بكين 27 يناير 2017 (شينخوا) فى الوقت الذى ينشغل فيه معظم الصينيين بالاستعداد لمهرجان الربيع، فإن الرئيس الصينى كان يزور هذا الأسبوع الأراضى المعشوشبة المغطاة بالجليد فى شمال الصين ويواجه العدو الرئيسى للبلاد .
وللعام الخامس على التوالى كانت الجولة التفقدية للعام الجديد للرئيس شى جين بينغ فى الخطوط الأمامية لحرب الصين على الفقر .
وفى هذه المرة فان ميدان المعركة كانت دهشنغ وهى قرية صغيرة فى محافظة تشانغبى بمقاطعة خبى .
وكانت قرية تشانغبى التى تقع على بعد 200 كم شمال بكين والتى تركت فى الخلف أثناء الاندفاع بغير تردد نحو الثراء فى أعقاب عقود من الإصلاح الاقتصادى ، قد صنفت على أنها محافظة محرومة منذ 2013 ،حيث لايزال يعيش ثمن سكانها على أقل من دولار واحد فى اليوم حتى أكتوبر من العام الماضى .
وقال شى للقرويين فى دهشنغ قبل أيام من العام الجديد الصينى التقليدى "إن محاربة الفقر مهمة جوهرية فى بناء مجتمع معتدل الرخاء على نحو شامل " .
وتكافح الصين من أجل أن تصبح مجتمعا ينعم برخاء معتدل على نحو شامل "شياوكانغ"، بحلول عام 2020 أى قبل حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى .
وهناك هدف مفاده ضمان أن الذين لم ينتشلوا بعد من ربقة الفقر وهم حوالى 45 مليون مواطن بنهاية عام 2016 يمكن أن يحتلوا موقعهم المستحق كمواطنين فى مجتمع الرفاه مع بقية الأمة .
وبتعبير شى " يجب ألا نترك أحد خلفنا ".
وبرغم أن كلمات شى لا تنحرف عما قيل فى مناسبات سابقة، فإن التوقيت مع ذلك منحها وزنا أثقل .
وقد تبنى القادة الصينيون تقليدا جديدا بزيارة مواطنين عاديين فى كلا من المناطق الحضرية والريفية قبل مهرجان الربيع .
وزار شى نفسه مقاطعة قانسو وبكين فى أوائل 2013 ومنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم فى 2014 ومقاطعة شنشى بشمال غرب الصين فى 2015 ومقاطعة جيانغشى بشرق الصين فى 2016 .
كما ان معظم الاماكن التى زارها خلال موسم الاعياد كانت فى حالة عزلة عن التنمية نسبيا .
وقال شيه تشون تاو البروفيسور بمدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى إن زيارات شى فى العام الجديد اكدت الالتزام الكبير لدى القيادة الحالية بتنفيذ خطة ""شياوكونغ".
وقد ردد كلماته , شو ياو تونغ من أكاديمية الحوكمة الصينية .
وقال شو " ان شى هو الشخصية الأولى والرئيسة المعنية ب"شياوكونغ"لكل أبناء الشعب الصينى " .
وبالاضافة الى الجولة التفقدية ،ناقش شى موضوع تخفيف حدة الفقر مع مشرعين وطنيين خلال جلسات مارس السنوية للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى .
وإن الخطة الخمسية الثالثة عشرة للبلاد التى تحدد الأولويات الخاصة للتنمية الوطنية من عام 2016 الى عام 2020 تقترح ايضا دعم القرى الفقيرة لتطوير منتجات ذات علامات تجارية وخدمات .
وفى اوائل ديسمبر نشر دليل يدعو الى تعزيز التعاون بين المناطق الشرقية المتقدمة والمناطق الغربية الاقل تقدما من اجل تقريب فجوة التنمية الاقليمية والوفاء باهداف تخفيف حدة القفر لعام 2020 .
وبالفعل فإن كل هذه الجهود ترجمت إلى علامات مشجعة للإنجازات . وشهدت الصين تناقص عدد سكانها الريفيين الذين يعيشون فى فقر من 770 مليونا الى 55.75 مليون بين 1978 و2015 .
تجدر الاشارة الى ان 10 ملايين شخص آخر تخلصوا من ربقة الفقر العام الماضى وتهدف الصين الى مساعدة مالا يقل عن 10 ملايين شخص على الانضمام الى مجتمع الموسرين هذا العام .
وفى تشانغبى وحدها تم رفع 20700 من بين سكانها البالغ عددهم 372000 نسمة من الفقر فى عام 2016. وبفضل برنامج رئيس لتخفيف حدة الفقر ،تتلقى المحافظة الدعم بما فى ذلك إجراءات تعزيز المنتجات الزراعية المربحة والصناعات الصاعدة مثل الطاقة الشمسية .
لكن كما أقر شى نفسه فى خبى هذا الاسبوع " فإن تخفيف حدة الفقر يزداد صعوبة وهو يتقدم إلى النهاية".
وبرغم ذلك فقد أصر على أن سلطات الحزب المحلية والحكومية يتعين أن تتأكد من أن الجميع قد أخرجوا من الفقر فى "الوقت المحدد " .
وشدد على أهمية التأكد من ان كل اسرة فقيرة لديها برنامج لزيادة دخولها وان كل فرد لديه طريقة للتخلص من فقره .
وأشار الرئيس إلى أن إعادة التوطين تمثل نهجا إضافيا هاما فى مكافحة الفقر، وابرز دور التعويض البيئى الذى لن يساعد فحسب فى تحسين البيئة الايكولوجية ولكن فى تعزيز الدخول ايضا.
وفى تشديده على أهمية التعليم فى تخفيف حدة الفقر، قال شى " إن ضمان حصول الأطفال فى الأسر الفقيرة على تعليم عالى النوعية يعد حلا جوهريا للفقر " .
وقال شيه تشون تاو " اذا ما قارنا تنمية الصين بدلو خشبى فإن كمية الماء التى يستطيع الدلو أن يحملها تحددها أقصر ألواحه"، مضيفا أن الفقر واحد من أقصر الالواح.
وأضاف أن"الرئيس شى أوضح الطريقة التى نصلح بها هذه الألواح القصيرة ".
الخبر المتعلق: