ليما 19 نوفمبر 2016 (شينخوا) قال السفير الصيني في بيرو جيا قوي ده إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لبيرو ستعمق الثقة السياسية المتبادلة وسترسخ الصداقة التقليدية بين البلدين فضلا عن كونها حدثا بارزا جديدا في تاريخ نمو العلاقات الثنائية.
كان شي وصل إلى بيرو امس الجمعة لحضور اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا-الباسيفيك (الابيك) بالاضافة للقيام بزيارة دولة للدولة الواقعة فى امريكا اللاتينية.
وأشار جيا إلى ان هذا العام يوافق ذكرى مرور 45 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وبيرو. وبفضل الجهود المشتركة على مر العصور، اتخذت العلاقات بين الصين وبيرو مسار التنمية السريعة والمستقرة وحققت انجازات ملحوظة في مختلف مجالات التعاون.
وأضاف السفير ان الثقة السياسية بين البلدين صلبة. وفي السنوات الأخيرة، شهدت الدولتان زيارات متكررة رفيعة المستوى ساعدت في تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتحسين آليات التعاون.
وتابع بقوله إن البلدين يعامل بعضهما البعض باحترام وحافظا على اتصال وثيق في الشؤون الدولية، مضيفا ان الجانبين حافظا على تنسيق وثيق في الاطر متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة والابيك.
ومشيرا إلى ان رئيس بيرو بيدرو بابلو كوشينسكي زار الصين في شهر سبتمبر الماضي، في أولى زياراته الخارجية منذ توليه منصبه، قال جيا ان تبادل الزيارات بين رئيسي البلدين خلال ثلاثة اشهر يعكس تماما المستوى العالي الذي وصلت إليه الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين.
والصين أكبر شريك تجاري لبيرو وكذا أكبر مقصد تصدير. كما ان بيرو من بين اوائل الدول التي تجري تعاونا في بناء قدرات الانتاج مع الصين، حسبما قال جيا.
كما أشار السفير إلى نمو الاستثمارات المتبادلة، حيث يتم تعزيز المشروعات الكبرى في مجالي الطاقة والتعدين بشكل مستمر، بينما امتد التعاون العملي لمجالات مثل البنية الاساسية والتصنيع. وتشتهر الهواتف المحمولة الصينية وكذا السيارات ومعدات البناء الصينية في بيرو، كما تجذب منتجات الافوكادو والعنب والالبكة عددا متزايدا من المستهلكين الصينيين.
وقال جيا ان التبادلات الثقافية بين البلدين حققت ثمارها أيضا، حيث يتمتع كلا البلدين بتاريخ طويل وثقافة رائعة واصبحت التبادلات بينهما في التعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والرياضة ومجالات أخرى نشطة بشكل متزايد.
وساعد وجود أربعة معاهد كونفوشيوس في بيرو فى دفع الكثيرين إلى تعلم اللغة الصينية. ففي نوفمبر الجاري، عقدت في بيرو سلسلة من الانشطة فى نهاية عام التبادل الثقافي بين الصين ودول امريكا اللاتينية والكاريبي.
وفيما يتعلق بإمكانات التعاون، قال جيا إن الدولتين متكاملتان بصورة كبيرة وتمران بمرحلة حاسمة من التحول الاقتصادي والتحديث الصناعي.
وقال السفير ان بيرو تنوع مصادر الانتاج وتسرع وتيرة التحول الصناعي. كما ان قدرات الانتاج الصينية الوفيرة تقدم امكانات ضخمة لتعزيز التعاون في مجالات مثل البنية الاساسية والطاقة والتعدين والصناعة.
وأضاف "علينا (الصين وبيرو) تحقيق الاستفادة القصوى من التكاملية لتعزيز التعاون الاستراتيجي وتعزيز ربط استراتيجيات التنمية ودفع التعاون في قدرات الانتاج قدما وتحديث ترتيبات التجارة الحرة. علينا بناء تعاوننا ليكون نموذجا للتعاون بين الاقتصادات الصاعدة والتعاون الجنوبي-الجنوبي."
وجذب النمو الاقتصادي القوي لبيرو وتحسن بيئتها القانونية والاستثمارية العديد من الشركات الصينية في السنوات الأخيرة. وأوضحت الحكومة الجديدة في بيرو بقيادة الرئيس كوشينسكي انها تولي اهتماما كبيرا لتنمية علاقاتها بالصين.
وقال جيا ان الصين عازمة على تسريع عملية النقل التكنولوجي إلى بيرو لمساعدتها في زيادة القيمة المضافة لصادراتها والاندماج في سلسلة القيمة العالمية بصورة أفضل.
وأضاف ان الصين وبيرو تمتلكان امكانات ضخمة في التعاون الثقافي أيضا. وتأمل بيرو ان يتضاعف عدد السياح الاجانب للبلاد خلال 5 سنوات في الوقت الذي يرغب الكثير والكثير من السياح الصينيين فى زيارة مدينة ماتشو بيتشو أو القلعة الضائعة في بيرو وشراء هداياها المحلية المتميزة. ومنذ وقت ليس ببعيد، منحت الحكومة في بيرو الصينيين اعفاء مشروطا لتأشيرة الدخول، ما يعزز التبادلات الشعبية والتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.