بكين 11 ديسمبر 2016 (شينخوا) أشاد مسئولون وباحثون من انحاء مختلفة من العالم بالدور البناء والرائد الذى لعبته الصين فى منظمة التجارة العالمية منذ انضمامها للمنظمة قبل 15 عاما.
وتعد عملية انضمام الصين للكتلة التجارية الأكبر فى العالم قصة نتائج مثمرة للجميع، حيث عمل ذلك على تحقيق اسهامات غير مسبوقة للنمو المحلي والعالمي، وفقا لما قال الخبراء قبل الذكرى ال15 لانضمام الصين للمنظمة التى توافق اليوم (الاحد).
النمو فى الاقتصاد المحلي
قال بورتانسكي الكسي بافلوفيتش، استاذ الاقتصاد بالجامعة الوطنية الروسية، ان دخول الصين فى المنظمة لعب دورا هاما فى تنمية اقتصادها.
وأوضح ان الانضمام أزال العديد من الحواجز امام المنتجات الصينية لدخول السوق العالمية.
وقال كيث روكويل، مدير قسم المعلومات والعلاقات الخارجية بالمنظمة، فى مقابلة مع وكالة انباء ((شينخوا)) ان عملية الانضمام رفعت بشكل كبير مستوى التجارة الصينية.
"شاهدنا زيادة فى صادرات الصين بواقع 8 مرات ونصف المرة. كما ارتفعت الواردات بواقع 7 مرات. ولاحظنا ايضا زيادة الاستثمار الاجنبي الداخل إلى الصين على 100 مليار دولار فى كل من الاعوام الخمسة الماضية. كما تستثمر الصين الان بشكل اكبر واكبر فى الخارج"، وفقا لما قال.
ووفقا لجيمس لورنسيسون، نائب مدير معهد العلاقات الاسترالية-الصينية بجامعة سيدني للتكنولوجيا، فإن حصة الصين فى التجارة العالمية العام الماضي بلغت 14.6 بالمئة، ما يجعلها حتى الان الاولى عالميا من حيث التجارة.
وأوضح "اذا نظرت الى قطاعات الاقتصاد الصيني الاكثر فاعلية، فهي الاكثر ارتباطا بالتجارة الدولية."
الاسهام فى الاقتصاد العالمي
اسهم انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية، الذى سهل التجارة بين الصين وبقية دول العالم، بشكل كبير فى انعاش الاقتصاد العالمي الضعيف. كما ساعد فى اعادة تشكيل الوضع الاقتصادي العالمي، وفقا للخبراء.
وقال بول شيرد، نائب الرئيس التنفيذي وكبير الاقتصاديين فى ستاندرد آند بورز جلوبال، "اذا نظرت الى الارقام ستجدها مؤثرة جدا. بوضوح، تعد الصين مساهمة كبيرة فى الاقتصاد العالمي."
وقالت ليزا توهي، استاذة مشاركة فى قانون التجارة الدولية بجامعة نيو ساوث ويلز وعضو بمبادرة قانون الاعمال والاقتصاد الدولي للصين بالجامعة، "لدول مثل استراليا، فإن تحسين طرق الوصول الى الصين أمر مهم لان السوق الصينية مهمة جدا. وتعد المنظمة نقطة بداية للعلاقات بين الصين واستراليا وكذا لاتفاقيات التجارة. هناك الان اتفاقية تجارة حرة بين الصين واستراليا."
وقال جريشون ايكيارا، محاضر فى الاقتصاد الدولي بجامعة نيروبي، ان عضوية الصين فى المنظمة على مدار 15 عاما تمثل ليس فقط مرحلة التنمية الاقتصادية الاسرع لهذه الامة الشرقية العريقة، ولكن أيضا فترة مشاركة الصين لازدهارها مع بقية العالم.
وأوضح "قادت الاقتصادات المتقدمة الاقتصاد العالمي للعديد من العقود. وان الاقتصاد الصيني النامي يعيد تشكيل الوضع الاقتصادي العالمي بشكل تدريجي."
قائدة على المستوى الدولي
قبل انضمام الصين للمنظمة، كانت هناك مخاوف من ان القضايا ضد الصين ستكون كثيرة جدا لدرجة لا يتحملها النظام.
وقالت توهي "كانت هناك مبالغة فى هذه المخاوف، ولعبت الصين دورا نشطا جدا كطرف ثالث فى المنظمة، الامر الذى يعني انها تكون حاضرة ومراقبة فى النزاعات، ولكنها لم تكن نشطة بشكل خاص كخصم."
وأوضحت "الصين مواطنة دولية جيدة فيما يتعلق بالالتزام بقرارات منظمة التجارة العالمية."
ويقول المراقبون ان الصين، منذ انضمامها للمنظمة، خفضت التعريفات بهامش كبير، وحققت انجازات فى بناء نظام اقتصاد سوق.
وقال نيكولاس لاردي، زميل بارز بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، لشينخوا ان الصين لعبت دورا كبيرا جدا فى المنظمة، واستفادت الكثير من الدول والشركات والمستهلكين من زيادة انفتاح السوق الصينية.
وأوضح الباحث الروسي بورتانسكي ان التنمية الاقتصادية الصينية، بشكل خاص منذ انضمامها للمنظمة، واحدة من الظواهر الابرز فى القرن ال21.
وأضاف "حتى الآن، تعد الصين من بين الاعضاء الاكثر تأثيرا في المنظمة."