أولان باتور 16 يوليو 2016(شينخوا) خلال نهاية الأسبوع فى منغوليا، قوبلت الجهود التى بذلها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لتعزيز موقف الصين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي بتأييد واسع خلال القمة الـ11 لاجتماع آسيا-أوروبا.
وأكد لي اليوم (السبت) قبل عودته للصين أن حكم المحكمة الصادر بشأن بحر الصين الجنوبى لن يكون له أي تأثير على سيادة الصين الاقليمية أو مصالحها البحرية.
وفى حديثه خلال اجتماع غير رسمي بالقمة، قال لي إن قضية بحر الصين الجنوبي لا يتعين ان تخضع لمناقشات متعددة من البداية، ولم يكن ينبغي إدراجها ضمن أجندة القمة.
وتابع لي "لكن حيث ان بعض الدول علقت على القضية، كان من الضرورى للصين أن تنهض لتوضيح موقفها ولإعلان الحقيقة."
وأضاف ان الصين لم تشارك مطلقا فى عملية التحكيم التى بادرت بها الفلبين من جانب واحد، وأن الصين لا تقبل ولا تعترف بما يسمى الحكم الصادر عن تلك المحكمة.
وقال "بذلك، نحن نمارس حقوقنا بما يتفق مع القانون الدولي، ونحمي فى الوقت ذاته كرامة القانون الدولي."
وأوضح "لن يكون لهذا الحكم تحت أي ظرف من الظروف أي تأثير على سيادة الصين الاقليمية ولا على مصالحها وحقوقها البحرية فى بحر الصين الجنوبي."
وأضاف ان الصين تبقى متمسكة بتسوية نزاعات بحر الصين الجنوبي من خلال الحوار والمشاورات مع الدول المعنية بشكل مباشر بالأمر، على أساس احترام الحقائق التاريخية وبما يتفق مع القانون الدولي من أجل حماية السلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبي.
وتعد هذه هى المرة الأولى التى يصدر فيها رئيس مجلس الدولة الصينى بيانا مفتوحا حول قضية بحر الصين الجنوبى فى منتدى دولي فى أعقاب الحكم الصادر عن قضية بحر الصين الجنوبى الثلاثاء الماضي.
ولم يتطرق لي إلى تلك القضية فى خطابه الرئيسى فى بداية القمة التى امتدت على مدار يومين. غير أنه فى مواجهة محاولات من جانب دولٍ بعينها لاثارة التوتر والتدخل فى قضية بحر الصين الجنوبي خلال القمة، عمِد لي إلى شرح موقف الصين القائم على عدم قبول التحكيم وعدم المشاركة فى إجراءاته، كجزء من دفاعه الدبلوماسي عن موقف الصين.
وفى اجتماعه بنظيره الفيتنامي نجوين شوان فوك الخميس، قال لي إنه ينبغى أن يتم حل قضية بحر الصين الجنوبى من خلال المفاوضات الثنائية بين الطرفين المعنيين وبما يتفق مع الحقائق التاريخية والقانون الدولي وسلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبي.
بعد ذلك بيوم واحد، أخبر لي رئيس الوزراء الكمبودي هون سين ان الصين ستعمل مع الدول الأعضاء فى الاسيان على حماية السلام والاستقرار الاقليميين وكذا على حماية حرية الملاحة فى بحر الصين الجنوبي.
غير أن تصريحات لي الأكثر حدة كانت من نصيب اليابان التى، بحسب دبلوماسي صيني طلب عدم الكشف عن هويته، سعت عبثا إلى إدراج الحديث عن الحكم فى البيان الرئاسى للقمة.
وأخبر لي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى فى لقاء بينهما أمس الجمعة بناء على طلب الأخير، إنه يتعين على طوكيو، كدولة غير معنية بشكل مباشر بقضية بحر الصين الجنوبي، ان تتوقف عن التدخل فى قضية بحر الصين الجنوبي وتوخي الحذر فى حديثها وافعالها، مضيفا ان موقف الصين فى القضية يتفق بشكل كامل مع القانون الدولي ومع اعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبي.
ولاقت تصريحات رئيس مجلس الدولة الصيني ترحيبا ودعما كبيرا من جانب عدد من قادة الدول الاسيوية والأوروبية ذات الثقل الكبير.
من جانبه، قال رئيس وزراء فيتنام نجوين شوان فوك فى اجتماعه مع لي إن بلاده تحترم موقف الصين بخصوص الحكم، مضيفا أنه يجب حل النزاعات بطريقة سلمية من خلال المفاوضات.
وصرح رئيس وزراء لاوس ثونجولون سيسوليث فى اليوم نفسه ان لاوس تدعم موقف الصين بخصوص قضية بحر الصين الجنوبي، وأنها تقف على استعداد للعمل مع الصين للحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة.
واتفق مع هذه الآراء رئيس وزراء كمبوديا هون سين الذى قال أمس إن بلاده تدعم تسوية خلافات بحر الصين الجنوبى من خلال المفاوضات والمشاورات بين الدول المعنية بالأمر بشكل مباشر.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف إن روسيا تعارض تدويل نزاعات بحر الصين الجنوبى وتعارض أي تدخل من أي قوى خارج المنطقة.
وأضاف ان روسيا تؤيد مبادىء الصين حول حل النزاعات، وحث على المفاوضات والمشاورات الثنائية بين الطرفين المعنيين بالأمر بشكل مباشر لحل القضية.
وبحسب الدبلوماسي الصينى الذى فضل عدم الافصاح عن هويته، فان عددا كبيرا من الدول "أعربت عن تفهمها لموقف الصين بأشكال مختلفة" و"أعربت هذه الدول عن تقبلها موقفنا بشأن تسوية النزاع من خلال الحوار والتشاور."
وقال الدبلوماسى الصيني "من ناحية، تتزايد وتتزايد الدول التى تتفهم وجهات نظر الصين من خلال التبادل المكثف لوجهات النظر مع الجانب الصينى. ومن ناحية أخرى، ألقى هجوم نيس الارهابى الضوء على أهمية السلام والاستقرار."
وأوضح "ندرك ان التهديد الحقيقى الذى يواجهنا جميعا هو الارهاب. فلا توجد حروب ولا صراعات فى بحر الصين الجنوبي. إن ما يشكل تهديدا للسلام والأمن الاقليميين هو أن يكون هناك وضع مضطرب فى بحر الصين الجنوبي"، مضيفا "دائرة الأصدقاء فى قضية بحر الصين الجنوبي تزداد اتساعا بمرور الوقت."