في أغراض الحفر والتحميل.
واستطاعوا ظهر يوم الأحد إنقاذ شابة تبلغ من العمر 27 عاما من الطابق الأرضي لمبنى مكون من أربعة طوابق كائن في شارع ألهاجويلا، وأنقذوا فيما بعد شخص آخر في شارع مالاوي . وتخطى جميع الضحايا الثلاثة الذين أنقذتهم الشركة الصينية حالة الخطر بعد تلقى العلاج في حينه.
وبالإضافة إلى مدينة بورتوفيجو، أرسلت هذه الشركة الصينية إلى مدينتي جواياكويل وكويتو المنكوبتين عشرات الشاحنات المحملة بالمياه والشموع والبسكويت والأغذية المعلبة وغيرها من إمدادات الإغاثة .
ولم تكن شركة ((سي أيه أم سي)) الشركة الصينية الوحيدة فى الأكوادور التي تشارك في عمليات إنقاذ. فبعد أكثر من 20 ساعة على وقوع الزلزال، وصل 24 موظفا من الشركة الدولية الصينية للمياه والكهرباء يوم الاثنين إلى بلدة جاما الواقعة على بعد 70 كلم من مركز الزلزال في بيديرنالس.
وعبر الاستعانة بمعدات ثقيلة، قام العمال بإزالة الأنقاض المتراكمة على الطرق الرئيسية ليساعد ذلك في استئناف حركة المواصلات، متحدين الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية التي تقع في بعض الأحيان. وفى نهاية المطاف، خلقوا شريان حياة عبر الأنقاض المتراكمة حتى يتمكن المسعفين الطبيين والمتخصصين في الخدمات اللوجستية من دخول الموقع.
وفى وقت مبكر من صباح الأربعاء، تم بشكل جزئي استئناف الحركة في شبكة المواصلات بمدينة جواياكويل الساحلية المدمرة والواقعة في مقاطعة جواياس بفضل مهنيين متخصصين في الاستجابة لحالات الطواريء من شركة هواوى، وهي شركة منتجة ومطورة صينية رائدة في قطاع تكنولوجيا ومعدات الاتصالات ولديها أنشطة تجارية في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية.
ومع عملهم في ظل إطار زمني ضيق، وصل فنيون من هواوي في غضون 30 دقيقة من وقوع الزلزال واتحدوا مع الشركاء المحليين للحفاظ على استمرارية خدمة الاتصالات وإمدادات الكهرباء حي يتزايد الطلب على هذه الخدمات عند وقوع كارثة.
-- التنسيق في الاستجابة للأوضاع الطارئة
وفي صباح يوم الأحد، تم إنقاذ طفلة تبلغ من العمر 4 أعوام في مدينة مانتا الساحلية بعد ظلت تحت الأنقاذ لمدة ثمان ساعات. وكانت على وشك الموت في ذلك الوقت.
فجميع المستشفيات القريبة كانت إما تعاني من أضرار جسيمة أو في غاية الازدحام بجرحى مصابين بإصابات خطيرة ولم يتسن إدخالها أي مستشفي. فلجأ رجال الإنقاذ حينئذ إلى مركز "يي سي يو 911" طلبا للمساعدة.
ويربط النظام المتكامل الوطني للاستجابة أثناء الطواريء ، الذي صممته وأنشأته الشركة الوطنية الصينية لتصدير واستيراد الإلكترونيات، يربط مختلف وكالات الأمن والإغاثة من الكوارث الإكوادورية بدءا من الشرطة وإدارة الأطفاء ووحدات النقل والرعاية الطبية وحتى الصليب الأحمر ببعضها البعض، من أجل تسهيل الاستجابة أثناء الطوارئ. وتعامل هذا النظام مع أكثر من 20 ألف حالة في غضون أربعة أيام من وقوع الزلزال.
وعند تلقيه مكالمة هاتفية من رجال الإنقاذ، قام مركز "يي سي يو 911" على الفور بتخصيص مروحية عسكرية لنقل الطفلة إلى جواياكويل لتلقى العلاج، وهو قرار أنقذها من موت محقق.
فى مقر مركز "يي سي يو 911" بكويتو، يعمل أكثر من 20 مهندسا صينيا مع زملائهم الإكوادوريين ليلا ونهارا لضمان سير نظام إنقاذ الحياة على ما يرام.
وقال فرانسيسكو رولايو، مدير مركز "يي سي يو 911" في كويتو لوكالة أنباء ((شينخوا)) "مركزنا للتعامل مع الأزمات يقوم بحشد المساعدات المقدمة على جميع مستويات الحكومة لتوزيع الأغذية ومواد الإنقاذ وغيرها من الضروريات الأخرى ...كما ننسق عمل الطائرات المرسلة في مهام إغاثة وخاصة في مقاطعة مانابي".
ومن خلال الاتصال بـ911، لعبت مواقع القيادة والتحكم الـ16 الخاصة بالمركز في أنحاء البلاد دورا رئيسيا فى التعامل مع حالات الطوارئ.
وتحدث الكثير من الإكوادوريين قائلين إن الشركات الصينية المتواجدة في بلادهم يعتمد عليها دائما ومستعدة لتقديم يد العون في الكوارث الطبيعية.
جدير بالذكر أن هناك حاليا أكثر من 120 شركة صناعية وتجارية صينية قامت بتسجيل نفسها في السفارة الصينية لدى الأكوادور. وتتدرج أنشطتها التجارية من توليد الكهرباء الهيدروليكية وبناء الطرق والكباري وحتى تقديم الخدمات في مجالي الاتصالات والمالية.