أجرى رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ محادثات مع نظيره الاسترالى مالكولم تورنبول.
سيدني 26 مارس 2017 (شينخوا) من كانبيرا إلى سيدني، من الاجتماع السنوي مع نظيره الاسترالي إلى المائدة المستديرة للمديرين التنفيذيين، عززت تبادلات رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مع الساسة الاستراليين وقادة الأعمال المحليين العلاقات بين البلدين.
وقد أثمرت زيارة لي التي استمرت 5 أيام، وهي الأولى لرئيس مجلس دولة صيني للدولة الأوقيانوسية خلال 11 عاما، عن نتائج هامة في عدد واسع من المجالات وأثبتت أنها زيارة مثمرة وفي حينها.
-- زيارة مهمة وفي الوقت المناسب
واختتم لي زيارته اليوم (الأحد). وجاءت الزيارة التي وصفتها وسائل الإعلام الاسترالية بأنها " هجوم اقتصادي ساحر" في وقت تتصاعد فيه الحمائية ولاسيما في بعض الدول المتقدمة الرئيسية ما يشكل قلقا كبيرا لاستراليا وهي مستفيدة طويلة المدى من تحرير التجارة.
وقالت كريستين هولغيت، المدير التنفيذي لصانغ الفيتامينات شركة (بلاكموريس) لوكالة ((شينخوا))، إنها تشعر بالقلق إزاء التيار المناهض للعولمة في أنحاء العالم.
مع ذلك، شعرت هولغيت بالإلهام من تصريحات رئيس مجلس الدولة الصيني بشأن التجارة الحرة والعلاقات الاقتصادية الصينية-الاسترالية.
وقال لي في مأدبة غداء أقامها نظيره الاسترالي مالكوم تورنبول بمقر البرلمان يوم الخميس " أولا، جئت إلى هنا من أجل التجارة الحرة. العالم يشهد موجة متزايدة من الحمائية التجارية وزيادة ردود الفعل ضد العولمة".
وتابع "إننا على استعداد لتعزيز التعاون ذي الصلة مع استراليا وإظهار عزمنا معا أمام المنطقة والعالم على دفع تحرير التجارة والعولمة الاقتصادية".
وقد كانت تصريحات لي المطمئنة بشأن التزام الصين إزاء التجارة الحرة خبرا مفرحا لرجال الأعمال الاستراليين.
فالصين تعد أكبر شريك تجاري لاستراليا في الأعوام الثمانية الماضية. كما أنها مشتري مخلص للسلع الاسترالية من خام الجديد إلى النبيذ الأحمر. وتصدر الصين لها الملابس ومعدات الاتصالات وقطع الغيار.
وقد وضع الهيكل التجاري الصين في عجز تجاري مع استراليا لسنوات. ففي العام الماضي، بلغ حجم التجارة الثنائي 107 مليارات دولار أمريكي بعجز تجاري شهدته الصين يصل إلى 30 مليار دولار.
وقال لي على مائدة الغداء " لقد واجهنا عجزا تجاريا بعشرات المليارات من الدولارات أمام استراليا في العام الماضي. بالطبع، إننا لا نحب الاختلالات التجارية. غير أننا نعتقد أن الحل للاختلالات التجارية يكمن في زيادة توسيع تجارتنا بدلا من إغلاق أبوابنا".
ووصفت جنيفر ويستكوت، المدير التنفيذي لمجلس الأعمال الاسترالي، على مائدة الغداء، زيارة لي بأنه " مهمة" و" في حينها".
وقالت لوكالة ((شينخوا)) " إن البلدين جددا التأكيد على أهمية التجارة الحرة والسوق المفتوح وأهمية عدم التراجع أمام الانعزالية".
وخلال حضوره منتدى التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين يوم الجمعة، اتفق لي وتورنبول على تعزيز تسهيل التجارة وتحريرها.
وقال لي " الصين على استعداد للعمل مع استراليا لزيادة انفتاح الأسواق على بعضها البعض بروح التجارة العادلة".
وأوضح تورنبول أن الحمائية "ليست سلما للخروج من مأزق النمو البطيء" ولكنها "مجرفة حفر إلى الأعمق".
وقال لي لدى وصوله في مقالة نشرتها يوم الأربعاء صحيفة ((ذا استراليان)) المحلية الرائدة، " إننا على استعداد للعمل مع الدول الأخرى لدعم العولمة الاقتصادية والتجارة الحرة وتحسين نظام الحوكمة العالمية وتسهيل تقدم البشرية".
وبحسب قائمة نتائج زيارة لي لاستراليا، فإن البلدين اتفقا على الالتزام المشترك باقتصاد عالمي مفتوح ومواصلة الالتزام بتعزيز وتحرير التجارة والاستثمار على المستويين العالمي والاقليمي من خلال منظمة التجارة العالمية والآبيك والشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية .
--زيارة مثمرة ومؤثرة
ويتزامن هذا العام مع الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ولم تعزز زيارة لي لاستراليا الثقة العالمية في تسهيل وتحرير التجارة فحسب، وانما أيضا الفرص الاستثمارية للجانبين في ظل علاقات تتوثق بينهما.
وقالت هولغيت " نحن لسنا بلدا مكتفيا ذاتيا، بالتالي علاقة اقتصادية مزدهرة مع الصين أمر حيوي بالنسبة لنا، إذا فقدنا ذلك، فإن الأمهات والآباء سيفقدون وظائفهم وستنهار المصانع".
وشهدت شركة بلاكموريس ازدهارا في أعمالها في الصين من صفر تقريبا قبل 5 أعوام إلى حجم يمثل 40 بالمئة من إجمالي أعمالها في عام 2016. وعزت هولغيت النمو إلى العلاقات الاقتصادية المزدهرة بين البلدين متوقعة أن تشهد نموا أقوى بعد زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني.
ومن أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية وجلب المزيد من المنافع للشعبين، اتفق الجانبان على مواصلة تنفيذ اتفاق التجارة الحرة الصين الاسترالي والعمل بجدية للدخول في حقبة جديدة من الازدهار القائم على اتفاق التجارة الحرة، وفقا لقائمة النتائج.
كما اتفق الجانبان على توسيع التلاحم بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ورؤية تنمية شمال استراليا وبين استراتيجياتهما الابتكارية.
كما سيتم توسيع التعاون في الطاقة والموارد والبنية التحتية والزراعة والثروة الحيوانية والابتكار التكنولوجي والعلمي أيضا بعد الزيارة.
واتفق الجانبان أيضا على توسيع التبادلات والتعاون في التعليم والثقافة والسياحة والأمن وإنفاذ القانون ومكافحة الفساد والدفاع وكذا على المستويات دون الوطنية وتسريع الاتصال والتنسيق في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وآبيك وقمة شرق آسيا وغيرها من المؤسسات متعددة الأطراف ، والمشاركة في تعزيز السلام والاستقرار والرخاء في العالم.
ولدى إعلانهما عن إقامة الحوار الوزاري الصيني-الاسترالي حول الطاقة، اتفق البلدان على إقامة حوار الابتكار الصيني-الاسترالي والحوار الأمني رفيع المستوى الصيني-الاسترالي.
وفي المجال الزراعي، وقع الجانبان على خطة العمل (2017-2019) بشأن تنفيذ مشاريع التعاون الزراعي بين وزارة الزراعة الصينية ووزارة الزراعة والموارد المائية الاسترالية.
وفيما يتعلق بالتعاون العلمي والتكنولوجي، اتفق البلدان على مواصلة الانخراط تحت صندوق العلوم والبحوث الصيني-الاسترالي في المجالات ذات الأولوية المتمثلة في دفع الصناعات التحويلية والتكنولوجيا الطبية والمستحضرات الصيدلانية والموارد والطاقة بميزانية تصل إلى 6 ملايين دولار من الجانبين.
وبعد زيارته لاستراليا، يقوم رئيس مجلس الدولة الصيني بزيارة رسمية إلى نيوزيلندا تبدأ اليوم (الأحد). ويصادف هذا العام الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ونيوزيلندا.