بكين أول أبريل 2017 (شينخوا) أقيمت فعاليات منتدى السلام في الشرق الأوسط يوم الجمعة في العاصمة الصينية بكين تحت رعاية وتنظيم صندوق السلام والتنمية في الشرق الأوسط ، وهو منظمة مجتمع مدني في الصين تعمل لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط .
حضر المنتدى عدد كبير من السفراء ورؤساء البعثات الأجانب لدى الصين والخبراء والعلماء في دوائر الشرق الأوسط من داخل الصين وخارجها.
قال كريم تشين يونغ، الأمين العام للصندوق في المنتدى إن صندوق السلام والتنمية في الشرق الأوسط الذي يعد منظمة غير حكومية يسعى إلى جلب الطاقة الإيجابية لعملية السلام في الشرق الأوسط لخدمة التبادلات والتعاون بين الصين والمنطقة.
يذكر أن الصندوق تأسس في أكتوبر 2015، بهدف تمويل وتنظيم المؤتمرات والمعارض والندوات والتدريبات الدولية لتعزيز التبادلات بين كافة الأطراف على المستويين الحكومي والشعبي لجمع القوى العالمية ودمج الموارد الدولية لتحقيق السلام والتنمية في الشرق الأوسط بشكل مشترك.
وتم تحديد يوم 15 مايو كل سنة "يوم للسلام في الشرق الأوسط " من قبل الصندوق، مناشدا كل أطراف النزاع في المنطقة إلى وقف إطلاق النار في هذا اليوم.
وأشار تشين يونغ إلى أن وقف إطلاق النار وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط يعد أمرا صعبا جدا ولو ليوم واحد، لكن ما زال الصندوق يبذل كل جهوده لدفع السلام في الشرق الأوسط وخلق مستقبل مشرق للمنطقة.
قبل عشر سنوات، لم يكن أحد من دوائر الشرق الأوسط في الصين يعرف كريم تشين يونغ، لكنه الآن أصبح دبلوماسيا شعبيا شهيرا في الصين بعد مرور عشر سنوات على مشواره في خدمة الصداقة الصينية العربية.
كان تشين يونغ يعمل في منصب رئيس التحرير لصحيفة العلوم والتكنولوجيا في العاصمة الصينية بكين، حتى بدأ يتابع أوضاع الدول العربية أثناء الحرب العراقية التي نشبت في عام 2003.
وفي ظل دخول العلاقات بين الصين والدول العربية مرحلة جديدة شهدت فيها تطورات سريعة غير مسبوقة، أنشأ تشين يونغ في بكين الشبكة الصينية العربية في 8 أغسطس 2006، والتي تعد منصة شاملة لخدمة التبادل والتعاون بين الجانبين، وتتناول أحدث المعلومات والأخبار في المجالات الثقافية والإعلامية والسياحية والفنية والتجارية والاستثمارية، لينطلق في طريقه لتعزيز الصداقة الصينية العربية.
وبعد سنة ونصف من إنشاء الشبكة، قرر تشين يونغ تأسيس جمعية التبادل الصيني العربي، وهي منظمة اجتماعية غير هادفة للربح، بالتعاون مع زملائه في يناير 2008، لزيادة التفاهم المتبادل والتعاون الودي بين الطرفين وتعزيز التبادل والحوار الحكومي والشعبي.
لكن تشين يونغ لا يتكلم إلا اللغة الصينية، ولتجاوز هذه العقبة دعا بعض السفراء المتقاعدين الذين كانوا يعملون في الدول العربية لمساعدته في التبادلات مع الشخصيات من الدول العربية، بما فيهم شي يان تشون، السفير الصيني السابق لدى اليمن وسورية وقوان زي هواي، السفير الصيني السابق لدى الكويت وعمان والبحرين وليو باو لاي ، السفير الصيني السابق لدى الإمارات والأردن.
ومع مرور السنين، أقامت الجمعية علاقات وثيقة مع البعثات الدبلوماسية العربية لدى الصين، حيث غالبا ما نظمت الزيارات والرحلات الميدانية للسفراء العرب لدى الصين إلى المدن والمناطق خارج بكين مثل مقاطعات شاندونغ وهيلونغجيانغ وفوجيان وقانسو وتشجيانغ وغيرها لزيادة معرفتهم للصين.
وقال تشين يونغ إن هذه الزيارات لعبت دورا كبيرا في دفع التبادل والتعاون التجاري والثقافي والإنساني بين هذه المقاطعات والدول العربية وحققت نتائج ملموسة، حيث تم عقد سلسلة من المعارض والمنتديات والندوات في المدن الصينية المختلفة بمشاركة الإدارات الحكومية والشركات من الصين والدول العربية.
من جهة أخرى، بذلت الجمعية جهودا كبيرة لخدمة التبادل والتعاون بين الأفراد والشركات من الصين والدول العربية على حد سواء، حيث تشكلت منصات متعددة، بما فيها القمة الصينية والعربية لرجال الأعمال والقمة الصينية والعربية للنساء وغيرهما.
وأشار تشين يونغ إلى أن هذه المنصات تهدف إلى اكتشاف فرص التعاون لكلا الجانبين وزيادة التفاهم بين الشعوب الصينية والعربية.
ومن بداية عام 2011، شهدت بعض الدول العربية اضطرابات في أوضاعها ، الأمر الذي ألقى بظلاله على العلاقات بين الصين والدول العربية، وأثار قلقا بالغا عند تشين يونغ، الذي كان يتطلع إلى استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرع وقت ممكن، وخلق بيئة مواتية لتطوير العلاقات الصينية والعربية.
لم يوقف تشين يونغ وتيرة عمله خلال السنوات الماضية، حيث قام بزيارات متكررة إلى الدول العربية، بما فيها مصر والإمارات والأردن وسورية وغيرها للبحث عن فرص التعاون.
وقرر تشين يونغ إنشاء صندوق السلام والتنمية في الشرق الأوسط في أكتوبر 2015، مؤكدا أن عمله يتمثل بحشد كل جهود محبي السلام في منطقة الشرق الأوسط، لمواجهة المشاكل السياسية التي تعيق السلام في المنطقة.
وحول هذا قال تشين يونغ إن المؤسسة ومنذ تأسيسها بذلت جهودها لدعم السلام ، ومن ضمن أنشطتها بناء مدارس بمنطقة اللاجئين في الأردن، مؤكدا أنه سيتم الاتفاق مع وزارة التعليم الصينية للتوسع في بناء المدارس بكافة دول الشرق الأوسط.
وحول تطلعاته نحو المستقبل، قال تشين يونغ إنه وبالرغم من وجود الصعوبات والمشاكل إلا أنه سيواصل بذل كل الجهود للارتقاء بالعلاقات الصينية العربية إلى مستوى أعلى ، وتعميق الصداقة بين الشعوب.