بكين 21 يونيو 2016 (شينخوا) اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) زيارتي دولة لصربيا وبولندا، صديقتان قديمتان للصين بمنطقة وسط وشرق اوروبا ورابطتان هامتان في مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وحققت زيارته المنطقة نتائج ايجابية منها رفع مستوى علاقات الصين بصربيا وبولندا للشراكة الاستراتيجية الشاملة والتعهد بدفع التعاون في مشروعات الحزام والطريق.
وتهدف زيارة شي للبلدين، وكلاهما في موقع استراتيجي، الى تعزيز تقوية العلاقات الثنائية وتحسين ربط استراتيجيات التنمية في كل من الصين وصربيا وبولندا.
ويعتقد خبراء ان نمو التعاون الثنائي سيثمر عن تعزيز الارتباطية وزيادة الاستثمارات وتحقيق منافع عملية اخرى لدول وسط وشرق اوروبا والقارة ككل.
وقال تسوي هونغ جيان، المتخصص في شؤون العلاقات الصينية الاوروبية بالمعهد الصيني للدراسات الدولية إن التعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا المعروف بآلية التعاون 16+1 والتعاون الصيني الاوروبي يمثلان قوة دافعة ونموذجا لتنفيذ مبادرة الحزام والطريق.
ازدهار تعاون 16+1
خلال السنوات الاربع الماضية، وبروح الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والانفتاح والشمولية، حافظ التعاون 16+1 على قوة دافعة قوية وتوسع وتعمق واصبح اكثر نضجا وجاهزية للحصد، وذلك حسبما قال الرئيس الصيني في مقال موقع نشرته صحيفة بولندية شهيرة الجمعة الماضية.
وتشكل منطقة وسط وشرق اوروبا، التي تضم العديد من الاقتصادات الصاعدة، نحو ربع كل الدول الواقعة على الحزام والطريق. ويزدهر التعاون بين تلك الدول والصين، ثاني اكبر اقتصادات العالم، ليغطي مجموعة كبيرة من المجالات مثل التجارة والاستثمار والبنية الاساسية والتمويل والسياحة والتعليم.
وبلغ حجم التجارة بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا 56.2 مليار دولار أمريكي في 2015 بزيادة قدرها 28 بالمئة مقارنة بـ2010. وتجاوزت الاستثمارات الصينية في دول المنطقة 5 مليارات دولار في حين استثمرت دول المنطقة في الصين اكثر من 1.2 مليار دولار.
كما تحسنت الارتباطية، حيث شهدت السنوات الاخيرة اطلاق عدد من المدن الصينية خدمات قطارات الشحن الى اوروبا، حيث يوجد خطان يربطان تشنغدو وسوتشو الصينيتين بمدينتي لودز ووارسو البولنديتين.
ويمكن أن تساعد القطارات، التي تنقل البضائع اسرع من الطريق البحري وارخص من الجوي، في تحويل مدن الوصول الى مراكز لوجيستية اقليمية وتحفيز النمو الاقتصادي.
وقال تشو شواي، الباحث في المركز الصيني لتنمية صناعة المعلومات التابع لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، "لعبت قطارات الشحن بين الصين واوروبا دورا هاما في تعزيز ربط البنية الاساسية بين دول الحزام والطريق وتلبية حاجات النقل في التجارة الدولية."
وعلى المستوى الثنائي، وقعت الصين وثائق تعاون مع سبعة من دول وسط وشرق اوروبا، منهم صربيا وبولندا، لتعزيز مبادرة الحزام والطريق.
ويبرز التعاون في مجالي النقل والبنية الاساسية للطاقة كمنارة للعلاقات بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا.
فقد تعاونت صربيا، على سبيل المثال، مع الصين في عدد من مشروعات البنية الاساسية، منها جسر ميهايلو بوبين، وتوسيع وتطوير محطة كوستولاك للطاقة وخط سكة حديد بلجراد- بودابست.
ومشروعات التعاون التي تمت في اطار آلية التعاون 16+1 لن تساعد فحسب في تسريع نمو المنطقة وانما في احداث التوازن في تنمية المناطق الاوروبية المختلفة وتعزيز عملية التكامل الاوروبية بصورة كبيرة، حسبما قال تشو.
تقوية العلاقات الصينية-الاوروبية
وباعتبار دول وسط وشرق اوروبا بوابة هامة لاوروبا، تكون آلية 16+1 هامة للتعاون الصيني الاوروبي.
وتعهد قادة الدول الاوروبية والصين في مناسبات مختلفة بدفع دمج استراتيجيات التنمية مع وضع تأكيد خاص على تنمية البنية الاساسية والتعاون في بناء القدرات الصناعية.
وخلال زيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل للصين مطلع الشهر الجاري، اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في ربط خطة "صنع في الصين 2025" مع الاستراتيجية الصناعية 4.0 في المانيا.
كما تسعى الصين واوربا للتعاون في مشروعات مثل شبكات النقل عبر الانحاء الاوروبية والخط الصيني الاوروبي البري-البحري السريع والجسر القاري الاوراسي الجديد.
وساعدت الزيارات رفيعة المستوى في تعزيز التعاون. فقد قام شي في السنوات الاخيرة بعدة زيارات للدول الاوروبية، منها هولندا وفرنسا والمانيا وبلجيكا في 2014 وبريطانيا في 2015 وجمهورية التشيك في مارس من العام الجاري.
ويقول تسوي هونغ جيان من المعهد الصيني للدراسات الدولية إن تلك الزيارات يمكن ان تؤدي الى تحسين التفاهم وربط استراتيجيات التنمية واقامة مشروعات تعاون جديدة وتنفيذ اكثر فاعلية للمشروعات الموجودة."
واضاف "في النهاية، فالتعاون الثنائي في المشروعات الملموسة هو الذي يدعم التعاون 16+1 ويربط بين استراتيجيات التنمية في الصين واوروبا".
شي يحث الصين وبولندا على إقامة نموذج للتعاون في إطار الحزام والطريق |
الرئيس الصيني يسلط الضوء على عمق الصداقة بين الصين وبولندا |