بكين 3 إبريل 2017 (شينخوا) يقول خبراء دوليون وتقارير إعلامية إن المنطقة الاقتصادية الجديدة في الصين ستساعد في تخفيف الأعباء عن بكين باعتبارها العاصمة، وتعزيز التنمية الإقليمية المنسقة، وخلق قطب نمو جديد للصين، بالتالي ستصبح مثالا للاقتصادات النامية.
-- التخفيف من أعباء بكين الحضرية
قال بامبانج سوريونو، وهو باحث إندونيسي ورئيس مؤسسة نانيانغ آسيان ومقرها جاكرتا، إن بكين، وهي مدينة ضخمة ذات تاريخ يتجاوز 800 عام كعاصمة، تواجه "عللا حضرية" مثل الاختناقات المرورية كما هو الوضع في المدن الكبرى الأخرى.
وأضاف سوريونو إن تأسيس منظمة شيونغآن الجديدة من أجل بناء مدينة خلاقة ونابضة بالحياة سيساعد في تخفيف الأعباء الحضرية عن بكين.
وإنشاء منطقة شيونغآن الجديدة هو "أحدث خطوة في جهود الصين لعلاج (العلل الحضرية) الشديدة، مثل الاختناقات المرورية وتلوث الهواء في بكين عن طريق الحد من النمو السكاني في العاصمة ونقل بعض المرافق غير الضرورية، بما في ذلك التصنيع والخدمات اللوجستية إلى المناطق المجاورة"، وفقا لما ذكره تقرير لوكالة أنباء ((برس ترست)) الهندية.
وأضاف التقرير أن السلطات تعتزم تحويل المنطقة إلى قطب جديد للنمو.
وقال روني لينس، الرئيس التنفيذي للمركز الصيني البرازيلي للبحوث والأعمال ، إن تجنب الإفراط في تطوير المدن الكبرى هي قضية مشتركة تواجه جميع البلدان النامية.
وتابع لينس أن الحكومة الصينية تستكشف بنشاط نماذج تنمية جديدة للمدن الكبرى، بغرض تنويع وظائفها وتخفيف الأعباء الملقاة عليها، مما سيحل القضية البيئية ويعزز تنمية المناطق المحيطة ويقدم مراجع للدول النامية الأخرى.
-- زيادة التنمية الإقليمية المنسقة
وقال تشو تشي تشون، وهو أستاذ في العلوم السياسية بجامعة بوكنيل بولاية بنسلفانيا الأمريكية، إن إقامة منطقة شيونغآن الجديدة يعد تدبيرا هاما من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على التنمية المستقبلية للصين.
وأعرب تشو عن اعتقاده بأن منطقة شيونغآن ستجعل التنمية المتكاملة لمنطقة بكين - تيانجين - خبي حقيقة واقعة، كما أنها ستعزز التنمية السريعة والشاملة في شمال الصين.
وأفاد تشو أن التنمية الحالية للصين يجب أن تركز على الجودة، مضيفا أن منطقة شيونغآن تهدف إلى تحقيق تنمية خضراء وإبداعية وذات جودة عالية وراقية، بحيث تصبح نموذجا يحتذى به في مناطق أخرى في البلاد.
وقال هوانغ بين، وهو باحث في مركز كاسيكورن للبحوث في تايلاند، إن تأسيس منطقة شيونغآن الجديدة تعد خطة هامة وإستراتيجية للقيادة الصينية.
وأشار هوانغ إلى أن المنطقة الاقتصادية الجديدة، وكذا بكين ومدينة تيانجين الساحلية، بمهامها المتنوعة والمتكاملة، تشكل "مثلثا" يفتح مجالا جديدا لتطوير منطقة بكين - تيانجين - خبي، كما أن منطقة شمال الصين سوف تستكشف نموذجا جديدا تماما للتنمية الحضرية في الصين.
-- محركات جديدة للتنمية
وقال تقرير صادر عن ((آسيا اليوم)) الكورية الجنوبية، ومنشور على موقعها الالكتروني، إن منطقة شيونغآن الجديدة، إلى جانب غيرها من المناطق الاقتصادية الجديدة والمناطق الاقتصادية الخاصة ومناطق التجارة الحرة في الصين "ستساهم بشكل كبير في التنمية المتوازنة للاقتصاد".
وتابع التقرير إن هذه المناطق ستخلق أيضا "القوة اللازمة" لدفع مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين، وتهدف إلى بناء شبكة من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على طول مسارات طريق الحرير القديم.
وقال سوريونوإن إنشاء منطقة شيونغآن الجديدة يشكل جزءا هاما من إستراتيجية الصين لتعزيز الإصلاح والتعامل مع المشكلات التي ظهرت خلال التطور السريع للاقتصاد الصيني.
ولفت إلى أنه إجراء هام ومبتكر يتفق مع الظروف الوطنية للصين.
فيما أفاد قوه شينغ شيانغ، عميد مركز أبحاث أسترالي تابع لأكاديمية "أبيك" للتمويل الإبداعي، إن إقامة المنطقة الاقتصادية الجديدة ينطوي على إنشاء قطب نمو جديد للاقتصاد الصيني، مضيفا أن ذلك يعني أن الصين تعمق انفتاحها وسوف تنتهج العولمة والتجارة الحرة بشكل شامل.
