بكين 19 يونيو 2016 (شينخوا) من المقرر أن يتوجه الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أوزبكستان في 21 يونيو الجاري للقيام بزيارة دولة ولحضور الاجتماع الـ16 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون. وتعتبر هذه أول زيارة دولة يقوم بها شي لأوزبكستان والسنة الرابعة على التوالي التي يزور فيها دولا بمنطقة آسيا الوسطى ويحضر قمة منظمة شانغهاي للتعاون.
ومن المتوقع أن تسهم زيارة شي هذه في دفع تنمية العلاقات الثنائية بين الصين وأوزبكستان وتعميق التعاون بين الصين ومنطقة آسيا الوسطى وعملية قيادة منظمة شانغهاي للتعاون، لدفعها إلى مرحلة جديدة.
تعد أوزبكستان ثاني أكبر دولة في آسيا الوسطى، كما إنها أكبر دولة من حيث عدد السكان في المنطقة. ويشهد التعاون بين الصين وأوزبكستان منذ الارتقاء بعلاقاتهما إلى شراكة إستراتيجية في عام 2012، يشهد نموا سريعا في شتي المجالات حيث أصبحت الصين ثانى أكبر شريك تجاري وأول مصدر للاستثمارات بالنسبة لأوزبكستان خلال السنوات الثلاث الماضية على التوالي، وقامت الدولتان بتعميق تعاونهما الشامل في مجالات مثل الأمن والطاقة والمال والنقل والزراعة والاتصالات والتعليم وغيرها.
وتمر العلاقات بين الصين وأوزبكستان الآن بأفضل مراحلها على مدار التاريخ. ففي عام 2015، التقى الرئيس شي نظيره الأوزبكي إسلام كريموف مرتين لبحث التخطيط لبناء الجانبين المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وتعزيز التعاون في شتي المجالات لإتاحة فرص جديدة لنمو العلاقات بين البلدين. وفي يونيو عام 2015، وقع البلدان "بروتوكول توسيع التعاون متبادل المنفعة في إطار بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" لدفع التعاون في بناء هذا الحزام بشكل شامل وخلق مرحلة تنموية جديدة لعلاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
فالصين ودول آسيا الوسطى جيران حميمون وشركاء إستراتيجيون. وتعكف الصين، منذ إقامتها لعلاقات دبلوماسية مع دول آسيا الوسطى قبل 23 عاما، على دفع تعاون عملي مطرد مع هذه الدول، تعاون يقوم على المنفعة المتبادلة والتعاون والكسب المتكافئ ليصبح بمثابة نموذج للعلاقات الجديدة بين الدول، نموذج يتميز بالتفاعل الودي والعون المتبادل والكسب المتكافئ.
إن دول آسيا الوسطى تذخر بموارد طبيعية وافرة وتتمتع بموقع جغرافي مهم يعمل كحلقة وصل بين أوروبا وآسيا. ومن ناحية أخرى، فإن دول آسيا الوسطى كلها دول حبيسة تقع في عمق قارتي أوروبا وآسيا، وتحول عوائق النقل وعوامل مقيدة أخرى دون مشاركة هذه الدول في عملية العولمة الاقتصادية والنمو الاقتصادي.
وتعتبر دول آسيا الوسطى من المناطق المهمة الواقعة على طول "الحزام والطريق". ففي سبتمبر عام 2013، طرح الرئيس شي مبادرة "الحزام والطريق" خلال زيارته لهذه المنطقة، وآتت المبادرة مجموعة من الثمار الأولية بفضل ما حظيت به من دفع مشترك من قبل الصين ودول آسيا الوسطى.
والآن، يتوجه الرئيس شي إلى آسيا الوسطى مرة ثانية ومن المتوقع أن يطرح مبادرات بشأن سياسات واتجاهات النمو في المرحلة المقبلة من أجل بناء تلك المبادرة.
ويصادف هذا العام الذكرى الـ15 لتأسيس منظمة شانغهاي للتعاون. وعلى مدار الأعوام الـ15الماضية، نجحت المنظمة في إيجاد نمط جديد لمنظمة دولية يتفق مع تطورات الوضع، وأصبحت أحد آليات التعاون الدولية الأكثر حيوية وتأثيرا، ونموذجا للتعاون الإقليمي والدولي في الكثير من النواحى. وفي هذه الآونة، تلعب منظمة شانغهاي للتعاون دورا فريدا بين مبادرة" الحزام والطريق" والاتحاد الاقتصادي الأورآسيوي، وتدفع بقوة الازدهار والتنمية المشتركين لمنطقة أوروآسيا.
وأوضح أمين عام منظمة شانغهاي للتعاون رشيد عليموف إن المنظمة قطعت أشواطا للأمام في الأعوام الـ15 الماضية، وارتفعت مكانتها على الساحة الدولية، وأخذت تضطلع بدور متزايد الأهمية مع مرور الأيام، كما تقدم إسهاماتها الخاصة في التعامل مع بعض التحديات والتهديدات وحماية السلام والاستقرار العالميين.
ولكن رغم المنجزات المحققة في تنمية منظمة شانغهاي للتعاون، علينا أن نعى أن أعضاء المنظمة يواجهون حاليا ضغوطا متزايدة تتمثل في تراجع النمو الاقتصادي وتزايد التهديدات الإرهابية وغيرهما من المخاطر المعقدة.
وفي المرحلة الجديدة للمنظمة، تولى وسائل الإعلام الأجنبية اهتماما بموعد انضمام الهند وباكستان إلى المنظمة والإجراءات الجديدة للتعاون الأمني والاقتصادي، والاتجاهات الجديدة لدراسة الجدوى المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة الخاصة بالمنظمة وغيرها من الموضوعات، وتأمل في الخروج بإجابات بشأنها خلال القمة المرتقبة للمنظمة.
وتطلق منظمة شانغهاي للتعاون عملية تعاونية جديدة تقتفي فيها آثار طريق الحرير. وفي إطار التطلع إلى زيارة الرئيس شي لمنطقة آسيا الوسطى، من المتوقع أن يكتسب بناء "الحزام والطريق" حيوية أكبر ويتحلى نموه بآفاق مشرقة.