كيتو 18 نوفمبر 2016 (شينخوا) تعهد الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ يوم الجمعة بتقديم دعم أكبر لأعمال الإغاثة من الكوارث وإعادة الإعمار في الإكوادور عقب الزلزال الذي ضربها في إبريل الماضي.
وقال شي، في تصريحات له خلال زيارته مقر الجهاز الوطني للاستجابة للكوارث في الإكوادور (إي سي يو-911)، إن "الصين ستساهم بدور فعال في عملية إعادة إعمار الإكوادور عقب الزلزال وستستمر في تقديم الدعم في مجالات الإسكان والعلاج الطبي والموارد البشرية والوقاية من الكوارث والحد من آثارها."
ورافقه في الزيارة نظيره الإكوادوري رافائيل كوريا.
وتعرضت الإكوادور لزلزال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر في إبريل من هذا العام، ما أسفر عن مقتل نحو 700 شخص وإصابة قرابة 5000 آخرين وتشريد 80000 شخص.
وكانت الصين من أوائل الدول التى قدمت مساعدات إنسانية فورية لها بعد وقوع الزلزال.
وقال الرئيس الصيني "تؤمن الصين بأن شعب الإكوادور سيتغلب بالتأكيد على الكارثة وسيعيد بناء منازله"، مشيرا إلى أن عملية إعادة الإعمار عقب الزلزال تمثل أولوية قصوى للبلد الواقع في أمريكا اللاتينية.
من جانبه، شكر كوريا الصين لدعمها في مجال الإغاثة بعد الزلزال والتنمية الوطنية في الإكوادور، مضيفا أن البلد الواقع في أمريكا اللاتينية على استعداد لتعميق التعاون المربح للجانبين مع الجانب الصيني.
وفي وقت سابق من صباح يوم الجمعة، حضر الرئيسان معرضا للصور عن المساعدات الصينية لأعمال الإغاثة من الزلزال في الإكوادور، وأيضا افتتاح معمل مشترك في مقر الجهاز الوطني للاستجابة للكوارث في الإكوادور.
ولعب الجهاز الوطني للاستجابة للكوارث، الذي قامت شركات صينية بتطويره، دورا حيويا في أعمال الإغاثة عقب الزلزال الذي وقع في إبريل الماضي، وذلك من خلال معالجة فعالة لكمية هائلة من المعلومات وإرسال تعليمات بدون تأخير، مما ساهم في إنقاذ الكثير من الأرواح ومنع حدوث المزيد من الضرر.
وفي الوقت الحالي، هناك 16 مركزا تابعا للجهاز الوطني للاستجابة للكوارث في جميع أنحاء الإكوادور.
وفي مكالمة فيديو مع موظفي مركز الاستجابة للكوارث في بورتوفيخو في مقاطعة مانابي الساحلية، التي ضربها الزلزال، نقل الرئيس شي تحياته لشعب الإكوادور المتضرر من الزلزال نيابة عن الحكومة الصينية وشعبها.
وقال إن الحكومة الصينية ستواصل القتال جنبا إلى جنب مع الإكوادوريين، ومعا سيحققون النجاح في أعمال الإغاثة وإعادة الإعمار بعد الزلزال.
وقدمت الصين للإكوادور دعما ماليا قدره مليونا دولار أمريكي ومساعدات إنسانية أخرى تقدر بـ 9.2 مليون دولار أمريكي بعد الزلزال القوي. كما أرسلت الشركات الصينية التي تدير أعمالا تجارية في الإكوادور موظفيها ومواردها إلى المناطق المتضررة للمشاركة في الإغاثة من الكوارث والمساعدات الإنسانية.
وقال بابلو كوردوفا، أحد الناجين من الزلزال، "أريد أن أعرب عن امتناني القلبي للسيد الرئيس للمساعدات التي قدمها بلدكم للإكوادور".
وبقي كوردوفا محاصرا تحت أنقاض فندق بورتوفيخو، الذي كان يعمل فيه كمنظف عند وقوع الزلزال، لمدة 48 ساعة قبل أن يتم سحبه من قبل عناصر الجهاز الوطني للاستجابة للكوارث. وهو يعمل الآن في مركز بورتوفيخو التابع لجهاز الاستجابة للطوارئ.
وقال للرئيس الصيني، إنه "خلال كل هذا الوقت، لقد كنتم معنا".
وفي صباح يوم الجمعة، شاهد شي وكوريا أيضا عبر البث المباشر حفل مراسم وضع حجر الأساس لمستشفى جديد بُني بمساعدة صينية في مدينة تشوني الإكوادورية المنكوبة بالزلزال، لتحل محل تلك التي تضررت بدرجة كبيرة في الزلزال الذي وقع في إبريل الماضي، كما افتتحا محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية، والتي تم بناؤها من قبل شركة (سينوهيدرو) الصينية.
ولفت الرئيس كوريا إلى أن محطة "كوكا كودو سينكلير" الكهرومائية تعد الأكبر من نوعها في تاريخ الإكوادور، وإنها "تمثل ثمرة تعاون كبير بين الإكوادور والصين"، قائلا إن "هذا يوم تاريخي".
ومع طاقة إنتاجية تبلغ 1500 ميغاوات، فإنه من المتوقع أن تساعد المحطة في تحويل الإكوادور من بلد مستهلك للطاقة إلى بلد مصدر للطاقة النظيفة، الأمر الذي يساهم بدرجة كبيرة في التنمية الاقتصادية للبلاد.
وقد بدأ تشغيل أول أربعة من إجمالي ثمانية توربينات في المحطة في 13 إبريل، وذلك قبل ثلاثة أيام فقط من وقوع الزلزال، وظلت سليمة خلال الزلزال، وساعدت الطاقة التي ولدتها المحطة في الأعمال المحلية للإغاثة من الكوارث.
وفي خطابه، أشار الرئيس شي إلى أن تحديث الجهاز الوطني للاستجابة من الكوارث وإعادة بناء مستشفى تشوني واستكمال محطة كوكا كودو سينكلير للطاقة الكهرومائية سيعزز بشكل فعال قدرات الإكوادور في الوقاية من الكوارث ومقاومتها، وتحسين البنية التحتية العامة فيها.
ووفقا للرئيس الصيني، فإن تعزيز التعاون بين الصين والإكوادور يرجع إلى الإيمان الراسخ لكلا الجانبين في آفاق التنمية الخاصة بهما والفهم الكامل لفرص التنمية التي يوفرونها لبعضهما البعض.
وفي يوم الخميس، قامت الصين والإكوادور برفع مستوى علاقاتهما إلى شراكة إستراتيجية شاملة، وتعهدتا بتنفيذ مشاريع كبرى في مجالات النفط والغاز، والتعدين، والبنية التحتية، والحفاظ على المياه، والاتصالات والتمويل، واستكشاف فرص تعاون في مجالات الزراعة، والصناعات البتروكيماوية، وبناء السفن، وعلم المعادن والصناعات الورقية.
وقال الرئيس الصيني إن الصين مستعدة لتعميق التعاون مع الإكوادور وتحقيق التنمية المشتركة والعمل معا لصياغة فصل جديد ضمن الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما.
في الوقت نفسه، أقر كوريا بأن التعاون بين الإكوادور والصين قد ساهم في تحسين البنية التحتية في البلد الواقع في أمريكا اللاتينية، وتعزيز تنميتها في مجال الطاقة النظيفة، وكذا تدعيم خدمة الأمن العام في البلاد.
وقال إن كل هذا عاد بالفائدة على الشعب الإكوادوري.
وأيضا في صبيحة يوم الجمعة، وضع الرئيس شي إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لأبطال الاستقلال في كيتو.
وتعد الإكوادور هي المحطة الأولى في جولة الرئيس شي، التي تشمل ثلاث دول في أمريكا اللاتينية، حيث سيزور خلالها أيضا كل من بيرو وشيلي. وهذه هي الزيارة الثالثة له إلى أمريكا اللاتينية منذ توليه الرئاسة في مارس 2013.
كما سيشارك الرئيس الصيني في الاجتماع الـ 24 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في مدينة ليما، عاصمة بيرو، يومي 19 و20 نوفمبر الجاري.
ووصل شي إلى كيتو يوم الخميس في زيارة دولة، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس دولة صيني إلى الإكوادور خلال 36 عاما.