بكين 17 يونيو 2016 (شينخوا) سترفع زيارتا الرئيس الصيني شي جين بينغ لمنطقة وسط وشرق اوروبا الشهر الجاري, العلاقات بين المنطقة التي تضم 16 دولة والصين، لتمهد الطريق لاقامة مشروعات ناجحة في اطار مبادرة "الحزام والطريق".
ومن المقرر ان يزور شي صربيا وبولندا من 17 الى 21 يونيو. وسيتوجه بعد ذلك الى اوزبكستان وسيحضر الاجتماع ال16 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في طشقند.
وتعد هذه ثاني جولة للرئيس الصيني لدول وسط وشرق اوروبا في اقل من ثلاثة اشهر.
وبالنسبة لشي، الذي زار في جولاته خمس قارات خلال اقل من ثلاث سنوات، تعد هذه الزيارات المتكررة لمنطقة واحدة نادرة.
وقال ليو تسو كوي، الخبير في شؤون منطقة وسط وشرق اوروبا بمعهد الدراسات الاوروبية التابع للاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية "هذا يظهر القيمة التي تمنحها الصين لالية تعاون 16+1 وللتعاون بين الصين واوروبا ككل."
وزار شي جمهورية التشيك في اواخر مارس من العام الجاري. وكانت اول زيارة يقوم بها شي لدول وسط وشرق اوروبا بعد توليه الرئاسة والاولى التي يقوم بها رئيسي صيني للدولة الاوروبية.
وقال كثيرون ان زيارة مارس جاءت فى إطار جهود شي لتحسين دبلوماسيته الجديدة. فقبل شهر مارس، زار شي بالفعل 40 دولة بعد توليه منصب الرئاسة وكانت دول وسط وشرق اوروبا بمثابة استثناء.
ولا يزال كثيرون يرون انها دليل على العلاقات الوثيقة بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا ومن المقرر ان تقوي زيارتا صربيا وبولندا هذه العلاقة.
وقال ليو "تتشارك الصين ودول وسط وشرق اوروبا فى صداقة تقليدية تقرب الجانبين بصورة طبيعية وتدفع التعاون قدما."
كانت صربيا اول دولة بوسط وشرق اوروبا تقيم شراكة استراتيجية مع الصين, في حين ان بولندا اكبر شريك تجاري للصين فى دول المنطقة.
وقال ليو ان تعزيز التعاون الثنائي مع صربيا وبولندا "سيلعب دورا نموذجيا وايجابيا في دفع العلاقات بين الصين ووسط وشرق اوروبا"، مضيفا ان زيارات شي سترفع العلاقات الى مستوى جديد بالكامل.
ووضع تشن شين مدير قسم الاقتصاد التابع لمعهد الدراسات الاوروبية بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية زيارة شي للمنطقة في سياق اكبر للعلاقات الصينية الاوروبية الدافئة.
فقد مضى 13 عاما على اقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين والاتحاد الاووربي.
ورغم بعض الاحتكاكات المتكررة, عمل الجانبان بنجاح على مواجهة الازمة المالية الدولية لدفع اصلاح الحوكمة العالمية وزيادة الاتصال والتنسيق في الشؤون الدولية والاقليمية الكبرى واسهما بشكل كبير فى السلام والتنمية والتعاون على المستوى العالمي.
وربما تكون العلاقات الاقتصادية بين الصين واوروبا اكبر دافع يقرب بين الجانبين.
والصين حاليا ثاني اكبر شريك تجاري للاتحاد الاوروبي بعد الولايات المتحدة، والاتحاد اكبر شريك تجاري للصين.
وبحسب ارقام الجمارك الصينية، بلغ الحجم الاجمالي لتجارة البضائع مع الاتحاد 3.51 تريليون يوان (533 مليار دولار) في 2015.
ولكن العلاقات بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا على نحو خاص, فالصورة اقل جاذبية، حيث بلغ حجم التجارة بين الصين ودول المنطقة 56.2 مليار دولار في 2015 ويمثل الرقم عُشر التجارة الحالية بين الصين والاتحاد الاوروبي فقط.
ويقول ليو تسو كوي "لم نستغل امكانات السوق الضخمة بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا بشكل كامل."
ولحسن الحظ، تلحق دول وسط وشرق اوروبا بالركب, فرغم ان التجارة البينية منخفضة نسبيا حاليا الا ان معدل النمو مثير للاعجاب، حيث كان حجم التجارة بين الصين والمنطقة في 2010 44 مليار دولار. وذكرت تقارير سابقة ان الصين تخطط لمضاعفة حجم تجارتها مع المنطقة بحلول 2019.
ويقول تشن شين "يشير ذلك الى تحول نحو منهج اكثر توازنا في ارتباط الصين باوروبا."
واشار ليو وتشن الى ان زيارتي شي ستعززان مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين.
وقال تشن "لصربيا وبولندا نفوذ اقليمي كبير. وان دعمهما للمبادرة ضروري لمشروعات المبادرة المقترحة."
واتفق ليو مع وجهة النظر وقال إن صربيا تلعب دورا رئيسيا في مشروعات كالممر السريع البري-البحري بين الصين واوروبا الذي صمم لتقوية الارتباطية وتوسيع التجارة بين الصين واوروبا، بينما يمكن ان تعمل بولندا كمحور هام على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.
واطلقت اكثر من 12 مدينة صينية خدمات قطارات شحن دورية تربطها باوروبا وتمر كل القطارات تقريبا ببولندا، البوابة الشرقية للاتحاد الاوروبي.
وقال ليو "تحمل صربيا وبولندا المفتاح لرؤية الارتباطية بين اسيا واوروبا".