هانغتشو 3 سبتمبر 2016 (شينخوا) فى الوقت الذي يسجل فيه الاقتصاد العالمي أسوأ أداء منذ الأزمة الاقتصادية العالمية، يتزايد القلق العالمي بشأن الصين، وهو أمر معلوم للجميع.
أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ مجددا لزعماء أعمال العالم فى هانغتشو اليوم أن الصين لديها القدرة على تحقيق هدف النمو، وأنها لن تتراجع عن الاصلاح الهيكلي والانفتاح.
إن تأكيدات شي تقوم على أساس قوي وتضخ الاستقرار فى الوضع العالمي غير المستقر.
وفي الوقت الذي يدعو فيه صندوق النقد الدولي إلى إتخاذ إجراء قوي للخروج من أزمة النمو المتباطئ، أخبر شي قادة الأعمال بأن الصين لديها الثقة والقدرة على الحفاظ على معدل نمو من متوسط إلى مرتفع، وانها تستطيع توفير المزيد من فرص التنمية للعالم فى الوقت الذى تستطيع فيه ضمان تحقيق التنمية الخاصة بها.
وعلى الرغم من أن نمو الاقتصاد الصيني انخفض إلى أدنى مستوياته منذ الأزمة المالية، الا انه يبقى الاقتصاد الأوحد الأكثر اسهاما فى نمو الاقتصاد العالمي.
إن استدامة وسلامة النمو أهم كثيرا من سرعته.
لم يتم حتى الآن علاج تباطؤ الاقتصاد العالمي، ويعود ذلك جزئيا إلى الاصلاحات الهيكلية غير الناضجة وغير المخلصة التى يتم تنفيذها منذ حدوث الأزمة المالية العالمية.
فى هذا الصدد، تقدم الصين نموذجا ملهما. وكما قال الرئيس الصيني، لقد تم تحديد هدف الاصلاح الخاص بالصين، ولن يتم التراجع عنه. وستتقدم البلاد على طريق الاصلاح ولن تتباطأ فى حركتها.
إن الاصلاح الهيكلى مؤلم ويستغرق وقتا طويلا لكي يؤتي ثماره. وفى الوقت الذى يعانى فيه الاقتصاد الصينى من المشكلات الهيكلية لفترة طويلة، فإن التأخير فى تنفيذ الاصلاح يعني تكلفة أعلى سيتحملها الاقتصاد فيما بعد.
وبدلا من تبنى سياسة تيسير نقدي مستمرة، فإن الصين تسعى نحو إصلاح هيكلي لجانب العرض من خلال تقليص فائض القدرة الانتاجية وتقليص البيروقراطية ودعم الكفاءة والابتكار.
وفى الوقت الذي تقوم فيه الاقتصادات المتقدمة الكبرى ببناء جدران من الحمائية لتعزيز النمو، فإن الرئيس الصيني أشار إلى ان هذه السياسة لن تساعد أية دولة فى الخروج من الأزمة وستعمل فقط على تقليص مساحة التنمية المشتركة، الأمر الذى يؤدي إلى سيناريو اقتصادي يخسر فيه الجميع.
لقد تمت ترجمة الأفكار إلى أفعال. فقد زاد عدد مناطق التجارة الحرة بشكل ملحوظ. وتقوم الشركات الأجنبية فى الوقت الحالي بتحقيق أرباح كبيرة فى الصين، فى الوقت الذى تفكر فيه الصين فى السماح لتلك الشركات بدخول أكثر سهولة إلى أسواق أكبر.
إن وقت الأزمة لم يأت بعد، غير أن أجراس الانذار تدق. لقد أشارت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي إلى أن الاقتصاد العالمي لم يستمر في هذه المدة الطويلة من الضعف منذ بداية تسعينيات القرن الماضي.
إن المجتمع الدولي لم يكن أكثر إجماعا من الآن على الاعتراف بالأهمية الملحة للاصلاح الهيكلي. ففى الوقت الذى تواجه فيه بلدان العالم مجموعة من التحديات الهيكلية، فهم يحتاجون إلى العمل معا لضمان ألا تتعارض سياساتهم مع بعضها البعض.
إن الاقتصاد العالمي يحتاج إلى ما هو أكثر من جرعة من الادرينالين، فهو يحتاج إلى علاج لأمراضه المزمنة. إن تأكيدات الرئيس شي بشأن مستقبل الصين الاقتصادي تقدم شيئا جديدا يحتاجه الاقتصاد العالمي بشكل ملح: الثقة.