ليما 28 فبراير 2017 (شينخوا) إن القرارات المتعلقة بالسياسات التي ستتخذها أعلى هيئة تشريعية وأعلى جهاز استشاري سياسي في الصين لها تأثير على العالم بأسره، هكذا قال مراقبان سياسيان بارزان من بيرو.
وتحدث الصحفي مانويل تومي والصحفية جينفر سالازار المتخصصان في الشؤون الصينية منذ فترة طويلة، إلى وكالة أنباء ((شينخوا)) في الفترة التي تسبق الدورة السنوية الخامسة المرتقبة للمجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب الصيني والدورة الخامسة للمجلس الوطني الـ12 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني المقرر عقدهما في مطلع مارس.
وقال تومي إن الدورتين السنويتين "هامتان ليس للصين فحسب، وإنما للعالم أيضا"، حيث "تعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأى قرارات تعتمدها الدورتان سيكون لها تأثير على الكيفية التي سيمضى بها الاقتصاد العالمي".
وأكدت سالازار من المعهد البيروفي للإذاعة والتليفزيون على أهمية الدورتين في استعراض السياسات وفي إفساح المجال لآراء مختلف القطاعات السياسية.
وذكرت سالازار أن "أهمية هاتين الدورتين واضحة، ليس فقط لما تمثلانه من حيث تحليل قضايا مثل الأمن والتلوث وتطبيق السياسات الريفية والتكنولوجيا من بين أشياء أخرى، وإنما أيضا لكون هاتين الدورتين تشكلان منصتين لمشاركة مختلف المجموعات السياسية".
وقالت سالازار "إنها تجمع بين أفكارهم وقراراتهم ومعاييرهم حتى يتسنى لهم العمل جميعا معا تجاه تقدم الصين"، مضيفة أنه "من الأهمية بمكان التأكيد على أنه من المفهوم أن السياسات في خدمة الشعب وليس المصالح الخاصة".
-- العلاقات الثنائية تشهد تقدما
وأشار المراقبون إلى أن صناع القرار في الصين سوف يتناولون مسائل السياسات الداخلية والخارجية بما في ذلك علاقات بلادهم مع أمريكا اللاتينية.
وقالت سالازار إن "مصلحة الصين من تدعيم العلاقات الثنائية مع المنطقة واضحة"، مشيرة إلى أن هذا البلد الآسيوي لديه "صفقات كبرى من المواد الخام مع دول مثل فنزويلا من أجل نفطها وبيرو من أجل النحاس والأرجنتين من أجل فول الصويا، وذلك على سبيل المثال لا الحصر".
وأعربت عن أملها في أن تواصل الصين المضى على خط تدعيم العلاقات التجارية مع المنطقة، مثلما فعلت في عام 2016، ومواصلة تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات أخرى مثل التعليم والثقافة والحفاظ على البيئة.
وذكرت سالازار أيضا أن الصين هي أكثر بكثير من مجرد عملاق تجارة آسيوي، فهي تعد أيضا بمثابة نموذجا يحتذى به بالنسبة للعديد من البلدان النامية، مشيرة إلى أنها "تمتلك أحد أقدم الثقافات ولديها تنوع عرقي وثقافي نريد نحن أهالي أمريكا اللاتينية معرفة المزيد عنه".
وقال تومي إن القطاعين الخاص والعام في بيرو، شأنهما شأن نظيريهما في العديد من البلدان الأخرى التي تعتمد على التجارة مع الصين، يتابعان باهتمام التنمية وهيئات صنع السياسات في الصين
وذكر تومي "في بيرو، ثمة اهتمام خاص بدورتي المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني حيث تعد الصين أكبر شريك تجاري لبلادنا مع تجاوز الاستثمارات 14 مليار دولار أمريكي".
كما وقع البلدان اتفاقية تجارة حرة دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2009.
وقال تومي إن "العلاقات الثنائية تحرز تقدما مستقرا والتعاون يشهد حالة دائمة من التوسع، ووضعا مواتيا دعمته الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام الماضي".
فقد قام شي بزيارة رسمية في نوفمبر حيث استضافت ليما منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) وألقى الرئيس شي فيه خطابا رئيسيا.
-- فوائد الحزام والطريق
في ليما وفيما بعد في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا في يناير من العام الجاري، دافع شي عن التجارة الحرة والعولمة في وقت يبدو فيه أن أكبر اقتصاد في العالم، الولايات المتحدة، تحصن نفسها وراء فرض ضرائب على الواردات وغيرها من الإجراءات الحمائية.
وأشار المحللون إلى أن الصين تقترح مشروعات عالمية مثل مبادرة الحزام والطريق للمساعدة في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
وتشير المبادرة إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 وتهدف إلى بناء شبكة من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا بطول مسارات التجارة القديمة.
وقال تومي إن "مقترح الصين يهدف إلى حفز عملية العولمة الاقتصادية ويولد الكثير من الآمال في بيرو" نظرا لارتباطها مع الصين بشراكة اقتصادية شاملة".
وذكرت سالازار أن "مبادرة الحزام والطريق لن تعزز عملية العولمة الاقتصادية فحسب، وإنما ستساعد أيضا على توحيد الدول من خلال التبادلات الثقافية وغيرها من الوسائل، لتصبح بمثابة نموذج لتحسين مستوى معيشة الشعوب".
مقالة خاصة: عيون العالم تترقب هدف النمو الصيني في 2017
مع تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني للعام السادس في 2016 وبلوغه أدنى مستوياته في 26 عاما، يراقب العالم استعداد الحكومة الصينية للإعلان عن معدل النمو المستهدف لهذا العام خلال الدورة البرلمانية السنوية.>>>