الصورة الأرشيفية
بكين 25 أبريل 2016 (شينخوا) صمدت المعدات الصينية ومرافق البنية الأساسية التي بنتها شركات صينية في اختبار الزلزال القوي الذي هز الإكوادور في وقت سابق من هذا الشهر، لتقدم بذلك نموذجا يحتذى به في التعاون في القدرة الإنتاجية مع أمريكا اللاتينية.
وهز زلزال بقوة 7.8 درجة الساحل الشمالي الباسيفيكي للبلاد يوم 16 أبريل ما أسفر عن وفاة حصيلة كبيرة من الأشخاص وخسائر كبيرة في الممتلكات في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.
وارتفعت حصيلة القتلى إلى ما يقرب من 650 إضافة إلى تدمير 7 آلاف مبنى، وفقا للسلطات الإكوادورية.
بيد أن السدود والطرق والجسور التي بنيت على يد شركات صينية نجت من الكارثة بسلام وأمان، فيما أشاد الإكوادوريون بجهود الإغاثة للشركات الصينية.
وقال الكثيرون إن الشركات الصينية في بلادهم تتمتع دوما بالموثوقية وتقف على أهبة الاستعداد لمساعدتهم في أوقات الكوارث الطبيعية.
وتوجد حاليا أكثر من 120 منشأة صناعية وتجارية مسجلة في السفارة الصينية في الإكوادور تتراوح نشاطاتها ما بين التوليد الهيدروليكي للكهرباء وإنشاء الطرق والكباري إلى الاتصالات والخدمات المالية.
--المعدات الصينية تساعد في إنقاذ الأرواح
وبعد وقوع الزلزال القاتل لعبت المعدات المصنوعة في الصين دورا هاما في إنقاذ الأرواح.
وربط نظام الإنذار والمراقبة الإكوادوري أيه سي يو 911 ، الذي صممته وبنته المؤسسة الوطنية الصينية لواردات وصادرات الالكترونيات، بين أجهزة الأمن ووكالات الإغاثة المختلفة في الأكوادور مثل الشرطة وإدارات الإطفاء والنقل ووحدات الإسعاف والصليب الأحمر لتسريع استجابة هذه الأجهزة لعمليات الطوارئ من خلال رقم تليفوني واحد 911.
ولعب الرقم الذي يغطي كافة ربوع البلاد عبر 16 مركز قيادة وتحكم دورا رئيسيا في التعامل مع الاحتياجات الطارئة للمناطق المنكوبة وتنسيق أعمال الإنقاذ.
وإي سي يو 911 هو نظام متكامل يغطي خدمات الشرطة ومراقبة الفيديو بآلاف من الكاميرات ونظام تحديد المواقع والمعلومات الجغرافية والتحليل الذكي للموارد بين أمور أخرى.
ويقع مقره في العاصمة كيتو ويعمل به 20 فنيا صينيا على مدار الساعة لضمان استمرار عمل هذا النظام المنقذ`للحياة منذ وقوع الزلزال.
وخلال أول يومين بعد الزلزال القاتل تعامل النظام مع 17888 حالة طوارئ على الأقل.
وقال فرانشيسكو رويالو، مدير المركز في كيتو، إنه " بعد الزلزال عملنا بنسبة 100 بالمئة للمساعدة في تغطية احتياجات الدولة".
وأضاف أن" مركز الأزمات لدينا ينظم المساعدة على جميع مستويات الحكومة لإرسال الطعام ومواد الإغاثة واللوازم الأخرى فيما يقوم أيضا بتنسيق الطائرات التي ترسل للمساعدة في جهود الإغاثة، وخاصة إلى مقاطعة مانابي"، قائلا إن المراكز الإقليمية للنظام للمناطق المنكوبة مثل اسميرالداس وبورتوفيجو وسانتو دومنيغو وماتشالا تعمل أيضا لتوفير الخدمات الضرورية.
--نموذج للتعاون في القدرة الإنتاجية
في الوقت نفسه، بقت محطة توليد الطاقة الكهرومائية كوكا كودا سينكلير، الأكبر في الأكوادور والتي بنتها شركة سينوهيدرو الصينية، بقت على حالها خلال الزلزال.
وبدأ تشغيل 4 توربينات من إجمالي 8 في المحطة في 13 أبريل بعد ثلاثة أيام فقط من بعد الزلزال.
وتوقف عمل التوربينات أثناء وقوع الزلزال في أعقاب بدء التشغيل الآلي لنظام الإنتاج الذاتي.
وبعد فحص وضمان سلامة المحطة، أعاد الفنيون الصينيون تشغيل التوربينات وزادوا إنتاج الطاقة لتوفير الكهرباء اللازمة لعمليات الإغاثة من الكارثة.
وفي جامعة بالمنطقة المنكوبة، استخدمت قاعات الدراسة والشقق والمعامل التي بنتها الشركات الصينية لإيواء الضحايا وتخزين مواد الإغاثة.
وسارت الشاحنات المحملة بعمال ومواد الإغاثة على الطرق والجسور التي لم تتضرر بسبب الزلزال.
وفي حقيقة الأمر، قدمت المعدات عالية الجودة صينية الصنع ومرافقة البنية الأساسية التي بنتها الشركات الصينية مثالا يحتذى به في التعاون بشأن القدرة الإنتاجية بين الصين ودول أمريكا اللاتينية.
وفي مايو، زار رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ البرازيل وبيرو وكولومبيا وشيلي وخلال زيارته عزز التعاون الثنائي في القدرة الصناعية وتصنيع المعدات الدولية.
وبينما تكمل الصين وأمريكا اللاتينية بعضهما البعض بشكل كبير في التنمية الاقتصادية، تحتاج الأخيرة إلى تحسين تنافسيتها الصناعية من خلال الاستثمار في الإنتاج وتعديل هيكلها الاقتصادي لتتخلص من الاعتماد على المواد الخام.
ومن شأن الإجراءات الصينية الرامية لتعزيز الطلب المحلي أن تدفع صادرات أمريكا اللاتينية. في الوقت نفسه، ستوفر المزايا الصينية التي تراكمت خلال سنوات الانفتاح والإصلاح من رأس مال وتكنولوجيا ومزايا صناعية، ستوفر دعما قويا للتصنيع في أمريكا اللاتينية.
وتشكل المعدات الصينية عالية الجودة وكذا مرافق البنية التحتية التي بنتها الشركات الصينية ضمانة للتعاون في القدرة الإنتاجية بين الجانبين.