(شينخوا/رويترز JONATHAN ERNST )
دمشق 30 يناير 2017 ( شينخوا ) أكد بعض الخبراء والمحللين السياسيين في سوريا اليوم ( الاثنين ) أن المناطق الآمنة التي اقتراحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقامتها في سوريا ، يجب أن تكون لحماية المدنيين ، وخالية من المجموعات الإرهابية المسلحة ، بموافقة الحكومة السورية ، مشيرين إلى أن الأولوية لدى الولايات المتحدة الامريكية هي الأن القضاء على تنظيم ( داعش ) وليس تغيير الحكم في سوريا .
وقال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفق والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على دعم إقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن.
ونشرت بعض وسائل الاعلام نقلا عن بيان صادر عن البيت الأبيض جاء فيه، أن الرئيس ترامب طلب في اتصال هاتفي يوم أمس "الأحد" ذلك ، ووافق الملك سلمان على دعم مناطق آمنة في سوريا واليمن، فضلا عن دعم أفكار أخرى لمساعدة كثير من اللاجئين الذين شردتهم الصراعات المستمرة.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب، تعهد في 15 من ديسمبر الماضي ، بإنشاء مناطق إنسانية آمنة في سوريا ومطالبة دول الخليج بتمويل هذا المشروع.
وتابع البيان أن ترامب أثار أيضا "فكرة دعم مناطق آمنة للاجئين الذين شردهم الصراع في المنطقة" وإن ولي العهد السعودي وافق على دعم هذه المبادرة.
وأوصى الرئيس الأمريكي وزارتي الخارجية والدفاع بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين في سوريا والدول المجاورة في غضون 90 يوما ، يمكن فيها للمواطنين السوريين النازحين انتظار توطين دائم، مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث.
ومن جانبه قال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف، اليوم الاثنين، إنه في حال كان هدف واشنطن من فكرة المناطق الآمنة في سوريا هو تخفيف عبء استقبال اللاجئين على الدول المجاورة، فهي مبادرة ممكنة التطبيق مع ضمان موافقة السلطات السورية عليها.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإريتري عثمان صالح، في موسكو، "فيما يخص فكرة إقامة مناطق آمنة في أراضي سوريا، فنحن سنستوضح حول هذا الموضوع، في إطار حوارنا مع الشركاء الأمريكيين".
وأوضح الوزير الروسي أن الإدارة الأمريكية الجديدة تطرح هذه الفكرة بصيغة تختلف عن "الأفكار التي سبق أن طُرحت في المراحل الماضية للأزمة السورية، وأعني هنا الأفكار الخاصة بإنشاء منصة معينة في الأراضي السورية لإنشاء حكومة بديلة واستخدامها كمنصة انطلاق لإسقاط النظام".
وبدوره حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الاثنين من أي محاولة لإقامة مناطق آمنة من دون التنسيق مع الحكومة السورية ، معتبرا انه عمل غير آمن ويشكل خرقا للسيادة السورية.
وتأتي تصريحات المعلم ردا على إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة عزمها إقامة مناطق امنة في سورية.
وقال الباحث والمحلل السياسي السوري أسامة دنورة إن " المنطقة الآمنة تنشأ بهدف حماية المدنيين ، وإذا كان هناك نية لدى حكومة ترامب لتنفيذ مثل هكذا مشروع ضمن منظور مناطق تضمن أمن المدنيين ، فإن الجانب الروسي مستعد لمناقشة الموضوع على أن يكون ذلك بموافقة الحكومة السورية " .
وأضاف المحلل السياسي دنورة في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق إنه " يجب أن يكون هناك تفاهم ما بين الروس والامريكيين حول هذا الموضوع ومثل هذا التفاهم سيفضي بكل تأكيد إلى أن لا تكون هذه المناطق في حال تنفيذها موجود فيها مجموعات إرهابية " .
وأشار دنورة إلى أن " المجموعات الإرهابية هي الخطر الأولى على حياة المدنيين وحرياتهم وآمنهم الاقتصادي والاجتماعي والذاتي " ، مؤكدا على ضرورة " استئصال المجموعات الإرهابية من مناطق وجود تنفيذ مثل هذه المناطق الآمنة إذا أريد لها ان تكون آمنة " ، لافتا إلى أن هذه المناطق الآمنة " يجب أن لا تزعزع أمن واستقرار الحكومة في دمشق " .
وأكد أن الرئيس الأمريكي ترامب صرح عدة مرات أثناء حملته الانتخابية أنه لن يضع الأولوية في محاربة الحكم في دمشق وانما الأولوية لمحاربة تنظيم ( داعش ) .
(شينخوا/رويترز JONATHAN ERNST)
وأوضح المحلل السياسي السوري دنورة أن هذا الاقتراح الأمريكي جاء في سياق القرارات التي وقعها الرئيس الأمريكي ترامب مؤخرا ، ومنها منع مواطنين من سبع جنسيات عربية وإسلامية من الدخول إلى الولايات المتحدة الامريكية ، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي كان لزاما عليه أن يظهر، انه اذا كان سيمنع دخول اللاجئين إلى دول الغرب وأوروبا و أمريكا ، فأنه سوف يؤمن البديل ومن هنا طرح المناطق الآمنة .
وحذر دنورة من أن المناطق الآمنة إذا لم تكن بهدف حماية المدنيين فالمنطقة ستتعرض لخطرين الأول "وهو احتمال وجود صدام دولي ما بين الطرف الروسي والحلفاء والطرف الغربي ، والثاني ستتعرض الولايات المتحدة لغزوات على غرار ما حدث معها في العراق ، فستدخلها في حرب استنزاف إلى ما لا نهاية " .
وبدوره اتفق عماد فارس وهو محلل سياسي سوري آخر مع ما قاله دنورة أن المناطق الآمنة إذا كانت لحماية المدنيين من خطر المجموعات الإرهابية المسلحة فهي شيء ايجابي ، داعيا إلى ضرورة موافقة الحكومة السورية باعتبارها صاحبة الأرض .
ورفض المحلل السياسي فارس أن تكون المناطق الآمنة التي كان يروج لها في السابق والتي تهدف إلى حظر الطيران ومنع دخول الحكومة السورية اليها .
في حين اعتبر الدكتور حيان سلمان وهو محلل سياسي آخر أن المناطق التي طرحها الرئيس الأمريكي ترامب تندرج في إطار " الدعاية الإعلامية للولايات المتحدة الامريكية " ، مؤكدا أن الولايات المتحدة الامريكية تريد أن ترسل رسالة بأنها ما زالت موجودة .
وأعرب المحلل السياسي سلمان أن تتحول سوريا كلها إلى منطقة آمنة بالمفهوم السوري وبالمعنى الأممي .