بكين 15 أكتوبر 2016 (شينخوا) في وقت لا يزال فيه تحقيق انتعاش اقتصادي عالمي قوي ومستدام أمرا بعيد المنال، يتعين على دول بريكس أن تتقارب بدرجة أكبر وتساعد في قيادة الاقتصاد العالمي للخروج من مأزقه كما فعلت في أعقاب الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
ففي وقت لاحق من الأسبوع الجاري، سيجتمع قادة دول بريكس الخمس - الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا - في ولاية غوا غربي الهند لعقد قمة سنوية. ومن المتوقع أن يبحثوا تعميق التعاون داخل الكتلة ويسعوا إلى إيجاد حلول للتغلب على تباطؤ النمو الاقتصاد العالمي.
فعلى مدى السنوات الثماني الماضية منذ انقضاض أسوأ تسونامي مالي في فترة ما بعد الحرب، قدمت مجموعة الاقتصادات الناشئة الكبرى في العالم مساهمات لا جدال فيها للنمو العالمي وضمنت نجاة العالم من الركود العميق.
واليوم، بسبب وجود بيئة اقتصادية وتجارية عالمية قاسية، ولاسيما انخفاض أسعار السلع الأساسية وضعف الطلب العالمي، تبحر دول بريكس وسط مياه هائجة.
وبالفعل، يتزايد الحديث في الغرب عن وفاة بريكس مع تصاعد إدعاءات بأن المهرجان الذي استمتعت به الدول النامية يقترب من نهايته.
وفي الواقع، لاتزال دول بريكس تمثل دفعة قوية للنمو الاقتصاد العالمي ومناصرا متحمسا لإجراء إصلاحات للحوكمة العالمية فضلا عن تحقيق تنمية شاملة في أنحاء العالم.
ومن بين المجموعة، تواصل الصين والهند الاستمتاع بمعدلات نمو مرتفعة نسبيا ولديهما إمكانات كبيرة للحفاظ على هذا الزخم في المستقبل المنظور. وقد بدأت البرازيل وروسيا، وهما دولتان تخوضان معارك صعبة للسيطرة على الركود، في اظهار علامات على الانتعاش. وانتعش اقتصاد جنوب إفريقيا، وهو ثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا، في الربع الثاني، وهو ما ساهم في تهدئة المخاوف من حدوث انكماش.
إن الحمائية التجارية والمشاعر المناهضة للعولمة تنتشر بسرعة في أنحاء العالم وأضعفت آفاق الاقتصاد العالمي. فقد خفض صندوق النقد الدولي من توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لهذا العام إلى 3.1%، وهي الأبطأ منذ الأزمة المالية لعام 2008.
وبالنسبة لدول بريكس، أفضل شئ يمكن أن تفعله في الوقت الراهن هو مساعدة الاقتصاد العالمي على إيجاد طريق نحو نمو أسرع وأكثر نشاطا. وهذا يعني تعزيز وحدة الصف داخل المجموعة وتنشئة شراكة تجارية واقتصادية أوثق. وإن إقامة منطقة تجارة حرة اقترحتها الصين بين الدول النامية الخمس الكبرى يمكن أن يكون بداية جيدة في هذا الاتجاه.
كما ينبغي على نادي بريكس تحمل مسؤوليات إصلاح مؤسسات مالية دولية هامة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي حيث مازالت الدول النامية ممثلة تمثيلا ناقصا.
ومنذ نشأتها تحاول دول بريكس تسوية ساحة المنافسة في العالم، حيث تستطيع الاقتصادات المتقدمة والعالم النامي تقاسم فوائد اقتصاد عالمي سليم وآخذ في النمو. ولا تريد الكتلة، على نحو مغاير لما يقوله بعض المتشككين في الغرب، أن ترفع نفسها على حساب الآخرين.
وفي غوا بعد بضعة أيام، ينبغي اغتنام الفرصة المتاحة أمام الاقتصادات الناشئة لممارسة روح القيادة المسؤولية لانتعاش الاقتصاد العالمي.