دمشق 20 نوفمبر 2016 (شينخوا) أعلنت دمشق ،اليوم (الأحد)، أن المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا طرح مقترحا بمنح شرق حلب والذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة ، إدارة ذاتية ولكنها رفضت المقترح لأنه "ينال من سيادة سوريا الوطنية".
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه مع المبعوث الأممي ، ان " فكرة الإدارة الذاتية في شرق حلب التي طرحها دي ميستورا مرفوضة جملة وتفصيلا وفيها نيل من سيادتنا الوطنية ".
وأضاف " نحن متفقون على ضرورة خروج الإرهابيين من شرق حلب ، بغض النظر عن الاختلاف على أعدادهم " ، لكنه استدرك قائلا " لا نقبل ان يبقى 275 ألف مواطن سوري رهينة 6 آلاف مسلح ".
ولفت إلى أن دمشق قدمت عرضا للمبعوث الأممي بشأن المسلحين في شرق حلب، قائلا "عرضنا على دي ميستورا مشروعا آخر بالنسبة للمسلحين في شرق حلب، فمن يرغب في البقاء يمكنه تسوية وضعه ومن يود الخروج فالطريق ممهد له".
واستطرد قائلا " قدمنا ثلاث فرص لهدن متتالية لإخراج الأهالي من أحياء حلب الشرقية ولم تسمح التنظيمات الإرهابية لهم بالخروج عبر المعابر الآمنة التي حددتها الدولة" ، مشيرا إلى أنه "من واجب الدولة السورية إنقاذ المواطنين من أن يكونوا رهائن للإرهابيين في حلب".
وأجرى وزير الخارجية السوري محادثات مع المبعوث الأممي ووفد مرافق له صباح اليوم في دمشق.
وقال المعلم "كنا نتوقع موعدا لاستئناف الحوار السوري السوري، ولكن لم نسمع منه ذلك".
ولم يصدر على الفور أي تعليق للمبعوث الأممي على تصريحات المعلم.
ووصل دي ميستورا صباح اليوم إلى دمشق في زيارة تستغرق يوما واحدا.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان المعلم استمع خلال استقباله دي ميستورا إلى "عرض حول الجهود والأفكار الراهنة في إطار إيجاد حل سياسي للازمة في سوريا".
وأفادت الوكالة الرسمية أن المعلم جدد الإعراب عن موقف الحكومة السورية بـ"أهمية العمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا عن طريق استئناف الحوار السوري السوري بقيادة سوريا ودون أي شروط مسبقة ودون تدخل خارجي".
وشدد المعلم على أن "الشعب السوري هو وحده من يمتلك قرار تحديد مستقبله ومصيره بما يحفظ وحدته الوطنية وسيادته على كامل الأراضي السورية".
كما أكد "استمرار الحكومة السورية في جهودها التي تبذلها في مكافحة الإرهاب وحماية جميع مواطنيها وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم انطلاقا من مسؤولياتها تجاههم بهدف تخفيف معاناتهم الناتجة عن ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة".
ودعا الأمم المتحدة إلى "إلزام الدول الداعمة للإرهاب باحترام قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب"، مشددا على "أهمية الدور الحيادي والمستقل للأمم المتحدة بعيدا عن أي تأثيرات وتدخلات تسعى من خلالها بعض الدول الإقليمية والدولية لفرض أجندتها الخاصة على الشعب السوري".
وتأتي زيارة دي ميستورا الى دمشق اليوم بعد أسبوع من زيارة قام بها إلى طهران التقى خلالها مع مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين جابري انصاري، لبحث الملف السوري.
وردا على سؤال حول التوغل التركي في الأراضي السورية ، قال المعلم ان " تركيا تتستر وراء إرهابيين في غزوها للأراضي السورية ، والدعم الذي تقدمه لهم لم يعد خافيا على أحد ويجب التعامل معهم بحزم ".
وشدد على " أننا لا يمكن أن نقبل بأي جندي تركي على الأراضي السورية .. والتركي الذي غزا الأراضي السورية معتد على كل شبر منها ".
وبدأت فصائل معارضة سورية مدعومة من انقرة ، في 24 أغسطس الماضي ، عملية عسكرية في الشمال السوري تحت اسم "درع الفرات" ، حيث انتزعت عدة قرى وبلدات شمال حلب اهمها جرابلس ودابق وصوران .
وتقدمت فصائل معارضة يوم الأحد الماضي حتى أصبحت على مشارف مدينة الباب ، وذلك عقب سيطرتها على بلدتي سوسيان وحزوان في ريف حلب في اطار عملية "درع الفرات".
واعلنت تركيا مرارا ، على لسان عدد من مسؤوليها ، ان العملية في شمال سوريا مستمرة حتى طرد تنظيم الدولة (داعش)، وازالة كل الأخطار التي تهدد أمن تركيا من على الحدود المشتركة.
وفيما يخص الموقف الروسي ، أكد المعلم أن هناك تنسيقا يوميا بين دمشق وموسكو في الميدان السياسي والعسكري، وأن موسكو تدين أي انتهاك للسيادة الوطنية السورية.
وعلى صعيد المعركة ضد (داعش) ، قال المعلم ان هناك مصالح مشتركة بين الجيشين السوري والعراقي لمنع تسرب إرهابيي داعش من الموصل إلى سوريا.
وأشار المعلم الى أن "أمريكا أرادت احتواء تنظيم داعش وليس القضاء عليه، وطيلة سنتين من غارات التحالف الدولي لم يتم القضاء عليه".
وبالنسبة لانتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، أوضح وزير الخارجية السوري أنه " من السابق لأوانه التنبؤ بما ستكون عليه السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الأزمة في سوريا ".
ولفت إلى أن "السياسة الأمريكية السابقة تجاه سوريا كانت خاطئة ، ومفتاح تصحيحها يكون عبر الحوار الروسي الأمريكي والتفاهم على أسلوب القضاء على الإرهاب".
وردا على سؤال حول التوقعات من الإدارة الأمريكية الجديدة ، قال المعلم "ما نريده من الإدارة القادمة ليس فقط إيقاف دعمها للإرهابيين، بل أيضا لجم الدول التي تدعمهم".
وفيما يتعلق بالشأن السوري المصري، رأى الوزير المعلم أن "هناك تقدما في الخطاب المصري نحو سوريا ، لكن لم يصل إلى محطة الآمال التي كنا نتوقعها أن تحصل ويجب أن تحصل.. وسوريا تتعاطف مع الجيش المصري الذي يحارب الإرهاب في سيناء".