بكين 3 أغسطس 2016 (شينخوا) أفادت تقارير بأن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أطلقت صاروخا باليستيا صباح اليوم (الأربعاء). وإذا ما ثبت أن عملية الإطلاق صحيحة، فستمثل انتهاكا جديدا لقرارات الأمم المتحدة وستستحق أيضا إجراء تفكير أعمق في وقت صار فيه الأمن الإقليمي عرضة للخطر.
فعملية الإطلاق هذه،وهي بالفعل ثالث صاروخ تطلقه كوريا الديمقراطية بعدما أعلنت واشنطن وسول قرارهما يوم 8 يوليو نشر الدرع الصاروخي لمنظومة الدفاع الجوي الأمريكية للارتفاعات العالية (ثاد) في كوريا الجنوبية،يمكن بسهولة تفسيرها بأنها احتجاج على التركيب المزمع لهذه المنظومة.
علاوة على أنها تعد بمثابة تذكير لصناع السياسات في سول بأن كوريا الجنوبية تقوم، من خلال سماحها بنشر ثاد، تقوم بوضع العربة أمام الحصان في سعيها لتحقيق الأمن القومي، لأن السبيل إلى تحقيق الأمن يكمن في إقامة حسن جوار وعلاقات ودية مع جيرانها، وليس في إمتلاك حفنة من الصواريخ أمريكية الصنع.
وقد أثار قرار سول استضافة بطارية لمنظومة الدفاع الصاروخي العالمية الأمريكية، أثار احتجاجات ضخمة في البلاد وهدد بإحداث انقسام داخل المجتمع.
كما قوبل الاتفاق بين واشنطن وسول بانتقادات من الصين وروسيا لأن الرادار أكس- باند الخاص بهذه المنظومة يمكنه التجسس بسهولة إلى أراضي البلدين
وبالنظر إلى المعارضة الشديدة من الجبهة الداخلية ودول الجوار وحقيقة أن منظومة ثاد غير مجدية في مواجهة الصواريخ ذات العلو المنخفض القادمة من الشمال، فمن الحكمة أن يفكر صناع القرار في كوريا الجنوبية في الأمر ثانية.
وكما أشار العديد من المحليين والنقاد السياسيين، فإن نشر ثاد يحقق النية الأمريكية المتمثلة في الحفاظ على تفوقها العسكري بالمنطقة وليس الغرض المعلن المتمثل في حماية كوريا الجنوبية من التهديدات النووية والصاروخية لجارتها الشمالية.
وفيما يتعلق بالمأزق الأمني بين سول وبيونغيانغ، فإن هذه المنظومة يمكن أن تجعل الأمور أشد سوءا، وخير دليل على ذلك ما حدث اليوم الأربعاء.
إن تحقيق السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية ليس بالمهمة السهلة، وعلى سول أن تعلم هذا جيدا في ظل إعرابها عن موافقتها على كل ما تقترحه واشنطن مهما كان.
ويواجه شمال شرق آسيا آفاقا أفضل للسلام بدون ثاد. وإذا لم تتحرك سول إنطلاقا من مناشدات مواطنيها لها أو من محاولات الاقناع التي تقوم بها الصين وروسيا، فعليها على الأقل أن تأخذ حذرها من عملية الإطلاق هذه وتعيد التفكير: فهل منظومة ثاد تجعلها حقا أكثر أمنا؟