بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 9 نوفمبر 2016 (شينخوا) أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن تغييرات ستطرأ على توجهات الادارة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية.
وأعلن اليوم (الأربعاء) في واشنطن انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
ويلتقي الرئيس المنتخب دونالد ترامب غدا الخميس بالبيت الأبيض مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، للتباحث حول اجراءات نقل السلطة، تمهيدا لتسلمها بشكل رسمي في 20 يناير المقبل.
ويرى الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فوز ترامب سيكون له تأثير ايجابي جدا على الشرق الاوسط.
وقال اللاوندي لوكالة أنباء (شينخوا) إن ترامب سيفتح الطرق أمام حراك جديد في المنطقة مع فاعلين ومؤثرين جدد.
وأشار إلى أن هيلاري كلينتون كانت مجرد امتداد لأوباما، لافتا إلى أن الأخير كان بعيد جدا عن حل أزمات الشرق الأوسط.
وأضاف أن الأمريكيين اثبتوا انهم لفظوا سياسات الديمقراطيين التي دامت 12 عاما متواصلة لأول مرة في أمريكا، لافتا إلى أنه كانت لها تداعيات كبيرة على السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
وتابع "بالطبع الولايات المتحدة لها سياسات ثابتة تجاه بعض القضايا، ولكن الجمهوريين سيحاولون تهدئة الاحتقانات في الشرق الاوسط، خاصة وأن ترامب قد القى باللوم على ادارة اوباما في ادارة أزمات الشرق الأوسط خاصة العراق".
وأعرب اللاوندي عن توقعه بأن يشهد دور الولايات المتحدة فى الشرق الاوسط اختلافا كبير، وعزا توقعه إلى ما تضمنته خطابات ترامب خلال الحملة الانتخابية.
وأردف، "كما أتوقع أن يؤدي تحسن علاقات الولايات المتحدة مع روسيا إلى حل الأزمة السورية على المدى القريب".
وتوقع كذلك أن يكون دور الولايات المتحدة في اليمن أكثر من مجرد صفقات تسليح، وهو ما اتضح في تصريحات ترامب حول السعودية".
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية - الامريكية فسوف تأخذ منحني أخر يكون أكثر دقة في العلاقات بينهما، مشيرا إلى ما أعلنه ترامب من أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيكون شريكا في محاربة الارهاب.
وتنبأ بأن يقوم السيسي بزيارة الولايات المتحدة قريبا على عكس أوباما الذي تجنب السيسي حتى عندما زار نيويورك ولم يدع السيسي لزيارة البيت الابيض، بحسب اللاوندي.
وكان السيسي أول مسئول دولي يهنئ ترامب بالفوز بالانتخابات، موجها له دعوة لزيارة مصر خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى اليوم، حسبما ذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط).
فيما ترى، الدكتورة منى بكير أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية أن فترة أوباما كانت الأسوأ في العلاقات الثنائية، حيث تصاعدت فيها قوة الجماعات الاسلامية في مصر وتجميد المساعدات.
واستبعدت بكير لوكالة أنباء (شينخوا) حدوث أى تطور في العلاقات المصرية الأمريكية حال فوز هيلارى كلينتون.
وأشارت إلى أن كلينتون كان لديها اهتماما واضحا بآسيا عن منطقة الشرق الأوسط، لافتة إلى أن الاتجاه نحو آسيا هو توجه عام للديمقراطيين.
وطالبت ترامب بضرورة إتباع سياسات جديدة نحو الشرق الأوسط بعيدا عن سياسة وضع الشرق الأوسط في نطاق انعزالي، خاصة وأن الولايات المتحدة لها سياسات استراتيجية مع دول الخليج ودول شمال افريقيا.
وتابعت الدكتورة منى بكير " على الرئيس الأمريكي المنتخب أن يوجه السياسات الخارجية للولايات المتحدة إلى المزيد من التوازن ".
وأوضحت أن الشرق الأوسط يعاني من تبعات حرب العراق التي أدت إلى نشوء الجماعات المتطرفة والتي نتجت عن السياسات الخاطئة للولايات المتحدة الأمريكية.
كما يعاني الشرق الأوسط من الصراعات الدينية، والارهاب، والمشكلات الاقتصادية، ومشكلة اللاجئين، مؤكدة أن هذه المشكلات لها صدى عالمي، وليس اقليمي فقط حيث أظهرت التقارير الأمنية الدولية أن الاسلاميين يجندون أجانب عبر الحدود.
ولفتت إلى أن الارهاب يعد المشكلة الأكثر الحاحا في الشرق الأوسط والتي بالطبع تهدد أمن المصالح الأمريكية في المنطقة، مشيرة إلى ما سبق وأكده ترامب من أن السيسي شريكا له في الحرب على الارهاب.
وأضافت أن هذا يعني أن السياسات الخارجية في عهد ترامب ستتبع منهجا أكثر انفتاحا على محاربة الارهاب في سوريا والعراق وليبيا جارة مصر بالطبع.
من جانبه، أكد السيد أمين شلبي سفير مصر السابق بواشنطن، أن فوز ترامب كان مفاجأة للكثير من المراقبين والمحللين السياسيين، معترفا بأنه كان واحدا منهم.
وأضاف شلبي لوكالة أنباء (شينخوا) أن هذه المفاجأة بنيت على أساس أن ترامب ليس له أي خبرة في مجال السياسة الخارجية خاصة في منطقة الشرق الأوسط الذي يتسم بالتعقيد.
وأشار إلى أن تحفظ البعض على ترامب كان مبعثه عدد من التصريحات والتعليقات التي أدلى بها حول رؤيته لعدد من القضايا والموضوعات والتي اتسمت بنوع من التبسيط والتركيز على داعش، ومنها ترك السوريين والدواعش يقتتلون إلى أن ينهي احدهما على الأخر.
وتابع "هذا بالاضافة إلى تصريحاته عن المسلمين والعرب ودخولهم الولايات المتحدة، والتي كشفت قدرا كبيرا من العنصرية".
واستطرد شلبي قائلا "إن ترامب حاول خلال تصريحاته الأولى عقب اعلان فوزه، التخفيف من وقع التصريحات التي أدلى بها خلال حملته الانتخابية، والتأكيد على التعاون مع كل الدول الحليفة لواشنطن لتحقيق المصالح المشتركة".
وأشار إلى تصريحات سابقة لترامب كان قد أكد خلالها على التعاون مع دول الشرق الأوسط خاصة مصر والأردن للتعامل مع أزمات المنطقة وحلها، وفي مقدمتها الارهاب والتطرف.
وطالب بالانتظار قليلا لاسابيع أو شهور حتى تتبلور مواقف ترامب، تجاه العديد من القضايا وخاصة ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.
وحول موقف الرئيس الأمريكي المنتخب من القضية الفلسطينية، لفت شلبي إلى أن ترامب أعلن خلال المعركة الانتخابية تأييده لإسرائيل، وأنه سينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، معربا عن أسفه لهذا الموقف.
وأعرب عن أمله في أن يلقى ترامب النصح اللازم من مستشاريه لتبيان خطورة هذه الخطوة، خاصة وأن السلطة الفلسطينية أعلنت رغبتها في التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة على أساس قرارات الأمم المتحدة.