حضر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى سوريا دي ميستورا الاجتماع الوزاري في العاصمة فيينا لمناقشة تعزيز وقف الأعمال العدائية في سوريا، 17 مايو. (شينخوا/تشيان يى)
دمشق 17 مايو 2016 (شينخوا) على الرغم من أن القوى الدولية الذين كانوا مجتمعين في العاصمة النمساوية فيينا يوم الثلاثاء من أجل وضع عملية السلام السورية على مسارها الصحيح، بهدف استئناف الجولة التفاوضية في جنيف، إلا أن أعمال العنف في سوريا لاتزال مستمرة بين الجيش السوري وبين الجماعات المتمردة على عدة جبهات.
وتحت الرئاسة المشتركة للولايات المتحدة وروسيا، والمجموعة الخامسة الدولية لدعم سوريا أقيم الاجتماع الوزاري في العاصمة فيينا لمناقشة تعزيز وقف الأعمال العدائية في سوريا التي دمرتها الحرب.
واختتمت المجموعة الدولية لدعم سوريا يوم الثلاثاء أعمالها في فيينا دون التوصل لقرار يحدد تاريخ استئناف جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، فيما دعا البيان الختامي المعارضة السورية للتنصل من تنظيمي جبهة النصرة وداعش المتطرفين.
حضر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤتمرا صحفيا عقب الاجتماع، 17 مايو. (شينخوا/تشيان يى)
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، إن "موعد التوصل إلى سلطة انتقالية في سوريا، هو في الأول من أغسطس القادم، وذلك في حال تحقق تقدم في المفاوضات"، في إشارة منه إلى تثبيت موعد اتفق عليه مسبقا بين واشنطن وموسكو لإطلاق العملية السياسية في سوريا تزامنا مع إقرار دستور جديد.
وكانت واشنطن وموسكو، اتفقتا في مارس 2016، على وجوب الضغط على كل من النظام السوري وقوى المعارضة من أجل حصول انتقال سياسي في سوريا، على أن يتم وضع دستور جديد في سوريا بحلول أغسطس المقبل.
وانسحبت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض من الجولة الأخيرة في أبريل الماضي احتجاجا على تصاعد أعمال العنف في الريف الجنوبي لمحافظة حلب، وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا.
وأشار كيري إلى أنه إذا تم منع الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية سيقام جسر جوي للمناطق المحتاجة، بدءاً من يونيو القادم.
وتتهم الأمم المتحدة النظام بعرقلة وصول مساعدات إنسانية لعدد من المناطق المحاصرة في سوريا، وسحب معدات طبية وأدوية من بعض القوافل، فيما تتلق مناطق مثل دير الزور مساعدات عن طريق إلقاءها من الجو.
حضر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤتمرا صحفيا عقب الاجتماع، 17 مايو. (شينخوا/تشيان يى)
وبدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا "لا تدعم الأسد بل تدعم الجيش السوري في مواجهة الإرهاب"، منوها إلى أن بلاده التزمت بالعمل مع النظام لوقف قصف المناطق المدنية في سوريا.
وكانت موسكو أعلنت سابقاً أنها لا تدعم "نظام الرئيس بشار الأسد" بل تشاطره هدف "محاربة الإرهاب".
وأكد الوزير الروسي إنه يجب أن تعمل الدول المجاورة لسوريا على وقف تدفق المقاتلين.
يشار إلى أنه أول لقاء للمجموعة التي تضم نحو 20 بلدا، منذ مصادقتها على خطة وقف العمليات القتالية في سوريا خلال الاجتماع الأخير الذي عقدته في ميونيخ الألمانية في فبراير الماضي.
وانضمت أستراليا وأسبانيا وكندا إلى مجموعة دعم سوريا التي كانت تضم سابقا كلا من روسيا والولايات المتحدة ومصر والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والعراق والأردن ولبنان وعمان وقطر والسعودية وتركيا والإمارات، كما حضر الاجتماع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
ومع ذلك، وعلى أرض الواقع في سوريا، لا تزال المعارك مستمرة على عدة جبهات في عدد من المحافظات السورية.
وفي ريف دمشق الجنوبي قام الجيش السوري بقطع اتوستراد السلام الذي يربط دمشق مع محافظة القنيطرة (جنوب غرب سوريا) بعد الاشتباكات التي دارت بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة في محاولة لخرق الهدنة.
وفي المنطقة الوسطى في محافظة حمص، تقدم الجيش السوري نحو حقل غاز الشاعر بريف حمص الشرقي، الذي سيطر عليه تنظيم داعش مؤخرا.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها على تل الصوان الواقع غرب حقل شاعر النفطي بريف حمص الشرقي وذلك بعد تكبيد إرهابيي تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد الحربي".
ويشرف تل الصوان على الطريق الواصل بين مفرق عقيربات وحقل شاعر بريف حمص الشرقي.
ومن جانبه قال مصدر عسكري فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن "الجيش السوري بدأ اليوم الثلاثاء عملية عسكرية باتجاه المنطقة المشرفة على حقل شاعر من محورين".
وكان الجيش السوري وحلفاؤه استعادوا السيطرة على مجموعة التلال الحاكمة من الجهة الشمالية والغربية لحقل شاعر للغاز وتلال طه وكرار وكربلا وماجد في ريف حمص الشرقي.
وأضاف المصدر العسكري إن "الطائرات السورية قصفت نقاطا لتنظيم داعش في تل العواميد شمال غرب حقل شاعر ، وبات الجيش على بعد خمسة كيلومترات جنوب الحقل، فيما تجري العمليات الحالية من المحورين الجنوبي والغربي".
وفي محافظة حلب شمال سوريا ذكرت وسائل الإعلام السورية المحلية، أن التنظيمات الإرهابية المسلحة واصلت قصفها للمناطق السكنية في الجزء الغربي التي تسيطر عليها الحكومة من حلب.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن امرأة قتلت وأصيب 11 شخصا يوم الثلاثاء عندما انفجرت قذيفتان هاون في الحمدانية في مدينة حلب.
وفي الوقت نفسه، قالت الوكالة إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب 14 آخرون، بينهم نساء وأطفال، عندما هو المجموعة الإرهابية قصفت أحياء شرقي مدينة دير الزور.
في جنوب محافظة السويداء وأضافت الوكالة أن السلطات المختصة صادرت سيارة مليئة بالمتفجرات وكذلك الإسرائيلية والأسلحة الأمريكية الصنع توجه إلى الصحراء الشرقية، حيث يتم وضع المتمردين.
في الريف الشرقي من دمشق اندلع اليوم القتال بين مقاتلي المعارضة المسلحة فيما بينهم.
ومن جانبه قال تلفزيون ((الميادين)) الذي يبث من لبنان إن "50 مقاتلا مسلحا قتلوا في الاقتتال الداخلي الذي اندلع بين ما يسمى جيش الإسلام من جهة وبين فيلق الرحمن، وجيش الفسطاط، والنصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة من جهة ثانية.
ويشار إلى أن 24 فصيلاً عسكريا معارضاً أطلق يوم الاثنين الماضي مبادرة من أجل وقف الاقتتال، طالبت فيها الفصائل المتحاربة "بالكف عن التحريض الديني والإعلامي"، وفتح الطرقات، والتعهد بعدم العودة لاستخدام القوة مجددا، كما طالبت جيش الإسلام وفيلق الرحمن بقبول أحكام القضاء حول المشاكل العالقة.
وكانت الاشتباكات بين جيش الإسلام من جهة وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة ثانية، اندلعت الشهر الماضي، لكن تمكن وجهاء من الوساطة، لحين تجددها أمس واليوم، فيما سارعت النصرة لدعم فيلق الرحمن بالدعوة من المساجد لحرب جيش الاسلام باعتباره واجب شرعي.