بكين 24 يناير 2017 (شينخوا) بعد ان اختتم زيارته المبهجة لمنتجع دافوس الذي تغطيه الثلوج في سويسرا، سافر الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس (الاثنين) الى منطقة تشونغلي للتزلج في مقاطعة خبي بشمال الصين لتفقد الاستعدادات للالعاب الاوليمبية الشتوية 2022 في بكين.
ومن المنتدى الاقتصادى العالمي إلى الموقع الرياضي العالمي المثير للحماس، لم تتغير الروح التى يحملها الرئيس الصيني وهى المشاركة والانفتاح والفاعلية والاستدامة.
قال توماس باخ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية إن شي "أظهر التعاون الممتاز بين الصين واللجنة الاولمبية الدولية،" في زيارة تاريخية إلى مقر اللجنة في لوزان، سويسرا الاسبوع الماضي، ما أضاف صفحة هامة لدبلوماسية شي الرياضية.
وكان الرئيس الصيني منشغلا بالفعل في نقل الحكمة والاقتراحات الصينية للعالم عن طريق منصات متعددة الاطراف وخاصة منذ العام الماضي.
وفى سبتمبر الماضي، استضاف شي قمة مجموعة الـ20 في هانغتشو تحت عنوان "نحو اقتصاد عالمي مبتكر وقوي ومترابط وشامل" وحدد شي سياسات الصين حول الحوكمة العالمية وحلول للتعافي الاقتصادي العالمي في سلسلة من الخطابات.
وفي شهر أكتوبر حضر شي في جوا بالهند قمة مجموعة البريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا وشارك في إصدار اعلان مشترك يتعهد بتعزيز دور مجموعة الاسواق الناشئة في نظام الحوكمة العالمية.
وفي شهر نوفمبر، حث شي الدول الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا- الباسيفيك (ابيك) على الالتزام بدفع العولمة الاقتصادية بتدابير قوية في خطابه الذى القاه في اجتماع قادة اقتصاديين للابيك في بيرو.
وقال فان يونغ بنغ استاذ في المعهد الصيني بجامعة فودان ان "الصين تهدف الى معالجة مشاكل عدم المساواة والشمولية وعدم الكفاءة في عملية العولمة السابقة وتقديم منتجات حوكمة اقتصادية افضل للعالم."
وأضاف فان انه "منذ قمة مجموعة الـ20 التي تم عقدها في هانغتشو العام الماضي، استمعنا بشكل أكبر لصوت الصين الرزين والعقلانى والبناء في الوقت الذي لم يكن فيه أي طرف على استعداد لتولي دور قيادي."
وفي زيارة يقوم بها لسويسرا وحضور اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في شهر يناير 2017، ضخ شي بعض الثقة المطلوبة بشكل كبير في تنمية الاقتصاد العالمي فى ظل النمو البطيء وتنامى المشاعر المناهضة للعولمة.
وفى تحليل للاسباب الأساسية لتباطؤ الاقتصاد العالمي والمشاكل التي أصبحت من أجلها العولمة كبش فداء، اشار شي إلى الافتقار لقوى دافعة قوية للنمو العالمي والحوكمة الاقتصادية العالمية غير المناسبة والتنمية العالمية المتفاوتة.
وأكد الرئيس على أهمية تطوير نموذج للنمو مدفوع بالابتكار النشط ونموذج للتعاون المنفتح ومتبادل النفع الذي يتمثل فى منهج منسق بشكل جيد ومترابط ونموذج للحوكمة العادلة والمنصفة تماشيا مع اتجاه العصر، ونموذج للتنمية المتوازنة والعادلة والشاملة.
وتعهد شي بأن تنمية الصين ستستمر في تقديم فرص لمجتمعات الاعمال في دول أخرى مع تزايد مطرد للاستثمارات واتفاقية تجارة حرة موثوقة ومشروعات متبادلة النفع مثل مبادرة بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، المعروف بمبادرة الحزام والطريق.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى بناء شبكة تجارة وبنية اساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على طرق الحرير التجارية القديمة. وحصلت على دعم من ما يزيد على 100 دولة ومنظمة دولية.
واستدعى جاك ما، المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة ((علي بابا))، الخطابات التي ألقاها شي في اجتماعات الابيك في الفلبين عام 2015 وقمة مجموعة الـ20 التي تم عقدها في هانغتشو عام 2016 والان فى قمة دافوس لعام 2017، قائلا إنه لاحظ دور الصين الناضج المتزايد في الساحة العالمية ودورها القيادى المتنامى وتحملها المسؤولية كدولة كبيرة.
وقال ما لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان "موهبة وبصيرة الرئيس شي مثيرة للاعجاب. لقد شهد اليوم من المستقبل وشهد الصين من خلال العالم."
ولم تكن زيارة شي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف الاسبوع الماضي، التى اوضح خلالها مفهوم بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، اول زيارة يقوم بها رئيس صيني في القرن الـ21 فقط ولكن كانت خطوة مهمة ايضا لدبلوماسية الصين متعددة الاطراف.
واعرب بيتر تومسون، رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة الـ71 وأنطونيو غوتيريس أمين عام الامم المتحدة عن استعداد الامم المتحدة لمشاركة الصين في دعم السلام والتنمية عالميا وتحقيق هدف بناء مجتمع ذى مستقبل مشترك للبشرية، بعد الخطاب الذى القاه شي في جنيف.
وبعد الجولة الدبلوماسية متعددة الاطراف الناجحة فى بداية العام الحالى، يواصل الرئيس الصيني الاستعداد لاستضافة مجموعة من المنتديات ذات الاهمية العالمية، بينها منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين في شهر مايو القادم وقمة قادة البريكس التاسعة في مدينة شيامن الساحلية بجنوب شرق الصين في شهر سبتمبر المقبل.