برن 16 يناير 2017 (شينخوا) مع بدء الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة دولة إلى سويسرا يوم الأحد، استقبلت الدولة الأوروبية ضيف الشرف الصيني بحفاوة بالغة، وهو ما يدل على توقعات برن العالية لهذه الزيارة ومقدار الأهمية التي توليها للعلاقات الثنائية.
-- حفلا استقبال
وفي مراسم ترحيب عقدت بالقصر الاتحادي في البلدة القديمة التاريخية في برن من قبل الأعضاء السبعة للمجلس الاتحادي السويسري، أشار الرئيس الصيني إلى أنه يتطلع إلى تدعيم الصداقة وتوسيع التعاون بين الصين وسويسرا.
وقال إن "زيارتي تهدف إلى تدعيم صداقتنا وتوسيع تعاوننا وتعزيز السلام والتنمية جنبا إلى جنب مع الجانب السويسري".
وأضاف الرئيس شي "إنني أتطلع إلى إجراء محادثات مع الجانب السويسري حول تعميق تعاوننا العملي في مختلف المجالات وإثراء معنى شراكتنا الإستراتيجية المبتكرة".
وخلال الزيارة، من المقرر أن يحضر الرئيس الصيني أيضا الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس، ويزور مقرات مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ومنظمة الصحة العالمية في جنيف، واللجنة الأولمبية الدولية في لوزان.
وسيلقي خطابا هاما في منتدى دافوس اليوم (الاثنين)، وخطابا آخر بمقر مكتب الأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء ، وسيكون شي أول رئيس صيني يحضر اجتماع دافوس.
وقال شي "أتمنى من خلال حضور الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي وزيارة المنظمات الدولية التوصل إلى توافق مع كافة الأطراف حول الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة وتسوية القضايا العالمية الرئيسية في ظل الوضع الراهن، وبالتالي توفير طاقات إيجابية للمجتمع الدولي".
وفي كلمتها بمراسم الترحيب، قالت الرئيسة السويسرية دوريس ليوتار إن بلادها شريك جدير بالثقة بالنسبة للصين.
وأعربت أيضا عن استعداد الجانب السويسري لبحث التعاون مع الصين لتعزيز مبادرة الحزام والطريق وتقوية الاتصال والتنسيق في إطار الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف.
كما قدمت الرئيسة السويسرية تهنئتها إلى الرئيس الصيني والشعب الصيني بمناسبة اقتراب العام القمري الصيني الجديد والمعروف باسم عيد الربيع الذي يصادف 28 يناير هذا العام.
ومن المقرر أن يعقد الرئيسان محادثات رسمية اليوم (الاثنين).
وفي وقت سابق من يوم الأحد عندما هبطت طائرة الرئيس الصيني في مطار زيوريخ، جرت مراسم استقبال للرئيس شي وزوجته بنغ لي يوان على السجادة الحمراء من قبل الرئيسة ليوتار وزوجها رونالد هاوسين.
وفي خطاب مكتوب ألقاه لدى وصوله، استعرض الرئيس شي بإيجاز التبادل والتعاون الودي بين الجانبين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 67 عاما.
وقال "أتمنى من خلال زيارتي أن نعمق الصداقة التقليدية بين الشعبين، وأن نوسع تعاوننا العملي في مختلف المجالات، وأن نثري معنى شراكتنا الإستراتيجية الابتكارية، وأن ندفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد، وأن نقدم إسهامات إيجابية بشكل مشترك لتعزيز التعافي الاقتصادي العالمي".
-- دردشة أثناء تناول الشاي على متن قطار
وبرفقة ليوتار، توجه شي إلى برن بواسطة قطار خاص بالحكومة السويسرية، حيث أجرى الرئيسان محادثة قصيرة أثناء الاستمتاع باحتساء الشاي في طريقهم نحو العاصمة.
وأثناء تواجده على متن القطار، أشاد الرئيس الصيني بالشراكة بين الصين وسويسرا بوصفها نموذجا للعلاقات بين الدول ذات الأحجام المختلفة.
كما أعرب الرئيس الصيني أيضا عن تقديره لالتزام ليوتار على مدى أعوام بتعميق التعاون الثنائي في جميع المجالات.
وقال الرئيس شي "خلال هذه الزيارة، أود الدخول في محادثات عميقة مع الرئيسة ليوتار والقادة السويسريين الآخرين، لإثراء شراكتنا وتعزيز تعاوننا في جميع المجالات".
وأضاف أن الصين، التي تتقاسم وجهات نظر مماثلة مع سويسرا حول العديد من القضايا الدولية، ترغب في العمل مع الدولة الأوروبية لتعزيز التنسيق في الشؤون الدولية.
ومشيرا إلى أن الصين تشجع المزيد والمزيد من السياح الصينيين على السفر إلى سويسرا، قال الرئيس شي إن الصين، التي ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2022، على استعداد لتعزيز التعاون مع سويسرا في تطوير الرياضات الشتوية.
من جانبها، أعربت ليوتار عن شكرها للرئيس شي لاختيار بلادها كوجهة لأول زيارة دولة له في عام 2017، قائلة إن هذا القرار يعكس الأهمية التي توليها الصين لسويسرا.
وقالت إن سويسرا على استعداد لدفع التعاون مع الصين قدما في مختلف المجالات.
وأوضحت أن الصين دولة مؤثرة في العالم، مضيفة أن المجتمع الدولي يتطلع إلى سماع عرض الرئيس شي لسياسات الصين في المنتدى الاقتصادي العالمي كون العالم يواجه حاليا العديد من الشكوك.
وخلال المحادثة، تبادل الرئيسان وجهات النظر حول قضايا مثل مبادرة الحزام والطريق والتنمية الخضراء. واتفقا على مواصلة تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والابتكار، والارتباطية، وبناء البنية التحتية، والطاقة النظيفة، والتبادلات على المستوى الإقليمي .
وتتمتع الصين وسويسرا بتبادلات وأنشطة تعاون طويلة الأمد، ففي عام 1950، أصبحت سويسرا من أوائل الدول الغربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية المؤسسة حديثا. وفي بداية هذا القرن، كانت سويسرا من أوائل الدول الأوروبية التي اعترفت بوضع اقتصاد السوق الكامل للصين.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت سويسرا أول دولة في القارة الأوروبية تقوم بإبرام وتنفيذ اتفاقية تجارة حرة مع الصين.