بكين 17 ديسمبر 2016 (شينخوا) انتهت القمة بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نحو لم يتوقعه آبي رغم رغبته القوية في لإحراز تقدم في القضية الاقليمية القديمة.
ويقول تشاو هونغ وي الأستاذ بجامعة هوسي ومقرها طوكيو "تكبدت حكومة آبي خسارة فادحة بشكل عام لأن معظم ما كان يتوقعه الجانب الياباني لم يتحقق".
ويضيف "توصلت محادثات آبي - بوتين لاتفاقية للتعاون الاقتصادي من ثماني نقاط. ولكن لم يتوصل الجانبان لحل لنزاعهما الإقليمي الذي كانت إدارة آبي تأمل في حله".
وكان آبي ،الحريص على ترك إرث دبلوماسي في حل النزاع الاقليمي بشأن الجزر الصغيرة الأربعة في المحيط الهاديء التي تطلق عليها اليابان الأراضي الشمالية بينما تسميها روسيا جزر الكوريل الجنوبية، يعلق آمالا عالية على القمة وتوقع إحراز بعض النتائج المملوسة.
وحاول رئيس الوزراء الياباني جاهدا الفوز بتنازلات من موسكو عن طريق مناورات دبلوماسية مختلفة ومنها اللعب بالورقة الاقتصادية واستضافة بوتين في فندق يطل على ينابيع ساخنة.
وسعيا لإذابة الجليد مع موسكو، لم يصر آبي على موقف بلاده السابق برفض التعاون الاقتصادي مع روسيا قبل إحراز تقدم في النزاع الإقليمي.
لكن بوتين تمسك بموقف متشدد من القضية كان هو الذى منع البلدين من توقيع معاهدة سلام رسميا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع آبي أمس الجمعة، أكد بوتين على شرعية سيطرة روسيا على الجزر الأربعة في اعقاب الحرب رغم اتفاقه على اهمية معاهدة السلام.
وقال بوتين "هناك قضايا أمنية. لدينا قاعدتان بحريتان في فلاديفوستوك تخرج منها سفننا للمحيط الهاديء..ونرغب أن يأخذ الجانب الياباني كل تلك المخاوف في الاعتبار".
وأضاف "سيكون من السذاجة التفكير في قدرتنا على حل تلك المشكلة بين عشية وضحاها"، مشيرا إلى أن الخلاف على الجزر لا يمكن حله في الوقت القريب.
ويقول لينغ شينغ قوانغ الأستاذ بمعهد أبحاث العلاقات الصينية اليابانية والأستاذ المتقاعد بجامعة مقاطعة فوكوي "اعتبرت اليابان القمة فرصة لحل النزاع الإقليمي على الجزر الاربعة بالمحيط الهادىء. لكن بوتين لم يوافق. ولم تحقق اليابان شيئا في هذا الصدد".
ويقول فاليري كيستانوف مدير مركز الدراسات اليابانية بمعهد الشرق الأقصى التابع للأكاديمية الروسية للعلوم انه لم تحدث انفراجة فيما يتعلق بمعاهدة السلام.
وأضاف "تلعب اليابان بالورقة الاقتصادية لتحقيق التقارب السياسي. وهذا واضح فالبلدان لم يخفيا حقيقة ان حزمة التعاون الاقتصادي تعكس رغبة آبي في استخدامها للتأثير على روسيا وبخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها روسيا".
ويعتقد آبي أن بوتين سيقدر يد العون التي قدمتها اليابان وسيوافق على تحقيق الأهداف المتعلقة بالنزاع الاقليمي لليابانيين. لكن روسيا تعتقد انه لا يمكن مقايضة ذلك بذلك فالأمر مختلف تماما.
وأثارت القمة حالة استياء بين العديد من اليابانيين الذين علقوا آمالا على حل القضية الإقليمية بسبب حماس آبي.
ويقول توشيهيرو نيكاي الأمين العام للحزب الديمقراطي الليبرالي الذى يتزعمه آبي في تصريحات للصحفيين بطوكيو "علينا أن نضع في الاعتبار أن معظم المواطنين محبطون".
وعلاوة على الاستياء المحلي، يحتاج آبي أيضا لإزالة عدم الارتياح الذي خلفته القمة على الحلفاء الغربيين، بحرص.
ولأنه أول زعيم بين قادة مجموعة السبع للدول الصناعية الذي يلتقي بوتين في زيارة رسمية منذ ضم القرم لروسيا في 2014، فقد آثار آبي غضب الولايات المتحدة اكبر حلفاء اليابان. وهناك خلاف بين واشنطن وموسكو بشأن سوريا والقرم رغم ان دبلوماسيين يابانيين حاولوا تهدئة المخاوف الأمريكية.
وأعربت واشنطن عن استيائها من قمة آبي- بوتين في عدد من المناسبات خلال شهر نوفمبر كما اعربت عن قلقها ازاء الرسالة الخاطئة التي قد يرسلها اللقاء بأن مجموعة السبع ليست متحدة تماما في الضغط على موسكو.