زيورخ، سويسرا 14 يناير 2017 (شينخوا) تواجه الصين الآن فرصة حقيقية ومسؤولية كبيرة للإضطلاع بدور قيادي على المستوى الدولي، وفقا لما علق رجال أعمال سويسريون قبيل زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى سويسرا وحضور الاجتماع الـ47 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وقال أندريس دينر، نائب رئيس الجمعية الصينية -السويسرية وشريك في شركة خاصة في المشاريع العقارية المستدامة في سويسرا، " إنه لأمر جيد أن نرى الرئيس شي يأتي إلى هنا ويقول إن الصين ترغب في الاستمرار في العمل مع المؤسسات الدولية وتريد أن تكون جزءا من المجموعة القيادية من أجل دفعها حقا إلى الأمام".
وأضاف لوكالة ((شينخوا)) " آمل أن يعزز ذلك القوة الإيجابية في العالم. دعونا نستغل ذلك حقا ونحفز الأخرين على المشاركة".
وقال دينر إن " العالم كان مكانا جيدا عندما كان لدينا الانفتاح والتبادل والاحترام المتبادل، لكن المنحى في الوقت الحاضر نحو الحمائية والشعبوية يذهب تماما في الاتجاه الأخر... ما يجعل العالم كله أقل قابلية للتنبؤ".
وقال رجل الأعمال ، الذي عمل في السابق رئيسا لقسم التسويق في شركة شندلر للمصاعد السويسرية في الصين، إنه يعلق آمالا كبيرة على حضور شي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وتابع: " في دافوس الناس يتحدثون مباشرة مع صانعي القرارات والزعماء. إنها فرصة عظيمة لإقتاع الآخرين بالعمل معا على قضايا مثل إبقاء العالم مكانا مفتوحا وحماية البيئة..الخ. وإنني آمل حقا أن يقنع شي بعض الناس بالعمل معا معه".
وفي مقالة موقعة باسمه نشرت في نسخة الجمعة من صحيفة ((نويه تسوريشر تسايتونغ)) قال شي إن اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي يمثل فرصة جيدة لتعزيز الثقة في الإرتقاء الى التحديات وإعادة تنشيط النمو الاقتصادي العالمي، معربا عن تطلعه إلى إجراء تبادلات صريحة ومعمقة مع المشاركين.
وأضاف شي الذي سيزور وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف ولوزان خلال زيارته لسويسرا، " إننا نلتقي في وقت يسوده القلق حول آفاق الاقتصاد العالمي، والإرتداد المتزايد عن العولمة الاقتصادية، والتصاعد في الشعبوية والحمائية التجارية. هناك دعوة قوية لإعادة النظر وتغيير المسارات الحالية للتنمية ونظم توزيع الثورة ونماذج الحوكمة".
وبالنسبة لدييغو سالميرون، الخبير السويسري في مجال التخطيط المكاني والبيئي بخبرة عملية واسعة في البلدان الآسيوية، من بين أهم شواغله هو تحسين الحوكمة العالمية للبيئة مع تحسين التنسيق.
وقال " هناك إرادة قوية للحفاظ على زخم العولمة ومواجهة تحديات البيئة. المنظمات الدولية والجهات الفاعلة الأخرى لا تزال تروج لعالم مستدام مع حوكمة عالمية مستدامة"، داعيا إلى بذل جهود منسقة.
وقال الخبير، الذي عمل في العديد من المشاريع التنموية المستدامة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية " إن ما نحتاحه هو تنسيق أفضل، السؤال هو من الذي سيقوم بهذا التنسيق. تلك هي قضية الحوكمة. الحوكمة العالمية الجيدة تحسن التنسيق بين القطاعات والواجبات المختلفة على مستوى عالمي. إننا بحاجة الى مؤسسات تتحمل المسؤوليات، سلطة تنفيذية معينة، ووسائل مالية للقيام بهذه المهمة المنسقة بطريقة سليمة".
وبالنسبة للتحديات والمسؤوليات التي تواجهها الصين الآن، قال سالميرون إن الصين صارت لاعبا عالميا مهما في القضايا البيئية.
وقال " الصين تواجه بالفعل تحديات عواقب التدهور البيئي. وكلاعب عالمي في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يتعين على الصين أن تتحمل مسؤوليتها العالمية لحماية البيئة".
وقال الخبير إن " الاتجاه العام يظهر أن الصين في الوقت الحاضر تركز على الكيف أكثر من الكم. وكل هذا يتوقف على كيفية تعامل الصين مع التفاصيل".
وأضاف " اذا اثبتت الصين أنها تستطيع أن تتغلب على هذه التحديات، يمكن أن تصبح بالفعل لاعبا عالميا في الحوكمة العالمية للبيئة".
وحول العلاقات بين الصين وسويسرا، قال عمدة زيورخ السابق ورئيس الجمعية السويسرية ــ الصينية توماس واغنر، إن مقالة الرئيس شي تطلعية وديناميكية جدا كما أنها محفزة وآسرة.
وأضاف أن " الشراكة الاستراتيجية المبتكرة والتعاون الوثيق هي الأساس لتعزيز التفاهم المتبادل والتقدم والتحسين، من أجل التنمية الاجتماعية وحماية البيئة، ومن أجل السلام في كوكبنا الجميل الحساس المعرض للخطر".