كويتو 17 نوفمبر 2016 (شينخوا) اتفقت الصين والإكوادور يوم الخميس على الارتقاء بمستوى علاقاتهما الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة،سعيا وراء توطيد الثقة المتبادلة الاستراتيجية وتعزيز التعاون الثنائى المربح للجانبين.
أعلن هذا القرار خلال زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للإكوادور التى تعد الأولى من نوعها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 36 عاما.
وخلال محادثاته مع الرئيس الإكوادوري رفائيل كوريا، قال شي الذي وصل إلى الإكوادور بعد ظهر الخميس إن الإكوادور بلد مهم في أمريكا اللاتينية،مضيفا أن العلاقات الثنائية شهدت تنمية جوهرية فى السنوات الأخيرة .
جدير بالذكر أن البلدين أقاما شراكة إستراتيجية خلال زيارة رفائيل كوريا الرسمية الثانية لبكين في عام 2015، وتعد الإكوادور الآن مقصدا رئيسيا للاستثمار والتمويل الصينيين في أمريكا اللاتينية.
وفي إبريل من العام الجاري، ضرب الإكوادور زلزال قوته 7.8 درجة وكانت الصين من أوائل الدول التي قدمت مساعدات بلغت قيمتها مليونى دولار أمريكى نقدا ومعونات انسانية قيمتها 9.2 مليون دولار .
وأشار شي إلى أنه منذ عام 2015، شهد التعاون متبادل المنفعة بين الجانبين نموا سريعا في نطاق عريض من المجالات مع استمرار تزايد حجم هذا التعاون.
وأضاف أن العلاقات الثنائية شهدت منذ ذلك الحين إثراء كبيرا واكتسبت قوة دفع تجاه التنمية الشاملة.
وذكر الرئيس الصيني أن العلاقات بين الصين والإكوادور دخلت الآن مرحلة رئيسية حيث يحمل التعاون بين البلدين أهمية أكبر للبلدين.
وأضاف أن الصين ستواصل دعم الإكوادور في اتباع طريق نمو يتلاءم مع ظروفها الخاصة، وستشارك بنشاط في أعمال إعادة الإعمار فيما بعد الزلزال بالإكوادور.
وقال شي إن الصين ترغب فى تدعيم التعاون العملي مع الجانب الإكوادوري في جميع المجالات، وتسريع تكامل مصالح الجانبين على نحو شامل، وتوسيع التبادلات الشعبية، وفتح آفاق أكثر إشراقا لتنمية العلاقات الثنائية.
ومضى في حديثه متعهدا بدعم رئاسة الإكوادور لمجموعة الـ77 في العام المقبل، قائلا إن الصين ترغب في الحفاظ على تعاون وثيق مع مجموعة الـ77 في الشؤون متعددة الأطراف.
كما ترغب الصين في العمل مع الإكوادور لتعزيز التعاون الشامل مع أمريكا اللاتينية والدفع من أجل تحقيق تنمية أكبر في العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية.
أما كوريا فقد شبه زيارة شى بأنها "زيارة تجمع بين أصدقاء"، وقال انه يعتقد ان رحلة الرئيس الصينى الى الاكوادور سوف تخدم تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون و تحقيق المزيد من المنافع لكلا الشعبين .
وذكر ان الجانب الاكوادورى يقدر الدعم الكامل للصين فى الاغاثة من الزلزال واعادة الاعمار بعد الزلزال .
واضاف كوريا ان الاكوادور تتمسك بسياسة الصين الواحدة وتلتزم بتعزيز التبادلات و التعاون بين البلدين فى المجالات السياسية و الاقتصادية فضلا عن التبادلات الشعبية .
وقال ان الاكوادور باعتبارها الرئيس المناوب لمجموعة ال 77 العام القادم سوف تعمل على إقامة تعاون اوثق فى اطار" مجموعة ال 77 زائد الصين" من خلال المنظمات متعددة الاطراف .
وبالرغم من بعد المسافة بين البلدين فإن التعاون بين الصين والاكوادور فى التجارة والشئون المالية أسفر عن تحقيق نجاح عظيم .
تجدر الاشارة الى أن الصين ثالث اكبر شريك تجارى للاكوادور فى الوقت الذى تمثل فيه الاكوادور الآن مقصدا أساسيا للاستثمار والتمويل الصينى فى امريكا اللاتينية . وقد بلغت قيمة التجارة البينية بين البلدين 4.1 مليار دولار فى عام 2015 حيث تضاعفت 4 مرات عما كانت عليه منذ عشرة أعوام .
وفى محادثاتهما اتفق الرئيسان على اتخاذ ارتفاع مستوى العلاقات الثنائية كنقطة انطلاق لتعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة والسعى الى تحقيق إنجازات أعظم فى التعاون الذى يحقق المنفعة المشتركة وتعزيز تنمية أصح وأسرع للعلاقات الثنائية .
كما تعهد الجانبان باحترام سيادة وسلامة أراضى بعضهما بعضا فضلا عن التفاهم المشترك ودعم المصالح الأساسية لبعضهما بعضا واتفقا على توسيع التبادلات عالية المستوى عن طريق تسهيل الاتصال بين الحكومتين والمجالس التشريعية والاحزاب السياسية فضلا عن المستويات المحلية .
وسوف يحافظ الجانبان على اتصال وتنسيق على نحو وثيق فى العلاقات الثنائية والقضايا التى تهم الجانبين مع العمل على توسيع التوافق بينهما وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة .
وقد اتفقا على زيادة التكامل بين استراتيجياتهما التنموية واستغلال طاقاتهما الاقتصادية والتجارية المتكاملة والسعى الى تجارة بينية مستديمة ومستقرة ومتوازنة .
كما تعهد الجانبان بزيادة تعزيز التعاون فى مجالات مثل القدرة الانتاجية والاستثمار والتكنولوجيا والبترول والغاز والتعدين والبنية الأساسية والحفاظ على المياه والاتصالات والتمويل فى الوقت الذى يدرس فيه التعاون فى قطاعات مثل الزراعة والبتروكيماويات وبناء السفن والتعدين وصناعة الورق .
وبالاضافة الى ذلك فقد اتفقا على تكثيف التبادلات والتعاون فى مجالات مثل التعليم والثقافة والعلوم والصحة والرياضة والسياحة والإعلام والشباب وتعزيز الصداقة بين الشعبين .
كما اكد الجانبان مجددا التمسك بمقصد ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة وتعهدا بزيادة الاتصال والتعاون فى الآليات المتعددة الأطراف مثل الامم المتحدة و مجموعة ال 77 من اجل تدعيم التعاون بين الجنوب والجنوب وتقديم حماية افضل للمصالح المشتركة للدول النامية .
واتفقا أيضا على تعميق الشراكة التعاونية الشاملة بين الصين وامريكا اللاتينية للمساواة والمنفعة المشتركة والتنمية المشتركة وأعربا عن رغبتهما فى العمل مع دول امريكا اللاتينية الأخرى لرفع العلاقات بين الصين وامريكا اللاتينية الى مستويات اعلى .
وشهد الرئيسان أمس الخميس التوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون فى مجالات مثل القدرة الانتاجية والاستثمار والمناطق الصناعية والتكنولوجيات الاقتصادية والقضاء والإعلام.
وتعد الإكوادور المحطة الأولى فى جولة الرئيس شى التى يزور خلالها ثلاث دول فى أمريكا اللاتينية وتشمل ايضا بيرو وشيلى . وهذه هى الزيارة الثالثة التى يقوم بها لأمريكا اللاتينية منذ تولى منصبه رئيسا للصين فى مارس عام 2013 .
وفى زيارته الى ليما عاصمة بيرو سوف يحضر الرئيس شى اجتماع القادة الاقتصاديين ال24 لمنتدى التعاون الاقتصادى لآسيا الباسيفيك .